107
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

التردّد كالعزم ، وأيضا فقد بيّنّا مراده عليه السلام بالهمامة» انتهى . ۱

۰.قوله عليه السلام :ممّا يمتنع سبحانه منه [ ص140 ح5 ]

أي من ذلك الشيء .

۰.قوله عليه السلام :فمن وصف اللّه فقد حدّه إلخ [ ص140 ح5 ]

هذا حقّ ، لأنّ من وصف الذات ، أي حكم عليها بأنّها كذا وكذا ، فقد حدّها وحكم عليها بالحدود من القصر والطول أو غير ذلك ، «ومن حدّه فقد عدّه» [ ومن قال : علامَ؟ فقد أخْلى منه» ]. قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : «أي جعله من الأشياء المحدثة ، وهذا حقّ ؛ لأنّ كلّ محدود معدود في الذوات المحدثة» .
«ومن قال : علام فقد أخلى منه» ، قال ابن أبي الحديد : «وهذا حقّ ؛ لأنّ من قال : إنّه على العرش أو [ على ] الكرسي فقد أخلى منه غير ذلك الموضع» . ۲
«ومن قال فيم؟ فقد ضمّنه» قال ابن أبي الحديد: «وهذا أيضا حقّ؛ لأنّ من تصوّر أنّه في شيء فقد جعله إمّا جسما مستترا ۳ في مكان ، أو عَرَضا ساريا في محلّ ، والمكان متضمّن للمتمكّن ۴ والمحلّ متضمّن للعَرَض» ۵ انتهى كلام ابن أبي الحديد .
أقول : قوله عليه السلام : «من عدّه فقد أبطل أزله» ظاهر بعد الإحاطة بمعنى العدّ ، وقوله : «من قال : أين؟ فقد غيّاه» أيضا ظاهر ؛ لأنّ «أين» للسؤال عن الأمكنة وهي حادثة ومنتهية إلى غاية .

۰.قوله عليه السلام :أوّل الديانة به معرفته [ ص140 ح6 ]

1.شرح نهج البلاغة ، ج۱ ، ص۸۲ .

2.شرح نهج البلاغة ، ج۱ ، ص۷۶ .

3.في النسخة : «مسيرا» .

4.في المصدر : «للتمكن» .

5.المصدر .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
106

والتجدّد، ومشيئته الأشياء بمعنى تكوينها وإحداثها كذلك بخلاف درّاكيّته تعالى للأشياء ، و«درّاك» خبر لـ «إنّ» في قوله : «إنّ ربّي» ، وكذلك ما قبله و بعده من الظروف وغيرها .

۰.قوله عليه السلام :مريد لا بهمامة [ ص135 ح4 ]

قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : «حكى زُرْقان في كتاب المقالات وأبو عيسى الورّاق والحسن بن موسى وذكره شيخنا أبوالقاسم البلخي في كتابه في المقالات أيضا عن الثنوية : أنّ النور الأعظم اضطربت عزائمه وإرادته في غزو الظلمة والإغارة عليها ، فخرجت من ذاته قطعة وهي الهمامة المضطربة في نفسه ، فخالطت الظلمةَ غازية لها ، فاقتطعتها الظلمة عن النور الأعظم وحالت بينها وبينه ، وخرجت هَمامة الظلمة غازية للنور الأعظم ، فاقتطعها النور الأعظم عن الظلمة ومزجها بأجزائه ، وامتزجت هَمامة النور بأجزاء الظلمة أيضا ، ثُمّ ما زالت الهمامتان متقاربان ومتدانيان وهما ممتزجان ۱ بأجزاء هذا وهذا حتى انبنى منهما هذا العالَم المحسوس . ولهم في الهمامة كلام مشهور وهي لفظة اصطلحوا عليها ، واللغة العربية ما عرفنا فيها استعمال الهمامة بمعنى الهِمّة ، والذي عرفناه الهِمّة والهَمّة ، بالكسر والفتح ، والمهمّة ، وتقول : لا هَمامِ لي بهذا الأمر ، مبنيّ على الكسر كقَطامِ ، ولكنّها لفظة اصطلاحيّة مشهورة عند أهلها» . انتهى كلام ابن أبي الحديد . ۲
وغرضُه من هذا الردُّ على القطب الراوندي قدّس اللّه روحه حيث قال في شرح نهج البلاغة : «إنّ الهمامة بمعنى التردّد كالعزم» ۳ ، فقال ابن أبي الحديد : «ولقائل أن يقول : العزم هو إرادة جازمة حَصَلت بعد التردّد ، فبطل قوله : إنّ الهمامة هي نفس

1.في المصدر : «تتقاربان وتتدانيان . . . ممتزجتان» .

2.شرح نهج البلاغة ، ج۱ ، ص۸۲ ـ ۸۳ .

3.منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ، ج۱ ، ص۵۱ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 104394
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي