153
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

بعض مدح ، وفي كتب الاستدلال عدّ رواية أبي بكر الحضرمي من الصحيح» انتهى . ۱
فإن أراد هذا القائل أنّ الحضرمي يقال لمن ذكر فهو حقّ إلاّ أنّه غير نافع هنا ، وإن أراد أنّ أبابكر الحضرمي يقال لهما فغير واضح ، فإنّي وجدت محمّد بن شريح مكنّى عندهم بأبي عبداللّه لا بأبي بكر كما في جش ۲ ؛ واللّه أعلم .

۰.قوله عليه السلام :قال اللّه تبارك وتعالى إلخ [ ص212 ح9 ]

حاصل الجواب أنّه لا يجب عليهم عليهم السلامجواب كلّ سائل ؛ بل جواب من يستجيب لأمرهم ، وقد مرّ في أوّل الكتاب إنّما أوجب اللّه على المسؤول تعليمه ؛ لأنّ العلم قبل الجهل، ففي السائلين يتحقّق الإيجاب الكليّ، وفي المسؤولين رفعه .

باب أنّ الراسخون ۳ في العلم [ هم الأئمّة عليهم السلام ]

۰.قوله عليه السلام :إذا قال العالم فيهم بعلمٍ إلخ [ ص213 ح2 ]

كأنّه صلوات اللّه عليه يشير إلى أنّ جملة «يقولون آمنّا به» إلخ استيناف جواب عن السؤال عن غير السبب ، وقوله : «إذا قال العالم فيهم بعلم» ، بيان للسؤال المقدّر كأنّه لمّا قال سبحانه : لا يعلم تأويله إلاّ اللّه والراسخون في العلم قيل : إذا قال العالم وهو الراسخ في العلم ، أي الإمام عليه السلام ، «فيهم» ، أي حال كونه كائنا ، فيهم ، أي فيما بينهم ، يعني غير الراسخين في العلم وهم رعايا الإمام عليه السلام ماذا يصنعون ، أي أيقبولون ۴ منه قوله في التأويل من باب القبول والتسليم وإن لم يطّلعوا على حقيقة الأمر فيه أم لا ، بل يجوز لهم الردّ عليه فيما لم يطّلعوا عليه ولم يقبله عقولهم ، فأجاب اللّه سبحانه بقوله : يقولون آمنّا به ، أي بما قاله عليه السلام لنا من التأويل وسلّمنا له وقبلنا منه ، كلّ ذلك من

1.انظر رجال العلاّمة الحلي ، ص۲۷۱ .

2.رجال النجاشي ، ص۳۶۶ ، الرقم ۹۹۱ .

3.. كذا في النسخة ولعلّه قصد لفظه من الآية

4.كتب فوقه في النسخة لفظة «كذا» . والصحيح : «أيقبلون» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
152

قال الهروي في كتاب الغريبين : «والروح فيها ۱ سمعت الأزهري يقول : الروح : ما كان فيه من أمر اللّه حياةٌ للنفوس بالإرشاد إلى ما فيه حياتُهم ، وجاء ۲ : أنّ الروح أمر النبوّة ، ويقال ما يحيا به الخلق ، أي ما يهتدون به ، فيكون حياةً لهم» انتهى كلامه ۳ . وجميع هذه المعاني مناسبة لما هنا ، فلاحظه وردّه إلى ما شئت منها .

باب أنّ أهل الذكر [ الذين أمر اللّه الخلق بسؤالهم هم الأئمّة عليهم السلام ]

۰.قوله :عدّة من أصحابنا ، و أحمد بن محمّد [ ص211 ح4 و 5 ]

هذان الحديثان صحيحان واضحا السند، وفي أحدهما قد فسّر الذكر برسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وفي الآخر بالقرآن ، وفي ذلك إطلاق لحمل الذكر في الآية على كلّ من المعنيين ، فإنْ حمل على الأوّل كان الضمير في «إنّه» راجع إلى محمّد بن عبداللّه عليه السلام ، والمعنى أنّ محمّد بن عبداللّه عليه السلام لذكر ، أي رسول لك إليك وإلى قومك أيّها المخاطب و سوف تسألون أيّها القوم ، أي وليسألكم من سواكم عمّا يحتاجون إليه في أمر دينهم ، فهو إخبار بمعنى الأمر ، على أنّ المراد من القوم الأئمة صلوات اللّه عليهم كما هو منطوق أكثر أحاديث هذا الباب ، وإنْ حمل على الثاني فالمعنى ظاهر ، وكيف كان فالمراد بالقوم الأئمة عليهم السلام ، والإخبار بمعنى الأمر كما مرّ .
وأمّا قوله تعالى «فَسْئلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ»۴ فقد اتّفقت الأخبار على أنّ المراد به رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

۰.قوله :عن أبي بكر الحضرمي [ ص211 ح6 ]

قيل : «إنّه يقال لمحمّدبن شريح ولعبد اللّه بن محمّد ، والأوّل موثّق ، والثاني فيه

1.يعنى في الآية ۲ من سورة النحل : «يُنَزِّلُ الْمَلَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ» .

2.ذكر هذا الكلام في ذيل حديث : «تحابّوا بذكر اللّه وروحه» .

3.الغريبين ، ج۳ ، ص۷۸۶ . (روح)

4.الأنبياء (۲۱) : ۷ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90216
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي