137
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

يرضاه وما يسخطه ، وفي قوله عزّ وجلّ : «فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَ تَقْوَاهَا»۱ بيّن لها ما تأتي وما تترك . والبيان إنّما يكون بإرسال الرسل بالشرائع والأديان ، ومثله [ في الحديث 5 ]قول أبي عبداللّه عليه السلام في جواب عبد الأعلى حين سأله من الناس : هل كلّفوا المعرفة؟ قال : [ لا ]على اللّه البيان «لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا»۲ .
وعلى الثاني أنّ الحجة لا يقوم للّه على جميع خلقه إلاّ بإمام ، أي وصي بعد ذلك الرسول يُعرّفهم أحكام تلك الشريعة في كلّ عصر ، فهو تصريح بردّ ما عليه المخالفون من قولهم : حسبنا كتاب ربّنا وسنّة نبيّنا ، والأظهر حمل الإمام هنا على الأعم وعليه ينطبق قول أبي عبداللّه عليه السلام في رواية أبان بن تغلب الآتية [ في الحديث 4 ] : «الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق» ، فتأمّل فيه .

۰.قوله عليه السلام :الحجّة قبل الخلق إلخ [ ص177 ح4 ]

قبل الخلق كآدم ، ومع الخلق كباقي الرسل والأئمة ، وبعد الخلق كصاحب الأمر ، وسيأتي في حديث [ 3 ] في باب لو لم يبق إلاّ رجلان لكان أحدهما الحجّة : «إنّ آخر من يموت الإمام ؛ لئلاّ يحتجّ أحد على اللّه تعالى أنّه تركه بغير حجّة للّه عليه» .

باب معرفة الإمام والردّ إليه

۰.قوله عليه السلام :(إنّما ۳ يعبده هكذا ضلاّلاً) ۴ [ ص180 ح1 ]

أي مثل عبادة هؤلاء الذين هم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً ، يشير إلى عبادة المخالفين الذين لا يعرفون إمامهم .
وقوله : «ضُلاّلاً» منصوب على المصدريّة ، والمعنى : من لا يعرف اللّه سبحانه إنّما يعبده مثل عبادة هؤلاء عبادة ضلاّل عن الحقّ ، أي عبادة باطل .

1.الشمس (۹۱) : ۸ .

2.البقرة (۲) : ۲۸۶ .

3.في هامش النسخة : «في أصل الكتاب : فإنما» .

4.في النسخة كتب فوق ما بين الهلالين : «كذلك العنوان» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
136

لا يذهب عنك أن ليس في هذا مخالفة للحديث السابق ، فإنّ قوله فيه : «والنبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك» ، معناه أنّه يسمع الصوت حال كونه غير معاين للملك ، ولا يلزم منه عدم المعاينة مطلقا ، فلا مخالفة بينه وبين ما هنا من قوله : «ربما سمع الكلام ، وربما رأى الشخص» ، فإنّ معناه سمع الكلام في حال ورأى الشخص في اُخرى .

۰.قوله :قُبُلاً [ ص176 ح3 ]

أي عيانا .

۰.قوله :أحمد بن محمّد [ ص177 ح4 ]

إن كان هو أبو ۱ عبداللّه العاصمي فهو ثقة .

باب أنّ الحجّة لا يقوم [ للّه على خلقه إلاّ بإمام ]

۰.قوله عليه السلام :حتى يُعرِّف [ ص177 ح1 ]

أي ليعرِّفهم الأحكام ويعلّمهم الشريعة .
حاشية اُخرى : اعلم أنه قد علم بما مرّ من الأحاديث أنّ للإمام معنيين أحدهما كونه صاحب شريعة ، كإمامة إبراهيم عليه السلام . وثانيهما كونه وصي صاحب الشريعة ، وهو المراد من قوله : «قلت : الإمام ما منزلته؟ ، قال : يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك» . بقرينة مقابلته للرسول والنبي ، فالإمام محتمل لكلّ من المعنيين هنا ، فالمعنى على الأوّل أنّ الحجة لا تقوم للّه على خلقه إلاّ بإمام ، أي صاحب شريعة حتى يُعرّفهم الأحكام ، وهذا هو الموافق لما مرّ من الأحاديث في باب البيان والتعريف ولزوم الحجّة من قولهم عليهم السلام[ فى الحديث 3 ] في قوله تعالى : «وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمَا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ»۲ من أنّ المعنى حتى يعرّفهم ما

1.كتب في النسخة فوقها لفظة «كذا» . والصحيح : «أبا عبداللّه » .

2.التوبة (۹) : ۱۱۵ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90167
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي