201
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

الشديدة كنى به عن شدّة رسوخه في ذهنه ، «كالكتاب المعجم» جملة حالية من ضمير «ولا تغيّره» ، والمعجم هو المفصح به يقال لكلّ شيء أفصحت به : قد أعجمه ، ويقال : أعجمت الكتاب ، إذا نقطته وأوضحت حروف ألفاظه ، وقوله : في الرقّ المبهم ۱ ، الرَقّ ـ بالفتح ـ جلد رقيق يجعل كالقرطاس يكتب فيه ، والمبهم الذي على لون واحد ، ومنه نهى عن الحرير المبهم ، أي الذي لم يمزج بغيره ، ومعنى الكلام أنّ في رأسي كلاما في فضلكم كالماء النابع لا تفنيه الدلاء بالنزح وكالطود الراسخ لا تغيّره الرياح الشديدة العواصف حال كونه مثل الكتاب المعجم مبيّن الألفاظ والحروف كائنا في خاطر ليس فيه غيركم كالرقّ الذي لم يخالط لونه غيره .
«أهمّ بأدائه» ، أي إظهاره ۲ «فأجدني سبقت» إلى ذلك سبقني «الكتاب المنزل» فيكم أهل البيت «وما خلت» ۳ أي مضت به الرسل من فضائلكم ، فجملة «سبق الكتاب» إلى آخره جملة استينافيّة ، وباقي الحديث ظاهر .

۰.قوله :ورضينا من هو الرضا ۴ إلخ [ ص302 ح2 ]

يقال للإمام : الرضا ؛ ولهذا كان يقال : ندعوكم للرضا من آل محمد عليه السلام ، ورضي يتعدّى تارة بنفسه ، وتارة بحرف الجرّ ، فتارة تقول : رضيت عنه ، وتارة به ، والفعل هنا متعدّ بنفسه، و«من» موصول اسمي هو مفعول به لـ«رضينا» وهومبتدأ و«الرضا» خبره، والمعنى رضينا الذي هو الرضا ، أي الإمام المنصوب من جانب اللّه ورسوله «والذي نسلّم به من مشكلات أمرنا» ، وما تراه في هذا الموضع على غير هذا الوجه فهو من

1.في الكافي المطبوع : «المنمنم» .

2.في مرآة العقول ، ج۳ ، ص۳۱۱ : «أهمّ بأدائه ، أي بأداء حقوق هذا الكلام ، قال الجوهري : أدّى دينه تأدية أي قضاه ، والاسم الأداء ، وفي بعض النسخ : بإبدائه أي إظهاره» .

3.في الكافي المطبوع : «أو ما جاءت» . وما في المتن مطابق لنسخة العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ، ج۳ ، ص۳۱۲ .

4.في الكافي المطبوع : «ورضينا من هو بغيره يرضى» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
200

۰.قوله عليه السلام :هل ترى إلخ [ ص301 ح2 ]

الاستفهام إنكاري ، و«وراء» هاهنا بمعنى بَعْد كقوله : وليس وراء اللّه للمرء مطلب ، أي انظر في الناس مستقرئا ، فإنّك لا تجد مؤمنا من غير آل محمد عليه السلاموذاك القليل من غيرهم المنغمر فيما بينهم كأنّه منهم ، ولهذا حسن الجواب ، ولو قيل الاستفهام على حقيقته لم يحسن .

۰.قوله :فعجّل على شسع نعله [ ص301 ح2 ]

«على» بمعنى «إلى» ، فعجّل إليه ، والشسع سيرٌ يُشَدّ به النعل .

۰.قوله عليه السلام :يحيا به [ ص301 ح2 ]

أي بسماعه وقبوله .

۰.قوله عليه السلام :ويموت به [ ص301 ح2 ]

أي بمخالفته .

۰.قوله عليه السلام :كونوا أوعية العلم إلخ [ ص301 ح2 ]

أمر منه صلوات اللّه عليه لإخوته [ من ]أولاد علي عليه السلام بمتابعة أخيه الحسين عليه السلامبألطف وجه وأبلغه ، والمعنى «كونوا» يا أولاد علي «أوعية العلم» ، أي خذوا علمكم عمّن اختاره اللّه سبحانه ورسوله للإمامة منكم ، فإنّه لا سبيل لكم إلى ذلك إلاّ الأخذ عنه والتسليم له ، وكذلك كونوا «مصابيح الهداية» ، أي كونوا ممّن يهتدى به والطريق إلى ذلك منحصر فيما ذكرت ، «فإنّ ضوء النهار بعضه أضوء من بعض» ، فحسن على هذا التفريع وصحّ الكلام ؛ واللّه أعلم .

۰.قوله :وإنّ في رأسي كلاما لا تنزحه ۱ الدلاء إلخ ۲ [ ص301 ح2 ]

يريد أنّ في رأسي كلاما في فضائلكم أهل البيت لا تفنيه الدلاء بالنزح ، شبّهه بالماء النابع في غزارته ، «ولا تغيّره نغمات الرياح» ، أي أصواتها ، والمراد الرياح

1.في الكافي المطبوع «لا تنزفه» ، وفي هامش النسخة : «في أصل النسخة : تنزفه» .

2.في النسخة كتب تحته : «كذا عنون الحاشية» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 103421
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي