فَقَالَ : اذْكُرْ حَاجَتَكَ ، فَقُلْتُ ^۱ : النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقُلْتُ ^۲ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي ، وَلَا يَأْمُرُنِي بِشَيْءٍ إِلَا أَطَعْتُهُ، قَالَ : وَتَفْعَلُ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : قُمْ مَعِي ، فَتَبِعْتُهُ، فَدَفَعَنِي إِلى بَيْتٍ فِيهِ حَمْزَةُ عليه السلام ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ^۳ وَجَلَسْتُ ، فَقَالَ لِي : مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ : هذَا النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ فَقَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ قُلْتُ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي ^۴ ، وَلَا يَأْمُرُنِي بِشَيْءٍ إِلَا أَطَعْتُهُ ، فَقَالَ : تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَااللّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللّهِ ، قَالَ : فَشَهِدْتُ ^۵ .
قَالَ ^۶ : فَدَفَعَنِي حَمْزَةُ إِلى بَيْتٍ فِيهِ جَعْفَرٌ عليه السلام ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَجَلَسْتُ ، فَقَالَ لِي جَعْفَرٌ عليه السلام : مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ : هذَا النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ فَقُلْتُ ^۷ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي ^۸ ، وَلَا يَأْمُرُنِي بِشَيْءٍ إِلَا أَطَعْتُهُ ، فَقَالَ : تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
قَالَ: فَشَهِدْتُ ، فَدَفَعَنِي إِلى بَيْتٍ فِيهِ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَسَلَّمْتُ ^۹ وَجَلَسْتُ ، فَقَالَ : مَا حَاجَتُكَ؟ فَقُلْتُ ^۱۰ : هذَا النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟ قُلْتُ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ ، وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي ^۱۱ ، وَلَا يَأْمُرُنِي بِشَيْءٍ إِلَا أَطَعْتُهُ ، فَقَالَ : تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللّهِ .
قَالَ : فَشَهِدْتُ ، فَدَفَعَنِي إِلى بَيْتٍ فِيهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَسَلَّمْتُ ^۱۲ وَجَلَسْتُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَا حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ : النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ؟

الذِّئْبِ وَمَا أَتَاهُ بِهِ ^۱ حَتّى بَلَغَ مَكَّةَ ، فَدَخَلَهَا فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ وَقَدْ تَعِبَ وَنَصِبَ ، فَأَتى زَمْزَمَ وَقَدْ عَطِشَ ، فَاغْتَرَفَ دَلْوا فَخَرَجَ ^۲ لَبَنٌ ^۳ ، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ : هذَا وَاللّهِ يَدُلُّنِي عَلى أَنَّ مَا خَبَّرَنِي ^۴ الذِّئْبُ وَمَا جِئْتُ لَهُ حَقٌّ ، فَشَرِبَ وَجَاءَ إِلى جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا حَلْقَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ ، فَرَآهُمْ يَشْتِمُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كَمَا قَالَ الذِّئْبُ ، فَمَا زَالُوا فِي ذلِكَ مِنْ ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَالشَّتْمِ لَهُ حَتّى جَاءَ أَبُو طَالِبٍ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : كُفُّوا فَقَدْ جَاءَ عَمُّهُ .
قَالَ : فَكَفُّوا ، فَمَا زَالَ يُحَدِّثُهُمْ ^۵ وَيُكَلِّمُهُمْ حَتّى كَانَ آخِرُ النَّهَارِ ، ثُمَّ قَامَ وَقُمْتُ عَلى أَثَرِهِ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ ^۶ : اذْكُرْ حَاجَتَكَ ، فَقُلْتُ : هذَا النَّبِيُّ الْمَبْعُوثُ ^۷۸ فِيكُمْ؟ قَالَ : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قُلْتُ : أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ نَفْسِي ، وَلَايَأْمُرُنِي بِشَيْءٍ إِلَا أَطَعْتُهُ ^۹ ، فَقَالَ : وَتَفْعَلُ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَتَعَالَ ^۱۰ غَدا فِي هذَا الْوَقْتِ إِلَيَّ حَتّى أَدْفَعَكَ ^۱۱ إِلَيْهِ .
قَالَ : «فَبِتُّ ^۱۲ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ حَتّى إِذَا كَانَ الْغَدُ جَلَسْتُ مَعَهُمْ ، فَمَا زَالُوا فِي ذِكْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وَشَتْمِهِ حَتّى إِذَا ^۱۳ طَلَعَ أَبُو طَالِبٍ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَمْسِكُوا قَدْ ^۱۴ جَاءَ عَمُّهُ ، فَأَمْسَكُوا ، فَمَا زَالَ يُحَدِّثُهُمْ حَتّى قَامَ، فَتَبِعْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ،