723
الكافي ج15

قَالَ : فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ لِأَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ : لَا وَاللّهِ ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ ، رُدَّ عَمَّا جَاءَ لَهُ ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزّى ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَأُثِيرَتْ ۱ فِي وُجُوهِهِمُ الْبُدْنُ، فَقَالَا : مَجِيءَ مَنْ جِئْتَ؟
قَالَ : جِئْتُ لِأَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، وَأَسْعى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَأَنْحَرَ ۲ الْبُدْنَ ، وَأُخَلِّيَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ لُحْمَانِهَا ۳ .
فَقَالَا : إِنَّ قَوْمَكَ يُنَاشِدُونَكَ اللّهَ وَالرَّحِمَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَيْهِمْ ۴ بِلَادَهُمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ ، وَتَقْطَعَ أَرْحَامَهُمْ ، وَتُجَرِّيَ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ» .
قَالَ : «فَأَبى عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إِلَا أَنْ يَدْخُلَهَا .
وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَ عُمَرَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّهِ ، إِنَّ عَشِيرَتِي قَلِيلٌ ، وَإِنِّي فِيهِمْ عَلى مَا تَعْلَمُ ، وَلكِنِّي أَدُلُّكَ عَلى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ .
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ : انْطَلِقْ إِلى قَوْمِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَبَشِّرْهُمْ بِمَا وَعَدَنِي رَبِّي مِنْ فَتْحِ مَكَّةَ ، فَلَمَّا انْطَلَقَ عُثْمَانُ لَقِيَ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ ، فَتَأَخَّرَ عَنِ السَّرْحِ ۵ ، فَحَمَلَ عُثْمَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَدَخَلَ عُثْمَانُ فَأَعْلَمَهُمْ ، وَكَانَتِ الْمُنَاوَشَةُ ۶ ، فَجَلَسَ

1.في الوافي : «فاُثيرت ، بالثاء المثلّثة ، أي اُزعجت واُنهضت» .

2.في «بن» : + «هذه» .

3.في «ن» : «لحماتها» .

4.في المرآة : «قوله : يناشدونك ، أي يسألونك ويقسمون عليك باللّه وبالرحم التي بينك وبينهم في أن تدخل عليهم ، أي في تركه» .

5.في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، جت» والمرآة والبحار وشرح المازندراني : «السرج» . والسَرْح : المال السائم . الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۷۴ (سرح) .

6.قال ابن الأثير : «المناوشة في القتال : تداني الفريقين وأخذ بعضهم بعضا» . وقال الفيروزآبادي : «المناوشة : المناولة في القتال» . وقال العلّامة المجلسي : «أي كان المشركون في تهيأة القتال ، أي عند ذلك وقع بين المسلمين وبينهم محاربة ، كما نقل» . النهاية ، ج ۵ ، ص ۱۲۸ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۸۲۸ (نوش) .


الكافي ج15
722

قَالَ : لَا ، وَاللَاتِ وَالْعُزَّى ، فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ رُدَّ عَمَّا جِئْتَ لَهُ ، إِنَّ قَوْمَكَ يُذَكِّرُونَكَ ۱ اللّهَ وَالرَّحِمَ أَنْ تَدْخُلَ ۲ عَلَيْهِمْ بِلَادَهُمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ ، وَأَنْ تَقْطَعَ أَرْحَامَهُمْ ، وَأَنْ تُجَرِّيَ ۳ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ .
فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ حَتّى أَدْخُلَهَا» .
قَالَ : «وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ حِينَ كَلَّمَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله تَنَاوَلَ لِحْيَتَهُ ۴ وَالْمُغِيرَةُ قَائِمٌ عَلى رَأْسِهِ ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ ۵ .
۶ فَقَالَ : مَنْ هذَا يَا مُحَمَّدُ؟
فَقَالَ : هذَا ۷ ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةُ .
فَقَالَ : يَا غُدَرُ ۸ ، وَاللّهِ مَا جِئْتَ إِلَا فِي غَسْلِ سَلْحَتِكَ ۹ .

1.في حاشية «بف» : «يناشدونك» . وفي الوافي : «يذكّرونك اللّه ، من التذكير ؛ يعني ينشدونك ويقسمونك باللّه وبالرحم التجنّب عن فعل ذلك بهم» .

2.في «ل» بالتاء والياء معا .

3.في شرح المازندراني ، ج ۱۲ ، ص ۴۳۰ : «وأن تجرّي عليهم عدوّهم ، أي أن تجعل عدوّهم جريّا عليهم ؛ لأنّ الدخول عليهم بدون إذنهم سبب لجرأة سائر الأعداء عليهم ؛ من جرّأته عليه تجريئا فاجترأ . ويحتمل أن يكون : تجري ، بالياء من الإجراء ، وأن يراد بالعدوّ من كان معه صلى الله عليه و آله من أهل الإسلام» .

4.في الوافي : «البارز في «لحيته» و«رأسه» للنبيّ صلى الله عليه و آله ، وفي «بيده» لعروة ، والمستتر في «ضرب» للمغيرة» . وفي المرآة : «قوله : تناول لحيته ، أي لحية الرسول ، وكانت عادتهم ذلك في ما بينهم عند مكالمتهم ، ولجهله بشأنه صلى الله عليه و آله وعدم إيمانه لم يعرف أنّ ذلك لا يليق بجنابه صلى الله عليه و آله » .

5.في «ع» : «يده» . وفي «بن» : - «فضرب بيده» .

6.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۳۲۵

7.في الوافي : «إنّ هذا» .

8.في «بف» والوافي : «يا أعور» . وقال الجوهري : «الغَدْر : ترك الوفاء ، وقد غَدَرَ به ، فهو غادر وغُدَرٌ أيضا ، وأكثر ما يستعمل هذا في النداء بالشتم ، يقال : يا غُدَرُ» . وقال ابن الأثير : «غُدَر : معدول عن غادر للمبالغة ، يقال للذكر : غُدَر ، وللاُنثى : غَدار ، كقطام ، وهما مختصّان بالنداء في الغالب» . الصحاح ، ج ۲ ، ص ۷۶۶ ؛ النهاية ، ج ۳ ، ص ۳۴۴ (غدر) .

9.قال المطرزي : «السلح : التغوّط» . وقال الفيّومي : «سلح الطائر سَلْحا ، من باب نفع ، وهو منه كالتغوّط من الإنسان ، وهو سَلْحُهُ تسمية بالمصدر» . وقال العلّامة المازندراني : «في ، بمعنى الباء ، والسلحة : النَجْو، وهو ما يخرج من الإنسان من الغائط والريح. وهذا كناية عن دفع عاره بتوسّله بالنبيّ صلى الله عليه و آله » . وقال العلّامة المجلسي : «قال في المغرب : السلح : التغوّط ، أقول : الظاهر أنّ قوله : جئت بصيغة المتكلّم ، أي جئت الآن أو قبل ذلك عند إطفاء نائرة الفتنة لإصلاح قبايح أعمالك ، فلم تمنعني عن الرسول صلى الله عليه و آله . ويمكن أن يقرأ بصيغة الخطاب ، أي لم يكن مجيؤك إلى النبيّ صلى الله عليه و آله للإسلام ، بل للهرب ممّا صنعت من الخيانة وأتيت من الجنابة» . راجع : المغرب ، ص ۲۳۱ ؛ المصباح المنير ، ص ۲۸۴ (سلح) .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 272666
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي