441
الكافي ج15

قَالَ : «فَانْصَرَفُوا عَلى ذلِكَ ، ثُمَّ ارْتَابَ مِنَ ۱ السِّتَّةِ وَاحِدٌ ، فَكَانَ فِيمَنْ عَقَرَهَا» .
۲ قَالَ ابْنُ مَحْبُوبٍ : فَحَدَّثْتُ بِهذَا الْحَدِيثِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا يُقَالُ لَهُ : سَعِيدُ ۳ بْنُ يَزِيدَ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رَأَى الْجَبَلَ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ بِالشَّامِ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ جَنْبَهَا قَدْ حَكَّ الْجَبَلَ ، فَأَثَّرَ جَنْبُهَا فِيهِ وَجَبَلٌ آخَرَ ۴ بَيْنَهُ وَبَيْنَ هذَا مِيلٌ . ۵

۱۵۰۲۹.عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : «كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ فَقالُوا أَ بَشَرا مِنّا واحِدا نَتَّبِعُهُ إِنّا إِذا لَفِى ضَلالٍ وَسُعُرٍ أَ أُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذّابٌ أَشِرٌ»۶ ؟
قَالَ : «هذَا كَانَ بِمَا ۷ كَذَّبُوا ۸ صَالِحا ، وَمَا أَهْلَكَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَوْما

1.في الوافي : «عن» .

2.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۱۸۷

3.في «د» : «سعد» .

4.في المرآة : «والحاصل أنّه رأى جبلين بينهما قدر ميل عرض البعير ، وكان في كلّ من الجبلين أثر جنبها» . هذا ، وفي مجمع البيان ، ج ۴ ، ص ۲۹۴ ، ذيل الآية ۷۹ من سورة الأعراف (۷) : «قال الحسن بن محبوب : حدّثني رجل من أصحابنا يقال له : سعيد بن يزيد ، قال : أتيت أرض ثمود ، فذرعت مصدر الناقة بين الجبلين ، و رأيت أثر جنبيها فوجدته ثمانين ذراعا ، وكانت تصدر من غير الفجّ الذي منه وردت ، لاتقدر على أن تصدر من حيث ترد ؛ لأنّه يضيق عنها ...» .

5.تفسير العيّاشي ، ج ۲ ، ص ۲۰ ، ح ۵۴ ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام ، مع اختلاف يسير . تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۳۰ ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج ۲۶ ، ص ۳۳۷ ، ح ۲۵۴۴۵ ؛ البحار ، ج ۱۱ ، ص ۳۷۷ ، ذيل ح ۳ .

6.القمر (۵۴) : ۲۳ ـ ۲۵ . و قال البيضاوي في أنوار التنزيل ، ج ۵ ، ص ۲۶۷ : ««كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ» : بالإنذارات والمواعظ أو الرسل : «فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا» من جنسنا أو من جملتنا لافضل له علينا . وانتصابه بفعل يفسّره ما بعده ، و قرئ بالرفع على الابتداء ، والأوّل أوجه للاستفهام «وَ حِدًا» : منفردا لاتبع له ، أو من آحادهم دون أشرافهم «نَّتَّبِعُهُ إِنَّـآ إِذًا لَّفِى ضَلَـلٍ وَ سُعُرٍ» جمع سعير ، كأنّه عكسوا عليه فرتّبوا على اتّباعهم إيّاه ما رتّبه على ترك اتّباعهم له . و قيل : السعر : الجنون ، و منه : ناقة مسعورة «أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ» : الكتاب أو الوحي «عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا» و فيه من هو أحقّ منه بذلك «بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ » حمله بطره على الترفّع علينا بادّعائه إيّاه» .

7.في «بف» وحاشية «م ، جت ، جد» والوافي : «فيما» .

8.هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي . وفي «د» والمطبوع : + «به» .


الكافي ج15
440

عُشَرَاءَ ۱ ، بَيْنَ جَنْبَيْهَا مِيلٌ ۲ ، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ : لَقَدْ سَأَلْتُمُونِي شَيْئا يَعْظُمُ عَلَيَّ ، وَيَهُونُ عَلى رَبِّي جَلَّ وَعَزَّ» .
قَالَ : «فَسَأَلَ اللّهَ تَعَالى صَالِحٌ ذلِكَ ، فَانْصَدَعَ ۳ الْجَبَلُ صَدْعا كَادَتْ تَطِيرُ مِنْهُ عُقُولُهُمْ لَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ ، ثُمَّ اضْطَرَبَ ذلِكَ الْجَبَلُ اضْطِرَابا شَدِيدا كَالْمَرْأَةِ إِذَا أَخَذَهَا الْمَخَاضُ ۴ ، ثُمَّ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلَا رَأْسُهَا ۵ قَدْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ ذلِكَ الصَّدْعِ ، فَمَا اسْتُتِمَّتْ رَقَبَتُهَا حَتّى اجْتَرَّتْ ۶ ، ثُمَّ خَرَجَ سَائِرُ جَسَدِهَا ، ثُمَّ اسْتَوَتْ قَائِمَةً عَلَى الْأَرْضِ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلِكَ ، قَالُوا : يَا صَالِحُ ، مَا أَسْرَعَ مَا أَجَابَكَ رَبُّكَ؟ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا فَصِيلَهَا ، فَسَأَلَ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ذلِكَ ۷ ، فَرَمَتْ بِهِ فَدَبَّ حَوْلَهَا ، فَقَالَ لَهُمْ : يَا قَوْمِ ، أَبَقِيَ شَيْءٌ؟ قَالُوا : لَا ، انْطَلِقْ بِنَا إِلى قَوْمِنَا نُخْبِرْهُمْ بِمَا رَأَيْنَا وَيُؤْمِنُونَ بِكَ» .
قَالَ : «فَرَجَعُوا فَلَمْ يَبْلُغِ ۸ السَّبْعُونَ إِلَيْهِمْ حَتّى ارْتَدَّ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا ، وَقَالُوا : سِحْرٌ وَكَذِبٌ ، قَالَ ۹ : فَانْتَهُوا إِلَى الْجَمِيعِ ۱۰ ، فَقَالَ السِّتَّةُ : حَقٌّ ، وَقَالَ ۱۱ الْجَمِيعُ : كَذِبٌ وَسِحْرٌ» .

1.العشراء ، بالضمّ وفتح الشين والمدّ : التي أتى على حملها عشرة أشهر ، ثمّ اتّسع فيه فقيل لكلّ حامل : عُشَراء ، وأكثر ما يطلق على الخيل والإبل . النهاية ، ج ۳ ، ص ۲۴۰ (عشر) .

2.في المرآة : «قوله : بين جبينها ميل ، أي يكون عرضها قدر ميل» .

3.«فانصدع» أي انشقّ ؛ من الصَدْع ، وهو الشقّ والتفرّق . راجع : الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۴۱ (صدع) .

4.المَخاض : الطَلْق ، وهو وجع الولادة . راجع : النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۰۶ (مخض) .

5.في المرآة : «أي لم يظهر لهم فجأةً شيءٌ إلّا رأسها» . وراجع : المصباح المنير ، ص ۴۶۳ (فجأ) .

6.الاجترار : هو أن يجرّ البعير من الكَرَش ـ وهو له بمنزلة المعدة للإنسان ـ ما أكل إلى الفم فيمضغه مرّة ثانية ؛ من الجِرَّة ، وهو ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ، ثمّ يبلعه . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۲۴۴ (جرر) .

7.في «ع ، جت» : - «ذلك» .

8.في «بن» : «فلم تبلغ» .

9.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي . وفي المطبوع : «قالوا» .

10.«الجميع» : ضدّ المتفرّق ، والجيش ، والحيّ المجتمع . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۹۵۴ (جمع) .

11.في «ع ، بف ، جد» : «وقالوا» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 268947
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي