مِنْ صِفَةِ الْحَقِّ ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِهَا ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَجْعَلْهُ ۱ اللّهُ مِنْ أَهْلِ صِفَةِ الْحَقِّ ، فَأُولئِكَ هُمْ شَيَاطِينُ الْاءِنْسِ وَالْجِنِّ ۲ ، وَإِنَّ ۳ لِشَيَاطِينِ الْاءِنْسِ حِيلَةً ۴ وَمَكْراً وَخَدَائِعَ ۵ وَوَسْوَسَةَ ۶ بَعْضِهِمْ إِلى بَعْضٍ يُرِيدُونَ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَنْ يَرُدُّوا أَهْلَ الْحَقِّ عَمَّا أَكْرَمَهُمُ اللّهُ بِهِ مِنَ النَّظَرِ فِي دِينِ ۷ اللّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ شَيَاطِينَ الْاءِنْسِ مِنْ أَهْلِهِ إِرَادَةَ أَنْ يَسْتَوِيَ أَعْدَاءُ اللّهِ وَأَهْلُ الْحَقِّ فِي الشَّكِّ وَالْاءِنْكَارِ وَالتَّكْذِيبِ ، فَيَكُونُونَ سَوَاءً كَمَا وَصَفَ اللّهُ تَعَالى فِي كِتَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ ۸ : «وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً»۹ ثُمَّ نَهَى اللّهُ أَهْلَ النَّصْرِ بِالْحَقِّ أَنْ يَتَّخِذُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً ، فَلَا يُهَوِّلَنَّكُمْ ۱۰ وَلَا يَرُدَّنَّكُمْ
1.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار . وفي المطبوع : «لم يجعل» .
2.في شرح المازندراني : «إن اُريد بمن الموصولة الإنس و الجنّ فحمل شياطين الإنس والجنّ عليهم ظاهر ، وإن اُريد به الإنس فحمل شياطين الجنّ عليهم من باب التشبيه في التجرّد والشيطنة» .
وفي الوافي : «هم شياطين الإنس والجنّ ؛ يعني شياطين الإنس إن كانوا من الإنس ، وشياطين الجنّ إن كانوا من الجنّ ، ويحتمل أن يكون المراد بهم الإنس خاصّة ويكون إشارة إلى إلحاقهم بشياطين الجنّ بعد موتهم ، كما اُشير إليه بقوله سبحانه : «يَـمَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْاءِنسِ» [الأنعام (۶) : ۱۲۸] على ما في بعض التفاسير» .
3.في «بح ، بف» وحاشية «جت» والوافي وشرح المازندراني : «فإنّ» .
4.في «بح ، بف» والوافي : «حيلاً» .
5.في حاشية «جت» : «و خديعة» .
6.في شرح المازندراني : «المراد بالحيلة استعمال الحذق والتصرّف في الاُمور للتوصّل بها إلى المقصود ، وبالمكر إيصال المكروه إلى الغير من حيث لا يعلم ، والخديعة بهذا المعنى ، أو تلبيس شبهات باطلة بلباس الحقّ ؛ لانخداع الغير بها . وبالوسوسة مشاورة بعضهم بعضا في تحصيل أسباب الغلبة والإضرار» .
7.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۱۲
8.في «بن» : «بقوله» بدل «من قوله» .
9.النساء (۴) : ۸۹ . وفي «ع ، ل» : - «كما وصف اللّه ـ إلى ـ فتكونون سواء» .
10.في شرح المازندراني : «في القاموس : هاله يهوله هولاً : أفزعه ، كهوّله فاهتال ، فعلى هذا يجوز في «لا يهولنّكم» بتخفيف الواو وتشديدها . وردّه عن الأمر : صرفه عنه فارتدّ هو . و ضمير الجمع للفاعل المحذوف راجع إلى أعداء اللّه أو إلى شياطين الإنس . ولعلّ النهي راجع إلى الاهتيال والارتداد المقصودين من الفعلين» .
وفي المرآة : «قوله عليه السلام : فلا يهولنّكم ، يحتمل معنيين : الأوّل : أن تكون «حيلة» فاعلاً للفعلين وتكون «من» زائدة لتأكيد النفي ، وقوله : من اُموركم ، متعلّقا بالمكر ، يقال : مكره من كذا ، أو عنه ، أي احتال أن يردّه عنه . والثاني : أن يكون «يهولنّكم» و«يردّنّكم» بضمّ الدال واللام على صيغة الجمع ، أي لا يردّ نّكم شياطين الجنّ والإنس عن النصر الربّاني الذي هو حاصل لكم بسبب الحقّ الذي خصّكم اللّه به» . وراجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۵۵ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۱۶ (هول) .