فَلَمَّا أَثْبَتَتْ أَنَّهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، صَرَخَتْ بِهِ هؤُلَاءِ الصَّابِئُونَ ۱ : لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهُمْ بَأْسٌ ، ۲ فَأَتَاهَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأَمَرَهَا فَاسْتَقَتْ دَلْوا مِنْ مَاءٍ ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَشَرِبَ ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ، فَأَخَذَتْ فَضْلَتَهُ فَأَعَادَتْهُ فِي ۳ الْبِئْرِ ، فَلَمْ تَبْرَحْ ۴ حَتَّى السَّاعَةِ ۵ .
وَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ ۶ فِي الْخَيْلِ ، فَكَانَ بِإِزَائِهِ ۷ ، ثُمَّ أَرْسَلُوا ۸ الْحُلَيْسَ ۹ ، فَرَأَى الْبُدْنَ ۱۰ وَهِيَ تَأْكُلُ ۱۱ بَعْضُهَا أَوْبَارَ بَعْضٍ ۱۲ ، فَرَجَعَ
1.الصابئ : الخارج من دين إلى آخر ، يقال : صبأ فلان ، إذا خرج من دين إلى دين غيره ، من قولهم : صبأ ناب البعير ، إذا طلع ، وصبأت النجوم ، إذا خرجت من مطالعها . راجع : النهاية ، ج ۳ ، ص ۳ (صبأ) .
2.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۳۲۳
3.في «جت» : «إلى» . وفي «بف» : - «في» .
4.في «ع ، بف» : «فلم يبرح» . وفي «د ، ل ، جت» : «فلم تنزح» . وفي «بن» بالتاء والياء معا .
5.«لم تبرح حتّى الساعة» أي لم تزل ؛ يعني لمن يزل الماء من تلك البئر وأنّ البئر باقية إلى اليوم يستقى منها . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۵۵ ؛ المصباح المنير ، ص ۴۲ (برح) .
6.في مرآة العقول : «قوله عليه السلام : أبان بن سعيد ، أقول : ذكر أكثر المؤرّخين مكانه بديل بن ورقاء الخزاعي ، ولا عبرة بقولهم في مقابلة الخبر المعتبر» .
7.في شرح المازندراني : «فكان بإزائه ، يمنعه من الوصول إلى مكّة» . وفي مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۴۴۰ : «قوله عليه السلام : فكان بإزائه ، أي أتى حتّى قام بحذاء النبيّ صلى الله عليه و آله ، أو المراد أنّه كان قائد عسكر المشركين ، كما أنّه صلى الله عليه و آله كان قائد عسكر المسلمين» .
8.في الوافي : «أرسل» .
9.في «ع ، بح ، جت» والبحار و شرح المازندراني : «الجيش» . وفي «بف» والوافي : «الخليس» . وفي «د ، ل ، م ، ن ، بن ، جد» وحاشية «جت» : «الحبش» . وفي شرح المازندراني : «ثمّ أرسلوا الجيش ، هو جيش بن علقمة الكناني سيّد الأحلس ، وفي كتاب إكمال الإكمال حليش باللام ، وفي بعض النسخ : الحلش مكبّرا ، والغرض من إرساله إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ليعلم حاله واستعداده ، ويعلم أنّه لماذا جاء ، هل جاء محاربا ، أو جاء زائرا ، فلمّا رأى البدن في عرض الوادي على هيئة الهدي ، علم أنّه جاء زائرا فرجع قبل الوصول إليه إعظاما لما رأى فأخبر أبا سفيان بذلك» . المضبوط في الإكمال : «الحليس» باللام والسين المهملة . راجع : إكمال الكمال ، ج ۲ ، ص ۴۹۶ .
10.قال الجوهري : «البَدَنة : ناقة أو بقرة تنحر بمكّة ، سمّيت بذلك لأنّهم كانوا يسمّنونها ، والجمع : بُدُن بالضمّ ، مثل ثَمَرَة وثُمُر» . الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۷۷ (بدن) .
11.في «د ، ع ، بن ، جد» : «يأكل» . وفي «ل» بالتاء والياء معا .
12.في شرح المازندراني : «وهي يأكل بعضها أوبار بعض ، كناية عن عضّ بعضها ظهر بعض ، والمقصود تجردّها عن القتب والجهاز ، وهي علامة الهدي ؛ لأنّ إبل الهدي تساق كذلك» .
وفي المرآة : «قوله : وهي تأكل بعضها أوبار بعض ، كناية عن كثرتها وازدحامها واجتماعها ، وإنّما قدّم صلى الله عليه و آله البدن ليعلموا أنّه لايريد القتال ، بل يريد النسك» .