31
الكافي ج15

وَاعْلَمُوا ۱ أَنَّ الْاءِسْلَامَ هُوَ التَّسْلِيمُ ، وَالتَّسْلِيمَ هُوَ الْاءِسْلَامُ ، فَمَنْ سَلَّمَ فَقَدْ أَسْلَمَ ، وَمَنْ لَمْ يُسَلِّمْ فَلَا إِسْلَامَ لَهُ ، وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْلِغَ إِلى نَفْسِهِ فِي الْاءِحْسَانِ ۲ فَلْيُطِعِ اللّهَ ؛ فَإِنَّهُ ۳ مَنْ أَطَاعَ اللّهَ فَقَدْ أَبْلَغَ إِلى نَفْسِهِ فِي الْاءِحْسَانِ .
وَإِيَّاكُمْ وَمَعَاصِيَ اللّهِ أَنْ تَرْكَبُوهَا ۴ ، فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَكَ مَعَاصِيَ اللّهِ فَرَكِبَهَا ، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الْاءِسَاءَةِ إِلى نَفْسِهِ ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْاءِحْسَانِ وَالْاءِسَاءَةِ مَنْزِلَةٌ ، فَلِأَهْلِ الْاءِحْسَانِ عِنْدَ رَبِّهِمُ الْجَنَّةُ ، وَلِأَهْلِ الْاءِسَاءَةِ عِنْدَ رَبِّهِمُ النَّارُ ۵ ، فَاعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللّهِ ، وَاجْتَنِبُوا مَعَاصِيَهُ .
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ يُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللّهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً ۶ ، لَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلَامَنْ دُونَ ذلِكَ ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ عِنْدَ اللّهِ ،

1.في «ن» : «فاعلموا» .

2.في المرآة : «قوله عليه السلام : أن يبلغ إلى نفسه في الإحسان ، يقال : بالغ في أمر ، أي اجتهد ولم يقصّر ، وكأنّ الإبلاغ هنا بمعنى المبالغة . وقوله : إلى نفسه ، متعلّق بالإحسان ، أي يبالغ ويجتهد في الإحسان إلى نفسه ، هذا هو الظاهر بحسب المعنى ، ويؤيّده ما ذكر في الإساءة ، وفي تقديم معمول المصدر عليه إشكال ويجوز بتأويل ، كما هو الشائع ، ولعلّ التقديم والتأخير من النسّاخ . ويحتمل أن يكون الإبلاغ بمعنى الإيصال ، أي أراد أن يوصل إلى نفسه أمرا كاملاً في الإحسان ، والأوّل أظهر . والشائع في مثل هذا المقام : بلغ ، من المجرّد ، يقال : بلغ في الكرم ، أي حدّ الكمال فيه» .

3.في حاشية «بح» : «فإنّ» .

4.في شرح المازندراني : «أن تركبوها ، أي تتبعوها ؛ من ركبت الأثر : إذا تبعته ، أو تعلوها بتشبيه المعصية بالدابّة في إيصال صاحبها إلى منزل الشقاوة ، ونسبة الركوب إليها مكنيّة وتخييليّة» . وراجع : النهاية ، ح ۲ ، ص ۲۵۷ ؛ لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۳۲ (ركب) .

5.في شرح المازندراني : «كما قال تعالى : «فَرِيقٌ فِى الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِى السَّعِيرِ» [الشورى (۴۲) : ۷ ]قال الأمين الأسترآبادي : قد تواترت الأخبار عن الأئمّة الأطهار بأنّ الناس ثلاثة أصناف ، منهم من هو تحت المشيّة ، فالظاهر أنّ مراده عليه السلام أنّ الذي أبرم اللّه أمره قسمان ، أقول : يريد أنّ الذي وقع الحتم فيه قسمان لا ثالث لهما ؛ لأنّه إمّا مقرّ بالولايات المذكورة متمسّك بشروطها ، أو منكر لشيء منها ، فالأوّل محسن ، والثاني مسيء ، وأمّا المستضعف ـ وهو من لم يقرّ ولم ينكر ـ فهو خارج عن القسم ، فلا يرد أنّه قسم ثالث» .

6.يقال : أغْنِ عنّي شرّك ، أي اصرفه وكفّه ، ومنه قوله تعالى : «لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللّه شَيْئا» [الجاثية (۴۵) : ۱۹] . النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۹۲ (غنا).


الكافي ج15
30

أَنَّهُمْ قَدْ عَصَوُا اللّهَ ۱ فِي تَرْكِهِمْ ذلِكَ الشَّيْءَ ، فَاسْتَغْفَرُوا ۲ وَلَمْ يَعُودُوا إِلى تَرْكِهِ ، فَذلِكَ مَعْنى قَوْلِ اللّهِ : «وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» .
۳ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ ۴ وَنَهى لِيُطَاعَ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَلِيُنْتَهى ۵ عَمَّا نَهى عَنْهُ ، فَمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ ، وَقَدْ أَدْرَكَ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ ، وَمَنْ لَمْ يَنْتَهِ عَمَّا نَهَى ۶ اللّهُ عَنْهُ فَقَدْ عَصَاهُ ، فَإِنْ ۷ مَاتَ عَلى مَعْصِيَتِهِ أَكَبَّهُ اللّهُ ۸ عَلى وَجْهِهِ فِي النَّارِ .
وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مَلَكٌ ۹ مُقَرَّبٌ ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، وَلَا مَنْ دُونَ ذلِكَ مِنْ خَلْقِهِ كُلِّهِمْ إِلَا طَاعَتُهُمْ لَهُ ۱۰ ، فَاجْتَهِدُوا ۱۱ فِي طَاعَةِ اللّهِ إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ حَقّاً حَقّاً ۱۲ ، وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِاللّهِ» .
وَقَالَ : «وَعَلَيْكُمْ ۱۳ بِطَاعَةِ رَبِّكُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنَّ اللّهَ رَبُّكُمْ .

1.في «ع ، ل ، م ، ن ، بن ، جت» والوافي : - «اللّه » .

2.في «د ، بح» : + «اللّه » .

3.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۱۱

4.في «د ، بح ، جد» وحاشية «م» : + «اللّه » .

5.في «ن» : «وينتهى» .

6.في «م» : «نهاه» .

7.في «م ، ن» وحاشية «بح» : + «من» .

8.في «ل» : - «اللّه » .

9.في شرح المازندراني : «الظاهر أنّ «ملك» اسم «ليس» ، و «من خلقه» متعلّق بأحد ، واحتمال جعله اسم «ليس» بزيادة «من» وجعل «ملك» مجرورا بدلاً عن لفظه ومرفوعا بدلاً عن محلّه بعيد ، فكأنّه رغب كلّ واحد في العلم بأنّ كلّ بليّة بينه وبين اللّه كانت طاعتهم له ؛ ليجتهد فيها ولا يتخلّف في السباق عنهم . والأظهر أنّ «ملك» بدل من الخلق وأنّ اسم «ليس» محذوف ، أي ليس بين اللّه وبين أحد من الخلائق شيء نافع إلّا الطاعة فجدّوا فيها» . وفي المرآة : «قوله عليه السلام : ملك مقرّب ، يمكن أن يكون بدلاً من الخلق ، وهو الأظهر ، وأن يكون اسم «ليس» أي لا يتوسّط ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا غيرهم بين الخلق وبين اللّه توسّطا مستقلّاً بدون الطاعة ، بل شفاعتهم وتوسّطهم بقدر من الطاعة» .

10.في «ع ، ل» : - «له» .

11.في «ع ، ل ، بف» وحاشية «م ، بح ، جت» والوافي وشرح المازندراني : «فجدّوا» . وفي «بح ، بن ، جد» وحاشية «م ، جت» : «فخذوا» . وفي «بف» : + «معا» .

12.في «د» : + «ولا حول» .

13.في «د ، ل ، بف ، بن ، جت ، جد» وشرح المازندراني : «عليكم» بدون الواو .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 327944
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي