81
الكافي ج15

فِيَّ مَنَاقِبُ ۱ لَوْ ذَكَرْتُهَا لَعَظُمَ بِهَا الِارْتِفَاعُ ، وَطَالَ ۲ لَهَا الِاسْتِمَاعُ ، وَلَئِنْ تَقَمَّصَهَا ۳ دُونِيَ الْأَشْقَيَانِ ۴ ، وَنَازَعَانِي فِيمَا لَيْسَ لَهُمَا بِحَقٍّ ، وَرَكِبَاهَا ضَلَالَةً ، وَاعْتَقَدَاهَا ۵ جَهَالَةً ، فَلَبِئْسَ مَا عَلَيْهِ وَرَدَا ، وَلَبِئْسَ مَا لِأَنْفُسِهِمَا مَهَّدَا ، يَتَلَاعَنَانِ فِي دُورِهِمَا ، وَيَتَبَرَّأُ ۶ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ۷ مِنْ صَاحِبِهِ ، يَقُولُ لِقَرِينِهِ إِذَا ۸ الْتَقَيَا : يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ، فَيُجِيبُهُ الْأَشْقى عَلى رُثُوثَةٍ ۹ : يَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْكَ خَلِيلًا ، لَقَدْ أَضْلَلْتَنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ، وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْاءِنْسَانِ خَذُولًا .
فَأَنَا الذِّكْرُ الَّذِي عَنْهُ ضَلَّ ، وَالسَّبِيلُ الَّذِي عَنْهُ مَالَ ، وَالْاءِيمَانُ الَّذِي بِهِ كَفَرَ ، وَالْقُرْآنُ الَّذِي إِيَّاهُ هَجَرَ ، وَالدِّينُ الَّذِي بِهِ كَذَّبَ ، وَالصِّرَاطُ ۱۰ الَّذِي عَنْهُ

1.في المرآة : «قوله عليه السلام : في مناقب ، متعلّق بأوّل الكلام ، أي قائلاً في محفله هذا في جملة مناقب . ويمكن أن يقرأ «فيّ» بالتشديد و«مناقب» بالضمّ بأن يكون مبتدأ والظرف خبره» . ونحوه في الوافي .

2.هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي . وفي المطبوع : «فطال» .

3.«تقمّصها» أي لبسها ، يقال : تقمّص قميصه ، أي لبسه . راجع : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۸۲ (قمص) . وفي الوافي : «المنصوب في «تقمّصها» يعود إلى الخلافة ؛ للعلم بها ، كقوله تعالى «حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ» [ص (۳۸) : ۳۲] ، أي جعلاها مشتملاً على نفسهما كالقميص» .

4.في المرآة : «ظاهر هذه الفقرات أنّ هذه الخطبة كانت بعد انقضاء دولتهما ووصولهما إلى عذاب اللّه ، وهو ينافي ما مرّ في أوّل الخبر أنّها كانت بعد سبعة أيّام من وفاة الرسول صلى الله عليه و آله ، فيحمل على أنّها إخبار عمّا يكون من حالهما بعد ذهابهما إلى عذاب اللّه » . وقال المحقّق الشعراني في هامش شرح المازندراني : «ظاهر الفقرات أنّ هذه الخطبة كانت بعد انقضاء دولتهما ، فما مرّ في أوّل الخبر من أنّها كانت بعد سبعة أيّام من وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله سهو من بعض الرواة» .

5.في المرآة : «قوله عليه السلام : واعتقداها ، أي حفظاها وشدّاها على أنفسهما ، أو اعتقدا وظنّا أنّها لهما ، قال الجوهري : اعتقد ضيعة ومالاً ، أي اقتناها ، واعتقد كذا بقلبه» . وراجع : الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۱۰ (عقد) .

6.في «د ، ع ، ل ، م» والوافي : «ويبرأ» . وفي «ن» : «يتبّرأ» بدون الواو .

7.في «ن» : - «واحد منهما» .

8.الطبعة القديمة للکافي : ۸/۲۸

9.في الوافي : «وثوبه» . والرثوثة : التذاذة ، وهو سوء الهيئة ، ويقال : رثّت هيئة الشخص وأرثّت ، أي ضعفت وهانت . راجع : الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۸۳ ؛ المصباح المنير ، ص ۲۱۸ (رثث) .

10.في «د ، ع» وحاشية «جت» : «والسراط» .


الكافي ج15
80

وَقَوْلُهُ صلى الله عليه و آله ۱ حِينَ تَكَلَّمَتْ طَائِفَةٌ ، فَقَالَتْ ۲ : نَحْنُ مَوَالِي ۳ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَخَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إِلى حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، ثُمَّ صَارَ إِلى غَدِيرِ خُمًّ ، فَأَمَرَ فَأُصْلِحَ ۴ لَهُ شِبْهُ الْمِنْبَرِ ، ثُمَّ عَلَاهُ ، وَأَخَذَ بِعَضُدِي حَتّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ ، قَائِلًا فِي مَحْفِلِهِ : «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» وَكَانَتْ ۵ عَلى وَلَايَتِي وَلَايَةُ اللّهِ ، وَعَلى عَدَاوَتِي عَدَاوَةُ اللّهِ ، وَأَنْزَلَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلامَ دِيناً»۶ فَكَانَتْ وَلَايَتِي كَمَالَ الدِّينِ وَرِضَا الرَّبِّ جَلَّ ذِكْرُهُ .
وَأَنْزَلَ اللّهُ ۷ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ اخْتِصَاصاً لِي ، وَتَكَرُّماً ۸ نَحَلَنِيهِ ۹ ، وَإِعْظَاماً وَتَفْضِيلًا ۱۰ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَنَحَنِيهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالى : «ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ»۱۱ .

1.في شرح المازندراني : «وقوله صلى الله عليه و آله ، الظاهر أنّه مبتدأ ، خبره محذوف ، أي في ولايتي ، أو في نحوه ، وأنّ هذه الجملة يفسّرها ما بعدها ، وهو قوله : قائلاً في محفله» .

2.في «بن» : «فقالوا» . وفي الوافي : «وقالت» .

3.في «م» : + «آل» .

4.في «د ، ن ، جت» وحاشية «بح» والمرآة عن بعض النسخ : «فاصطلح» .

5.هكذا في جميع النسخ التي قوبلت . وفي المطبوع : «فكانت» .

6.المائدة (۵) : ۳ .

7.في «جت» : - «اللّه » .

8.في «بف ، جت» وحاشية «بح» والوافي : «وتكريما» . وفي حاشية «د» : «وتكرمة» .

9.«نحلنيه» أي أعطاني إيّاه ؛ من النُّحْل بمعنى العطيّة والهبة ، يقال : نَحَلَهُ يَنْحُلُهُ نُحْلاً ، أي أعطاه شيئا من غير عوض بطيب نفس . راجع : المصباح المنير ، ص ۵۹۵ ؛ القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۱۴۰۰ (نحل) . وفي الوافي : «لعلّ مراده عليه السلام أنّ اللّه سبحانه سمّى نفسه بمولى الناس وكذلك سمّى رسول اللّه صلى الله عليه و آله نفسه به ، ثمّ نحلاني ومنحاني واختصّاني من بين الاُمّة بهذه التسمية تكريما منهما لي وتفضيلاً وإعظاما ، أو أراد عليه السلام أنّ ردّ الاُمّة إليه بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ردّ إلى اللّه عزّوجلّ ، وأنّ هذه الآية إنّما نزلت بهذا المعنى ، كما نبّه عليه بقوله : وكانت على ولايتي ولاية اللّه ، وذلك لأنّه به كمل الدين وتمّت النعمة ودام من يرجع إليه الاُمّة واحدا بعد واحد إلى يوم القيامة ، أو أراد عليه السلام أنّ المراد بالمولى في هذه الآية نفسه عليه السلام وأنّه مولاهم الحقّ ؛ لأنّ ردّهم إليه ردّ إلى اللّه تعالى» .

10.هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي . وفي «بف» والمطبوع : «وتفصيلاً» .

11.الأنعام (۶) : ۶۲ .

  • نام منبع :
    الكافي ج15
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 327647
الصفحه من 892
طباعه  ارسل الي