33
الكافي ج15

مِنْ صِفَةِ الْحَقِّ ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِهَا ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَجْعَلْهُ ۱ اللّهُ مِنْ أَهْلِ صِفَةِ الْحَقِّ ، فَأُولئِكَ هُمْ شَيَاطِينُ الْاءِنْسِ وَالْجِنِّ ۲ ، وَإِنَّ ۳ لِشَيَاطِينِ الْاءِنْسِ حِيلَةً ۴ وَمَكْراً وَخَدَائِعَ ۵ وَوَسْوَسَةَ ۶ بَعْضِهِمْ إِلى بَعْضٍ يُرِيدُونَ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَنْ يَرُدُّوا أَهْلَ الْحَقِّ عَمَّا أَكْرَمَهُمُ اللّهُ بِهِ مِنَ النَّظَرِ فِي دِينِ ۷ اللّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ اللّهُ شَيَاطِينَ الْاءِنْسِ مِنْ أَهْلِهِ إِرَادَةَ أَنْ يَسْتَوِيَ أَعْدَاءُ اللّهِ وَأَهْلُ الْحَقِّ فِي الشَّكِّ وَالْاءِنْكَارِ وَالتَّكْذِيبِ ، فَيَكُونُونَ سَوَاءً كَمَا وَصَفَ اللّهُ تَعَالى فِي كِتَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ ۸ : «وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً»۹ ثُمَّ نَهَى اللّهُ أَهْلَ النَّصْرِ بِالْحَقِّ أَنْ يَتَّخِذُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً ، فَلَا يُهَوِّلَنَّكُمْ ۱۰ وَلَا يَرُدَّنَّكُمْ

1.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار . وفي المطبوع : «لم يجعل» .

2.في شرح المازندراني : «إن اُريد بمن الموصولة الإنس و الجنّ فحمل شياطين الإنس والجنّ عليهم ظاهر ، وإن اُريد به الإنس فحمل شياطين الجنّ عليهم من باب التشبيه في التجرّد والشيطنة» . وفي الوافي : «هم شياطين الإنس والجنّ ؛ يعني شياطين الإنس إن كانوا من الإنس ، وشياطين الجنّ إن كانوا من الجنّ ، ويحتمل أن يكون المراد بهم الإنس خاصّة ويكون إشارة إلى إلحاقهم بشياطين الجنّ بعد موتهم ، كما اُشير إليه بقوله سبحانه : «يَـمَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْاءِنسِ» [الأنعام (۶) : ۱۲۸] على ما في بعض التفاسير» .

3.في «بح ، بف» وحاشية «جت» والوافي وشرح المازندراني : «فإنّ» .

4.في «بح ، بف» والوافي : «حيلاً» .

5.في حاشية «جت» : «و خديعة» .

6.في شرح المازندراني : «المراد بالحيلة استعمال الحذق والتصرّف في الاُمور للتوصّل بها إلى المقصود ، وبالمكر إيصال المكروه إلى الغير من حيث لا يعلم ، والخديعة بهذا المعنى ، أو تلبيس شبهات باطلة بلباس الحقّ ؛ لانخداع الغير بها . وبالوسوسة مشاورة بعضهم بعضا في تحصيل أسباب الغلبة والإضرار» .

7.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۱۲

8.في «بن» : «بقوله» بدل «من قوله» .

9.النساء (۴) : ۸۹ . وفي «ع ، ل» : - «كما وصف اللّه ـ إلى ـ فتكونون سواء» .

10.في شرح المازندراني : «في القاموس : هاله يهوله هولاً : أفزعه ، كهوّله فاهتال ، فعلى هذا يجوز في «لا يهولنّكم» بتخفيف الواو وتشديدها . وردّه عن الأمر : صرفه عنه فارتدّ هو . و ضمير الجمع للفاعل المحذوف راجع إلى أعداء اللّه أو إلى شياطين الإنس . ولعلّ النهي راجع إلى الاهتيال والارتداد المقصودين من الفعلين» . وفي المرآة : «قوله عليه السلام : فلا يهولنّكم ، يحتمل معنيين : الأوّل : أن تكون «حيلة» فاعلاً للفعلين وتكون «من» زائدة لتأكيد النفي ، وقوله : من اُموركم ، متعلّقا بالمكر ، يقال : مكره من كذا ، أو عنه ، أي احتال أن يردّه عنه . والثاني : أن يكون «يهولنّكم» و«يردّنّكم» بضمّ الدال واللام على صيغة الجمع ، أي لا يردّ نّكم شياطين الجنّ والإنس عن النصر الربّاني الذي هو حاصل لكم بسبب الحقّ الذي خصّكم اللّه به» . وراجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۵۵ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۱۶ (هول) .


الكافي ج15
32

فَلْيَطْلُبْ ۱ إِلَى اللّهِ ۲ أَنْ يَرْضى عَنْهُ .
وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللّهِ لَمْ يُصِبْ رِضَا اللّهِ إِلَا بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ وَطَاعَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ ـ ، وَمَعْصِيَتُهُمْ مِنْ مَعْصِيَةِ اللّهِ ، وَلَمْ يُنْكِرْ لَهُمْ فَضْلًا عَظُمَ أَوْ صَغُرَ ۳ .
وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْكِرِينَ هُمُ الْمُكَذِّبُونَ ۴ ، وَأَنَّ الْمُكَذِّبِينَ هُمُ الْمُنَافِقُونَ ، وَأَنَّ اللّهَ ۵ قَالَ لِلْمُنَافِقِينَ ـ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ ـ : «إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً»۶ وَلَا يَفْرَقَنَّ ۷ أَحَدٌ مِنْكُمْ ۸ أَلْزَمَ اللّهُ قَلْبَهُ طَاعَتَهُ وَخَشْيَتَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ۹ أَخْرَجَهُ اللّهُ

1.في شرح المازندراني : + «متضرّعا» .

2.قوله عليه السلام : «فليطلب إلى اللّه » أي فليرغب إليه تعالى ؛ من طلب إليه طلبا ، أي رغب . راجع : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۵۶۰ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۹۴ (طلب) .

3.في «د ، ع ، ل ، ن ، بف ، بن ، جت» وحاشية «م ، بح» : «ولا صغر» بدل «أو صغر» . وفي شرح المازندراني : «المراد بالفضل العظيم مالا يصل إليه الفهم ويستبعده العقل ولا يعرف حقيقته ، وبالصغير ما هو خلاف ذلك . والظاهر أنّ قوله : ومعصيتهم ، عطف على اسم «إنّ» وقوله : لم ينكر ، على خبرها ، وفيه شيء ؛ لأنّ كثيرا من الناس أنكروا فضلهم ، بل نصبوا عداوتهم ، ولعلّ المراد بعدم إنكار أحد عدم الإنكار ولو حين الاحتضار ، ولد لالة بعض الروايات على أنّ المنكرين يعترفون بفضلهم حينئذٍ ، أو المراد به العلم بفضلهم وأن يصدّقوا به ، أو المراد أنّه ينبغي عدم إنكار فضلهم ، أو المراد بالخلق الأنبياء والأوصياء وأهل المعرفة من الاُمم السابقة ومن هذه الأمّة ، واللّه أعلم» .

4.في المرآة : «قوله عليه السلام : إنّ المنكرين هم المكذّبون ، يحتمل أن يكون المراد بالإنكار عدم الإقرار والمعرفة ، كما قال تعالى : «عَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ» [يوسف (۱۲) : ۵۸] والغرض أنّ عدم المعرفة أيضا تكذيب ، وأن يكون المراد أنّ إنكار الأئمّة داخل في التكذيب الذي ذكر اللّه تعالى في القرآن وحكم بكفر من يرتكبه» .

5.. هكذا في جميع النسخ . وفي المطبوع : + «عزّ وجلّ» .

6.في النساء (۴) : ۱۴۵ .

7.في «بح» : «ولا تفرقنّ» . وفي «ع ، بن» وحاشية «ن ، بح ، جت» وشرح المازندراني والمرآة : «ولا يعرفنّ» . وفي المرآة : «قوله عليه السلام : لا يعرفنّ ، كأنّه من باب التفعيل... وفي بعض النسخ المصحّحة : لا يفرقّن ، من الفرق بمعنى الخوف ، أي لا تخافوهم ؛ فإنّهم كالشياطين وإنّ كيد الشيطان كان ضعيفا» .

8.في «بح» وحاشية «ن» : + «ممّن» .

9.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي وشرح المازندراني والبحار ، ج ۷۸ ، ص ۲۲۱ . وفي حاشية «جت» والمطبوع وشرح المازندراني : + «ممّن» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 327855
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي