171
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

بما حدّثهما به فيفوت غرضهما ، وما كانا قد أضمراه لعلي عليه السلام ، ومما شاهداه من الأمر العجيب ، وهو كتبه : تنزّل الملائكة والروح فيها [ بإذن ربّهم ] من كلّ أمر ، على التراب من غير كاتب يريانه ؛ إذ لم يكن الرسول عليه السلامهو الكاتب ؛ إذ لم يكن صاحب خطّ ، ومِن أخْذِه عليه السلام برأس علي عليه السلام ، ومِن قوله لهما : «إن لم تدريا فادريا» فإنّه كالتهديد ، ومن هيبته صلوات اللّه عليه ، وإذا تداخلهما مثل هذا الخوف الشديد في شأن أمر فالعادة قاضية بعدم غروب مثله عن الخاطر ، فهما كانا عالمين بذلك ، وإنّما حملهما على الجحود الحسد وحبّ الرياسة ، ففي الكلام إشارة إلى أنّه عليه السلام كما أخذ العهد على الناس عامّا يوم الغدير، أخذه عليهما خاصّا .

۰.قوله عليه السلام :تفلجوا [ ص249 ح6 ]

فَلَجَ أصحابه وعلى أصحابه : غلبهم .

۰.قوله عليه السلام :لسيّدة دينكم [ ص249 ح6 ]

السيّد الذي يفوق قومه في الخير ، فكان المراد أنّها لسيّدة دلائل دينكم القرآنية ، وخيرية الدليل ظهور الغلبة به على الخصم ، فحيث كان ظهور الغلبة بها على الخصم أشدّ جعلت سيّدة الدلائل ، ومن تأمّل هذه الأحاديث الواردة في هذا الباب من أوّل الباب إلى آخره ظهر عليه ظهور دلالتها على حقّيّة مذهب الإماميّة ، فليلحظ .

۰.قوله عليه السلام :خاصموا بـ «حم» الخ [ ص249 ح6 ]

تتمّة الآية : «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِّنْ عِندِنَآ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ»۱ قال علي بن إبراهيم في تفسيره : «هي ليلة القدر ، أنزل القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة واحدة ، ثم نزل من البيت المعمور على رسول اللّه صلى الله عليه و آله في طول عشرين سنة ، «فيها يفرق» كلّ أمر في ليلة القدر «كلّ أمر حكيم» ، أي يقدّر اللّه كلّ أمر من الحقّ

1.الدخان (۴۴) : ۴ ـ ۵ .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
170

أكثر نسخ الكتاب كما هنا بإدخال «ما» النافية على «اجتمع» ، وهذا يقتضي أن يكون لفظة «إلاّ» ساقطة قبل قوله : «فيقولان» ، والمعنى ما اجتمعا إلاّ ويقولان كذا وكذا . وفي بعض النسخ : «كان علي عليه السلامكثيرا يقول : اجتمع العدوي والتيمي» إلخ ، فالظاهر هذا أصحّ ؛ واللّه أعلم .
حاشية أُخرى : وفي بعض النسخ : «يقول كثيرا مّا : اجتمع» .

۰.قوله عليه السلام :فيقولان إلخ [ ص249 ح5 ]

اعلم أنّ التزام حكاية قولهما للرسول عليه السلام وحكاية قوله لهما بلفظ المضارع يدلّ على صحّة نسخة الكتاب كما عليه أكثر النسخ من إدخال «ما» النافية على «اجتمع» ، ويكون في الحديث إسقاط لفظة «إلاّ» قبل قوله : فيقولان ، كما أشرنا إليه ؛ لأنّ لفظ المضارع يدلّ على الاستمرار والتجدّد وهو يقتضي الكثرة ، وقوله : ما اجتمعا إلاّ قالا ، صريح أيضا في الدلالة على كثرة الاجتماع والقول بخلاف تلك النسخة الاُخرى ، وهي : كان كثيرا ما يقول ، فإنّها لا تدلّ إلاّ على كثرة قول علي عليه السلاملا على كثرة الاجتماع وكثرة قول الرسول عليه السلام لهما وكثرة قولهما له ، إلاّ أنّها سالمة عن الحذف ؛ واللّه أعلم .

۰.قوله عليه السلام :فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله من شدّة ما تداخلهما ۱ من الرعب [ ص249 ح5 ]

«إن» هي المخفّفة من الثقيلة المكسورة ، واللام في «ليعرفان» هي الفارقة بين المخفّفة والنافية ، و«من» للتعليل ، وإذا خفّفت «إن» وجب تقدير اسمها ، فالمعنى : أنّهما ، يعني التيمي والعدوي ، «كانا ليعرفان تلك الليلة» ، أي ليلة القدر ، يعني صاحبها الذي تنزّل عليه الملائكة والروح بالأمر فيها «بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله» ، أي لم ينسياه ولم يذهب عنهما ما قال لهما رسول اللّه صلى الله عليه و آله في شأنه لـ«شدّة ما تداخلهما» وقت مكالمة الرسول صلى الله عليه و آله لهما «من الرعب» ، وذلك خوفا من أن يحدّث صلوات اللّه عليه غيرهما

1.في الكافي المطبوع : «يداخلهما» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 105538
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي