ـ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ ـ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ حَتّى بَلَغَتْ ۱ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله .
فَلَمَّا قَضى مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله نُبُوَّتَهُ وَاسْتُكْمِلَتْ ۲ أَيَّامُهُ ، أَوْحَى اللّهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ إِلَيْهِ ۳ : يَا مُحَمَّدُ ، قَدْ قَضَيْتَ نُبُوَّتَكَ وَاسْتَكْمَلْتَ أَيَّامَكَ ، فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِي عِنْدَكَ وَالْاءِيمَانَ ۴ وَالِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَمِيرَاثَ الْعِلْمِ وَآثَارَ عِلْمِ ۵ النُّبُوَّةِ فِي أَهْلِ بَيْتِكَ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، فَإِنِّي لَنْ أَقْطَعَ ۶ الْعِلْمَ وَالْاءِيمَانَ وَالِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَمِيرَاثَ الْعِلْمِ وَآثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ ، كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ بُيُوتَاتِ الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ كَانُوا بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَبِيكَ آدَمَ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : «إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»۷ وَإِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمْ يَجْعَلِ الْعِلْمَ جَهْلًا ۸ ، وَلَمْ يَكِلْ أَمْرَهُ إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ لَا إِلى مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَلَا إِلى ۹ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، وَلكِنَّهُ أَرْسَلَ رَسُولًا مِنْ مَلَائِكَتِهِ ۱۰ ، فَقَالَ لَهُ : قُلْ ۱۱۱۲ كَذَا وَكَذَا ، فَأَمَرَهُمْ بِمَا
1.«حتّى بلغت» أي سلسلة الأنبياء ، أو النبوّة ، أو البشارة ، أو الوصيّة .
2.في «ل ، ن ، بف ، بن» وحاشية «جت» والوافي : «واستكمل» .
3.في «د ، ع ، ل ، م ، ن» : - «إليه» .
4.في بصائر الدرجات ، ح ۲ : «والآثار» .
5.في «ل ، ن ، بف ، جد» وبصائر الدرجات ، ح ۲ : - «علم» .
6.هكذا في حاشية «بح» والوافي . وفي النسخ والمطبوع : «لم أقطع» . و ما أثبتناه هو الظاهر الموافق لسياق الخبر .
7.آل عمران (۳) : ۳۳ و ۳۴ .
8.قال العلّامة المازندراني : «أي لم يجعل العلم قطّ بمنزلة الجهل ، ولا العالم بمنزلة الجاهل في وجوب الاتّباع ، بل أمر باتّباع العلم والعالم في جميع الأزمنة والأعصار دون الجهل والجاهل ، فكيف يجوز لهذه الاُمّة تقديم الجاهل على العالم؟! وفيه ردّ على الثلاثة وأتباعهم إلى يوم القيامة» .
وفي المرآة : «أي لم يجعل العلم مبنيّا على الجهل بأن يكون أمر الحجّة مجهولاً لايعلمه الناس و لابيَّنه لهم ، أو لم يجعل العلم مخلوطا بالجهل ، بل لابدّ أن يكون العالم عالما بجميع ما يحتاج إليه الخلق ، ولايكون اختيار مثله إلّا منه تعالى. و قيل : المراد أنّ اللّه تعالى لم يبيّن أحكامه على ظنون الخلق و إلّا لكان العلم جهلاً ؛ إذ الظن قد يكون باطلاً فيكون جهلاً لعدم مطابقته للواقع ، و أمَر عباده باتّباع العلم واليقين المطابق للواقع» .
9.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي . وفي المطبوع : - «إلى» .
10.في كمال الدين : + «إلى نبيّه» .
11.في تفسير العيّاشي ، ح ۳۱ وكمال الدين : - «قل» .
12.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۱۱۸