وَالصَّبْرَ مِنَ الْكَرَمِ ، وَدَعِ الْجَزَعَ ؛ فَإِنَّ الْجَزَعَ لَا يُغْنِيكَ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ عَمَّارٌ ـ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ۱ ـ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، أَوْحَشَ اللّهُ مَنْ أَوْحَشَكَ ، وَأَخَافَ ۲ مَنْ أَخَافَكَ ، إِنَّهُ وَاللّهِ مَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يَقُولُوا الْحَقَّ ۳۴ إِلَا الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا وَالْحُبُّ لَهَا ، أَلَا إِنَّمَا الطَّاعَةُ مَعَ الْجَمَاعَةِ ۵ ، وَالْمُلْكُ لِمَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ هؤُلَاءِ الْقَوْمَ دَعَوُا النَّاسَ إِلى دُنْيَاهُمْ ، فَأَجَابُوهُمْ إِلَيْهَا ، وَوَهَبُوا لَهُمْ دِينَهُمْ ، فَخَسِرُوا الدُّنْيَا وَالْاخِرَةَ ، وَذلِكَ ۶ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ .
ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ۷ ، فَقَالَ : عَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، بِأَبِي وَأُمِّي هذِهِ الْوُجُوهُ ، فَإِنِّي إِذَا رَأَيْتُكُمْ ذَكَرْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِكُمْ ، وَمَا لِي بِالْمَدِينَةِ شَجَنٌ ۸ وَلَا سَكَنٌ ۹ غَيْرُكُمْ ، وَإِنَّهُ ثَقُلَ عَلى عُثْمَانَ جِوَارِي بِالْمَدِينَةِ ، كَمَا ثَقُلَ عَلى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ ، فَآلى ۱۰ أَنْ يُسَيِّرَنِي إِلى بَلْدَةٍ ، فَطَلَبْتُ ۱۱ إِلَيْهِ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ إِلَى الْكُوفَةِ ، فَزَعَمَ أَنَّهُ يَخَافُ أَنْ أُفْسِدَ عَلى أَخِيهِ النَّاسَ ۱۲ بِالْكُوفَةِ ، وَآلى بِاللّهِ لَيُسَيِّرُنِي ۱۳ إِلى بَلْدَةٍ لَا أَرى فِيهَا ۱۴
1.في «م ، ن» : - «رضي اللّه عنه» .
2.في «بح» : + «اللّه » .
3.في «ع ، ل» وشرح المازندراني : - «الحقّ» .
4.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۲۰۸
5.في شرح المازندراني : «ألا إنّما الطاعة مع الجماعة ، أي ما طاعة اللّه وطاعة الرسول إلّا مع الجماعة ، وهم أهل البيت عليهم السلام » . وفي المرآة : «قوله عليه السلام : إنّما الطاعة مع الجماعة ، أي أكثر الناس يتّبعون الجماعات وإن كانوا على الباطل على وفق الفقرة التالية . ويحتمل أن يكون المراد أنّ طاعة اللّه إنّما يكون مع جماعة أهل الحقّ والأئمّة عليهم السلام ، والملك والسلطنة الدنيويّة لمن غلب عليه من أهل الباطل» .
6.في «ع» : «ذلك» بدون الواو .
7.في «ن» : - «رضي اللّه عنه» .
8.الشجن ، بفتحتين : الحاجة ، والجمع : شُجُون . المصباح المنير ، ص ۳۰۶ (شجن) .
9.هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والمرآة . وفي «جت» : «وسكن» . وفي المطبوع: «لأسكن» بدون الواو .
10.الإيلاء : الحلف والقسم ، يقال : آلى إيلاءً ، أي حلف وأقسم . راجع : المصباح المنير ، ص ۲۰ (ألي) ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۶۵۵ (ألو) .
11.في «جت» : «وطلبت» .
12.في المرآة : «قوله : على أخيه الناس ؛ يعني الوليد بن عقبة أخا عثمان لاُمّه ، وكان عثمان ولّاه الكوفة» .
13.في «بن» : «أن يسيّرني» .
14.في «د ، ع ، بف ، جت» والوافي : «بها» .