611
الكافي ج15

الْاءِسْلَامَ ، كَتَبَ إِلى مَلِكِ الرُّومِ كِتَابا ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ رَسُولٍ يَدْعُوهُ إِلَى الْاءِسْلَامِ ، وَكَتَبَ ۱ إِلى مَلِكِ فَارِسَ كِتَابا يَدْعُوهُ إِلَى الْاءِسْلَامِ ، وَبَعَثَهُ إِلَيْهِ مَعَ رَسُولِهِ ۲ ، فَأَمَّا مَلِكُ الرُّومِ ، فَعَظَّمَ كِتَابَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَأَكْرَمَ رَسُولَهُ ، وَأَمَّا مَلِكُ فَارِسَ ، فَإِنَّهُ اسْتَخَفَّ بِكِتَابِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَمَزَّقَهُ ۳ وَاسْتَخَفَّ بِرَسُولِهِ ، وَكَانَ مَلِكُ فَارِسَ يَوْمَئِذٍ يُقَاتِلُ مَلِكَ الرُّومِ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَهْوَوْنَ ۴ أَنْ يَغْلِبَ مَلِكُ الرُّومِ مَلِكَ ۵ فَارِسَ ، وَكَانُوا لِنَاحِيَتِهِ أَرْجى مِنْهُمْ لِمَلِكِ فَارِسَ ، فَلَمَّا غَلَبَ مَلِكُ فَارِسَ مَلِكَ الرُّومِ ، كَرِهَ ذلِكَ الْمُسْلِمُونَ ۶ وَاغْتَمُّوا بِهِ ، فَأَنْزَلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِذلِكَ كِتَابا ۷ قُرْآنا ۸«الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِى أَدْنَى الْأَرْضِ»

1.في «بح» : «فكتب» .

2.في «بح ، بف ، جت» : «رسول» .

3.التمزيق : التخريق والتقطيع . النهاية ، ج ۴ ، ص ۳۲۵ (مزق) .

4.«يهوون» أي يحبّون ؛ من الهَوى ، وهو مصدر هويته ، من باب تعب : إذا أحببته وعلقت به ، ثمّ اُطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ، ثمّ استعمل في ميل مذموم . راجع : المصباح المنير ، ص ۶۴۳ (هوي) .

5.في «ع ، م ، ن ، بح» وحاشية «جت» : «لملك» .

6.في «بن» : «المسلمون ذلك» .

7.في «م» : - «كتابا» .

8.في «بف» : - «قرآنا» . وفي المرآة : «قوله عليه السلام : قرآنا ، إمّا صفة للكتاب ، أي كتابا مقروّا ، أو بدل منه ليظهر منه أنّ المراد بعض الكتاب» . وقال المحقّق الشعراني في هامش شرح المازندراني : «لم يختلف أهل العلم في أنّ نزول سورة الروم والإخبار عمّا سيقع من غلبتهم على فارس كان بمكّة قبل الهجرة ، وهذا دليل ضعف الخبر وإن كان بحسب الإسناد صحيحا ، وعلى أنّ الإسناد الصحيح باصطلاح الرواة أيضا لاينافي كذب المضمون ، وأمّا الداعي على استعجاب الراوي والتكلّف لتأويل آية القرآن عن معناه الصحيح استنكار ذكر اللّه تعالى الروم ونصره ـ تعالى ـ إيّاهم وتعبيره عنهم وعن تأييدهم بما يدلّ على رضاه عنهم وترجيحهم على فارس مع كونهم كفّارا ، وهذا نظير ما يرى الشيعي من بعض مصنّفيهم يذكرون محاسن أفعال بعض الخلفاء ، كرغبة المأمون في العلم ، وترويج الهادي للدين وقمعه الملاحدة وأمثال ذلك ، فيحملهم ذلك على أنّ ناقل هذه المطالب لم يكن من الشيعة ، كما يقال : إنّ المسعودي صاحب مروج الذهب لم يكن شيعيّا ؛ لأنّه ينقل عن الخلفاء بدون ذكر اللعن ، ويذكر محاسن أفعالهم دون مساويهم ، ولو كان شيعيّا اقتصر على المساوي ، وهكذا غلبة الروم بنصر اللّه بعبارة يدلّ على رضا اللّه بفعلهم كان منكرا عند الراوي ، فطلب المخلص وحمله على غلبة المسلمين على فارس ، لا على غلبة الروم ؛ ليسكن هيجان قلبه ، وإلّا فلايتلائم هذا التأويل مع ظاهر القرآن وصريحه ، بل يلزم كذبه ، أو غلطه في استعمال اللغة ـ نعوذ باللّه ـ ولايوافق ما تواتر من وقائع عصره» .


الكافي ج15
610

حَوَارِيُّونَا ، وَمَا كَانَ حَوَارِيُّ عِيسى بِأَطْوَعَ لَهُ مِنْ حَوَارِيِّنَا لَنَا ، وَإِنَّمَا قَالَ عِيسى عليه السلام لِلْحَوَارِيِّينَ : «مَنْ أَنْصارِى إِلَى اللّهِ»۱ ؟ قالَ الْحَوارِيُّونَ : نَحْنُ أَنْصارُ اللّهِ ، فَلَا وَاللّهِ مَا نَصَرُوهُ مِنَ الْيَهُودِ ، وَلَا قَاتَلُوهُمْ ۲ دُونَهُ ، وَشِيعَتُنَا وَاللّهِ لَمْ يَزَالُوا مُنْذُ قَبَضَ اللّهُ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ رَسُولَهُ ۳ صلى الله عليه و آله يَنْصُرُونَّا ، وَيُقَاتِلُونَ دُونَنَا ، وَيُحْرَقُونَ وَيُعَذَّبُونَ ۴ ، وَيُشَرَّدُونَ ۵ فِي الْبُلْدَانِ ، جَزَاهُمُ اللّهُ عَنَّا خَيْرا ، وَقَدْ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : وَاللّهِ لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ ۶۷ مُحِبِّينَا بِالسَّيْفِ مَا أَبْغَضُونَا ، وَ وَاللّهِ لَوْ أَدْنَيْتُ إِلى مُبْغِضِينَا وَحَثَوْتُ لَهُمْ ۸ مِنَ الْمَالِ مَا أَحَبُّونَا» . ۹

۱۵۲۱۲.ابْنُ مَحْبُوبٍ۱۰، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ :سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ : «الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِى أَدْنَى الْأَرْضِ»۱۱ ؟
قَالَ : فَقَالَ : «يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، إِنَّ لِهذَا تَأْوِيلًا لَا يَعْلَمُهُ إِلَا اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ ، إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَأَظْهَرَ ۱۲

1.آل عمران (۳) : ۵۲ ؛ الصفّ (۶۱) : ۱۴ .

2.في «ل» : «وما قاتلوهم» .

3.في «بح ، جت» : «رسول اللّه » .

4.في «بح» : «ويحرّفون ويقذفون» .

5.التشريد : الطرد والتفريق . القاموس الميحط ، ج ۱ ، ص ۴۲۵ (شرد) .

6.قال الفيّومي : «الخيشوم : أقصى الأنف ، ومنهم من يطلقه على الأنف» . وقال الفيروزآبادي : «الخيشوم من الأنف : ما فوق نُخْرته من القَصَبة ، وما تحتها من خشارم الرأس» . المصباح المنير ، ص ۱۷۰ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۵۳ (خشم) .

7.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۲۶۹

8.«حثوت لهم» أي أعطيتهم . راجع : الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۰۸ (حثا) .

9.تفسير فرات الكوفي ، ص ۴۸۲ ، ح ۶۲۸ ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وراجع: نهج البلاغة، ص ۴۷۷، الحكمة ۴۵ الوافي ، ج ۵ ، ص ۸۱۹ ، ح ۳۰۸۹ ؛ البحار ، ج ۱۴ ، ص ۲۷۴ ، ح ۷ ، إلى قوله : «جزاهم اللّه عنّا خيرا» .

10.السند والسند الآتي بعده أيضا معلّقان على سند الحديث ۳۹۵ .

11.الروم (۳۰) : ۱ ـ ۳ .

12.في «ع ، ل ، بن ، جد» والوافي : «وظهر» . وفي تفسير القمّي : «قد ظهر» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 269076
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي