127
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

به ذلك ، وكذلك قوله : «ولو أنهم اجتمعوا ۱ على أن يضلّوا عبدا يريد اللّه هدايته ما استطاعوا» ، معناه أنّ إضلال من لطف اللّه سبحانه به لأمر علمه منه ممتنع ، وإلى هذا المعنى الإشارة ۲ بقوله تعالى : «فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُو يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلاْءِسْلَـمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآءِ كَذَ لِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ»۳ . قال في الكشّاف : «فمن يرد اللّه أن يهديه» أن يلطف به ، ولا يريد أن يلطف إلاّ بمن له لطف «يشرح صدره [ للإسلام ]» يلطف به حتى يرغب في الإسلام وتسكن إليه نفسه وتحبّ ۴ الدخول فيه «ومن يرد أن يضلّه» أن يخذله ويخلّيه وشأنه وهو الذي لا لطف له «يجعل صدره ضيّقا حرجا» يمنعه ألطافه حتى يقسو قلبه وينبو عن قبول الحقّ وينسدّ فلا يدخله الإيمان ، وكذلك «يجعل اللّه الرجس» ، يعني الخذلان ومنع التوفيق ، وصفه بنقيض ما يوصف به التوفيق من الطيب ، أو أراد الفعل المؤدّي إلى الرجس ، وهو العذاب ، من الارتجاس وهو الاضطراب» . ۵ انتهى .

۰.قوله :عن سليمان بن خالد [ ص166 ح2 ]

قال [ الصدوق ] في كتاب التوحيد بعد رواية هذا الحديث : «قال مصنّف هذا الكتاب : إنّ اللّه عزّ وجلّ إنّما يريد بعبده ۶ سوءا لذنب يرتكبه ، فيستوجب به أن يطبع على قلبه ويوكّل به شيطانا يضلّه ، ولا يفعل ذلك به إلاّ باستحقاق ، وقد يوكّل عزّ وجلّ بعبده مَلكا يسدّده باستحقاقٍ أو تفضّلٍ ، ويختصّ برحمته من يشاء ، قال اللّه عزّ

1.في النسخة : «احتجّوا» .

2.كذا في النسخة ولعل الأظهر : «أشار» .

3.الأنعام (۶) : ۱۲۵ .

4.في المصدر : «يحبّ» .

5.الكشاف ، ج۲ ، ص۶۴ .

6.في المصدر : بعبدٍ .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
126

السرّاج عبداللّه بن عثمان ۱ ، وكذا في كتاب الصلاة في باب صلاة الحاجة ، ۲ وفي باب ما عند الأئمة عليهم السلام من آيات الأنبياء : محمّد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي إسماعيل السرّاج ۳ ، فرواية محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السرّاج في هذه الأسانيد وبيان المصنّف في السندين الأوّلين بأنّه عبداللّه بن عثمان ينبئ أنّه عبداللّه بن عثمان بن عمر[ و] بن خالد الفزاري الثقة الراوي عن أبي عبداللّه عليه السلامالمذكور في كتب الرجال مرّة وحده ومرّة مع أخيه حمّاد .
وأمّا حكم الشهيد الثاني رحمه الله بمجهوليّته لسقوط لفظ أبي أو بغيره ، واحتمال أن يكون عبداللّه بن عثمان الواقفي وإن أمكن إلاّ أنّه لا يخلو من بعد .
حاشية أُخرى : ممّا يؤيّد ما أثبتناه في الحاشية ممّا يدلّ على سقوط لفظة «أبي» من رواية ثابت قبل لفظ إسماعيل السرّاج ، أنّي بعد ذلك عثرت على هذا الحديث في كتاب المحاسن لأحمد بن محمّد البرقي بهذا السند هكذا : عنه ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي إسماعيل السرّاج ۴ الحديث ، وضمير «عنه» في أوّل السند للبرقي صاحب الكتاب .

۰.قوله عليه السلام :ما لكم و للنّاس إلخ [ ص165 ح1 ]

نهاهم صلوات اللّه عليه أن يدعوا أحدا إلى ما هم عليه خوفا على نفسه من أهل الجور وأئمة الضلال .
ومعنى قوله عليه السلام : «لو اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد اللّه ضلاله ما استطاعوا» «اه» أنّ هداية من خذله اللّه وخلاّه وشأنه ممتنعة ، والخذلان إنّما يكون لأمر يستحقّ

1.الكافى ، ج۳ ، ص۸ ، ح۳ .

2.الكافي ، ج۳ ، ص۴۷۸ ، ح۶ و ۷ .

3.الكافي ، ج۱ ، ص۲۳۲ ، ح۵ .

4.المحاسن ، ص۲۰۰ ، باب الهداية من اللّه عزّ وجلّ ، ح۳۴ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 104309
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي