139
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

ولم تصلوا إليه فاطلبوا الآثار واعملوا بها فإنّ فيها الرشاد .

۰.قوله عليه السلام :فجعل لكلّ شيء سببا إلخ [ ص183 ح7 ]

مثلاً الفوز بمرضاة اللّه سبحانه شيء وله سبب وهو اتّباع أوامره سبحانه واجتناب مناهيه ؛ ولهذا السبب شرح وبسط ، ولذلك الشرح علم لا يحصل إلاّ به ، ولذلك العلم باب لا يؤتى ۱ ذلك العلم إلاّ منه ، وهو رسول اللّه صلى اللّه عليه والأئمة من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين .

۰.قوله عليه السلام :مثله كمثل شاة ضلّت إلخ [ ص183 ح8 ]

التشبيه فيه تشبيه مركّب بمركّب قد عبّر عن كلّ من المشبّه والمشبّه به بمفرد ، والمشبّه به يلي الكاف ، والغرض من هذا التشبيه أنّ من لا إمام له فهو أكلة الشيطان ، فريسة الهوى ، فإنّ الإنسان إذا ضلّ عن إمامه ثمّ رأى قوما قد انضمّوا إلى بعض أئمّة الضلال انْضَوَى إليهم وألفهم ، ثم إذا أنكر شيئا من ذلك الإمام هجم متحيّرا يطلب لنفسه إماما يهديه الحقّ ، فإذا بصر بإمامه ورأى معه جماعة حنّ إليهم واغترّ بهم ، فإذا قرب من الإمام ليسأله أمرا عامله بالتقية خوفا منه على نفسه فقد صار مولّيا عنه ذعرا فينتهز الشيطان منه الفرصة ويتمكّن من إغوائه كما هو حال تلك الشاة .
هذا على تقدير عود الضمير في «راعيها» في الموضعين إلى الشاة ، وعلى تقدير وجود «غير» كما هنا في الأوّل ، وأمّا على تقدير خلوّ الموضعين من لفظ غير كما في بعض النسخ وإرجاع الضمير إلى الغنم فاحتمالات أُخرى مختلفة باختلاف مرجع الضمير فلاحظها ؛ واللّه أعلم .

۰.قوله عليه السلام :فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء [ ص184 ح9 ]

أي ليس متساويا من اعتصم الناس به ، «ولا سواء» الثاني تأكيد الأوّل ، ثمّ بنى عليه السلامعدم المساواة بقوله :

1.في النسخة : «إلاّ يؤتى» . وكتب فوقها لفظة «كذا» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
138

۰.قوله عليه السلام :إنّكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا إلخ [ ص181 ح6 ]

يمكن أن يقال : معناه أنّكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا اللّه ، ولا تعرفوه حتى تصدّقوا اللّه ورسوله ، ولا تصدّقوا اللّه ورسوله ، أي لا تستكملوا تصديقهِما ، حتى تسلّموا أبوابا أربعة ، هي تصديق اللّه سبحانه وتصديق رسوله صلى اللّه عليه وولاية الأئمة من بعده والبراءة من أعدائهم صلوات اللّه عليهم ، وهذه الأربعة مذكورة في الحديث الذي في أوّل الباب .
وقوله : «لا يصلح أوّلها إلاّ بآخرها» ، إشارة إلى أنّ ولاية أهل البيت عليهم السلام لا تصلح ولا يمكن تحقّقها من دون البراءة ، وإذا لم يتحقق الولاية لم يتحقق تصديق الرسول وإذا لم يتحقّق تصديق الرسول عليه السلام لم يتحقّق تصديق اللّه سبحانه ، وعدمه هو الكفر الصراح عند جميع أهل الأديان، فلم يصلح الأوّل بدون الآخر .
وفي هذا الحديث أيضا إشارة إلى أنّ المراد بالأبواب الأربعة ما ذكرناه وهو قوله عليه السلام : «وَصَلَ اللّه طاعة وليّ أمره بطاعة رسوله ، وطاعة رسوله بطاعته ، فمن ترك طاعة وُلاة الأمر لم يطع اللّه ولا رسوله ، وهو الإقرار بما نزل ۱ من عند اللّه عزّ وجلّ» ، فتأمّله تجد ما أشرنا إليه فيه .
ويمكن أن يكون المراد بالأبواب الأربعة جميع الأئمة صلوات اللّه عليهم باعتبار الكُنى كما قلناه في باب العرش . ۲

۰.قوله عليه السلام :والتمسوا من وراء الحجب الآثار [ ص182 ح6 ]

يمكن أن يجعل في هذا دليلاً على تسويغ الاجتهاد [ في ] زمن الغيبة ، ويكون المعنى : اُطلبوا الآثار المرويّة عنهم عليهم السلام من وراء الحجب ، أي إذا حجب عنكم الإمام

1.في الكافي المطبوع : «اُنزل» .

2.في هامش النسخة : وإنّما أجمل الأمر هنا إجمالاً عملاً بالتقية ، فإنّ الراوي ابن أبي ليلى وهو من قضاة العامّة . «بخطه»

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 104904
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي