753
الكافي ج15

يُصَلّى عِنْدَهُ بِالْجَنَائِزِ ـ فَوَقَفَتْ عِنْدَهُ ، وَبَرَكَتْ ۱ وَوَضَعَتْ جِرَانَهَا ۲ عَلَى الْأَرْضِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَأَقْبَلَ أَبُو أَيُّوبَ مُبَادِرا حَتَّى احْتَمَلَ رَحْلَهُ ، فَأَدْخَلَهُ مَنْزِلَهُ ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَعَلِيٌّ عليه السلام مَعَهُ حَتّى بُنِيَ لَهُ مَسْجِدُهُ، وَبُنِيَتْ ۳ لَهُ مَسَاكِنُهُ وَمَنْزِلُ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَتَحَوَّلَا إِلى مَنَازِلِهِمَا» .
فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، كَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله حِينَ أَقْبَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَأَيْنَ فَارَقَهُ؟
فَقَالَ ۴ : «إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إِلى قُبَا ، فَنَزَلَ بِهِمْ يَنْتَظِرُ ۵ قُدُومَ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : انْهَضْ بِنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَإِنَّ الْقَوْمَ قَدْ فَرِحُوا بِقُدُومِكَ وَهُمْ يَسْتَرِيثُونَ ۶ إِقْبَالَكَ إِلَيْهِمْ ، فَانْطَلِقْ بِنَا ، وَلَا تَقُمْ هاهُنَا تَنْتَظِرُ عَلِيّا ، فَمَا أَظُنُّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكَ ۷ إِلى شَهْرٍ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : كَلَا مَا أَسْرَعَهُ ، وَلَسْتُ أَرِيمُ ۸ حَتّى يَقْدَمَ ابْنُ عَمِّي وَأَخِي فِي اللّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَأَحَبُّ أَهْلِ بَيْتِي إِلَيَّ ، فَقَدْ وَقَانِي بِنَفْسِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» .
قَالَ : «فَغَضِبَ عِنْدَ ذلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَاشْمَأَزَّ ۹ ، وَدَاخَلَهُ مِنْ ذلِكَ حَسَدٌ لِعَلِيٍّ عليه السلام ، وَكَانَ

1.«بركت» أي ألقت بَرْكها بالأرض ، وهو صدرها ، وبروك البعير : استناخه ، وهو أن يلصق صدره بالأرض . راجع : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۹۶ (برك) .

2.جران البعير ، بالكسر : مقدّم عنقه من مَذْبحه إلى مَنْخَره . القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۵۵۹ (جرن) .

3.هكذا في «د ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي ، ج ۳ : وفي سائر النسخ والمطبوع: «بنيت» بدون الواو .

4.في «بح» : + «له» .

5.في الوافي ، ج ۳ : «انتظر» .

6.يقال : راث رَيْثا ، من باب باع : أبطأ ، واسترثته : استبطأته وأمهلته . المصباح المنير ، ص ۲۴۷ (ريث) .

7.في البحار ، ج ۱۹ : «إليك» .

8.«لست أريم» أي لا أبرح ولا أزول من مقامي ، يقال : رام يريم ، إذا برح وزال من مكانه ، وأكثر ما يستعمل في النفي . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۹۰ (ريم) .

9.يقال : اشمأزّ ، أي انقبض ، واقشعرّ ، واستكبر ، ونفر . والمشمئزّ : النافر الكاره للشيء ، من الشَمْز ، وهو التقبّض ، ونفور النفس من الشيء تكرهه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۶۲ (شمز) .


الكافي ج15
752

ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْمَبْعَثِ ۱ ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ ۲ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مَعَ زَوَالِ الشَّمْسِ ، فَنَزَلَ بِقُبَا ، فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ مُقِيما يَنْتَظِرُ عَلِيّا عليه السلام يُصَلِّي الْخَمْسَ صَلَوَاتٍ ۳ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، وَكَانَ نَازِلًا عَلى عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ بِضْعَةَ ۴ عَشَرَ يَوْما يَقُولُونَ ۵ لَهُ ۶ : أَ تُقِيمُ عِنْدَنَا فَنَتَّخِذَ لَكَ مَنْزِلًا وَ ۷ مَسْجِدا؟ فَيَقُولُ : لَا ، إِنِّي أَنْتَظِرُ ۸ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ أَمَرْتُهُ أَنْ يَلْحَقَنِي ، وَلَسْتُ مُسْتَوْطِنا مَنْزِلًا حَتّى يَقْدَمَ عَلِيٌّ ، وَمَا أَسْرَعَهُ إِنْ شَاءَ اللّهُ ، فَقَدِمَ عَلِيٌّ عليه السلام وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فِي بَيْتِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، فَنَزَلَ مَعَهُ .
ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ ۹ عَلِيٌّ عليه السلام تَحَوَّلَ مِنْ قُبَا إِلى بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ وَعَلِيٌّ عليه السلام مَعَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، فَخَطَّ لَهُمْ مَسْجِدا ، وَنَصَبَ قِبْلَتَهُ ، فَصَلّى بِهِمْ فِيهِ الْجُمُعَةَ رَكْعَتَيْنِ وَخَطَبَ خُطْبَتَيْنِ ، ثُمَّ رَاحَ مِنْ يَوْمِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلى نَاقَتِهِ الَّتِي كَانَ قَدِمَ عَلَيْهَا وَعَلِيٌّ عليه السلام مَعَهُ لَا يُفَارِقُهُ، يَمْشِي بِمَشْيِهِ ، وَلَيْسَ يَمُرُّ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِبَطْنٍ مِنْ بُطُونِ الْأَنْصَارِ إِلَا ۱۰ قَامُوا إِلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِمْ ، فَيَقُولُ لَهُمْ : !خَلُّوا سَبِيلَ النَّاقَةِ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ وَرَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا، حَتّى ۱۱ انْتَهَتْ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي تَرى ـ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى بَابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله الَّذِي

1.في «م» : «من البعث» .

2.في «ن ، بح» : «لاثني عشر» . وفي «د ، جت» : «لاثني عشرة» .

3.في «بح» : «الصلوات» .

4.البِضْعُ والبِضْعَةُ : ما بين الثلاث إلى التسع ، أو ما بين الواحد إلى العشرة ؛ لأنّه قطعة من العدد . أو هي قطعة من العدد مبهمة غير محدودة . راجع : النهاية ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ؛ المصباح المنير ، ص ۵۱ (بضع) .

5.في «بح» : «يقول» .

6.في الوافي ، ج ۳ : - «وكان نازلاً ـ إلى ـ يقولون له» .

7.في البحار ، ج ۱۹ : - «منزلاً و» .

8.في «بح» : + «قدوم» .

9.في «م ، ن ، بح» والبحار ، ج ۱۹ : - «عليه» .

10.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۳۴۰

11.في حاشية «د» : والوافي ، ج ۳ : + «إذا» .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 272617
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي