225
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

داعٍ إلى ضلال وهادٍ .

۰.قوله عليه السلام :ما العترف في بدنك وما الصهلج في الإنسان [ ص367 ح19 ]

أمّا «العترف» على وزن الدملج فهو صفة تكون في الإنسان ينبعث عنها خبث الطينة والفجور والجرأة على اللّه سبحانه ورسوله ، والمضاء في أهوية النفس ومشتهياتها وعدم الوقوف عند حدود اللّه سبحانه ؛ هكذا يفهم من الصحاح . ۱
وأمّا «الصهلج» فلم أجده في كتب اللغة بعد التتبّع التامّ وتصفّح ما يوجد من كتب اللغة في هذا الزمان ، وكأنّه معرّب ، وينبغي الحكم بكونه على وزن الدملج أيضا إلحاقا له بالوزن الغالب في أمثاله ، والذي أظنّه أنّ معناه ضدّ معنى العترف بقرينة إضافة العترف إلى بدنه وإضافة الصهلج للإنسان ، فكأنّه عليه السلام قال له : أنت خبيث ، أي خبّ لئيم فاجر ، أي مائل عن جادّة الشرع ، جريء على اللّه ورسوله ، ماضٍ لما تريده وتهواه ، غير واقف عند حدّ من حدود اللّه سبحانه ، منسلخ عمّا ينبغي أن يكون عليه الإنسان من طيب الطينة والاستقامة على جادّة الشريعة والخوف من اللّه سبحانه والوقوف عند حدوده عزّ وجلّ ، ومن كان على مثل ما أنت عليه لا ينبغي له أن ينصب نفسه لإمامة المسلمين ولا ينسب غيره لما لا يعلم من حاله ، فإذا تأمّلت هذين الحرفين علمت أنّك قد أخطأت في نصبك نفسَك لما لست له بأهل، وفي مكاتبتك إيّاي بما كاتبتني به وإنّما عبّر عن ذلك بما عبّر به رفعا لنفسه عن درجة الخصومة مع مثله ، وتنزيها لها عمّا يكون عليه المتخاصمان عند المجادلة والخصومات من التنابز بالألقاب وبما لا يليق بأمثاله صلوات اللّه عليه .
وأمّا القول بأنّ الصهلج لا ينبغي أن يفهم له معنى ، لأنّه صلوات اللّه عليه أتى به في مقام التعجيز فممّا لا يلتفت إليه ؛ لوجوه :
أمّا أوّلاً فلأنّ جهل الإنسان بلغة من اللغات لا يوجب حدّ مرتبته في العلم ، وأمّا

1.الصحاح ، ج۳ ، ص۱۳۹۹ (عترف) .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
224

۰.قوله :اقطعني [ ص365 ح17 ]

أي ضمّني .

۰.قوله :من تحتك ۱ [ ص366 ح19 ]

يقال رجل تحت ، أي سافل ، ذليل ، موضوع تحت الأقدام ، متطاول عليه غيره ، مجازا من باب تسمية الحالّ باسم المحلّ ، قال الهروي في كتاب الغريبين في الحديث : «لا تقوم الساعة حتّى يَهلك الوُعُول ويظهر التُحُوت»: أراد بالتُحُوت أراذلَ الناس ومَن كانوا تحت أقدامهم ۲ . والمعنى : قد خبّرني من ورد عليّ لما كان من تسفّلك وهوانك وتطاول عزّك عليك مع خذلانك إيّانا وعدم نصرتك لنا ، يريد بذلك تحريصه وإثارة حميّته صلوات اللّه عليه .

۰.قوله :فاستهويتهم [ ص367 ح19 ]

أي طلبتم من الناس حبّكم ، أي حملتموهم عليه ، يعني ادّعيتم الإمامة .

۰.قوله عليه السلام :وعليّ مشتركين [ ص367 ح19 ]

إمّا أن يجعل «وعليّ» عطفا على جعفر ، ويراد به عليّ بن أبي طالب أو عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، أو يجعل عطفا على موسى ، ويراد به عليّ بن جعفر أخو أبي الحسن موسى بن جعفر ، وتكون كتابة يحيى بن عبداللّه إليهما جميعا وإن لم يجر لعليّ فيما نقل من الكتابة هنا ذكر ، و«مشتركين» حال من المجرور وما عطف عليه ؛ واللّه أعلم .

۰.قوله عليه السلام :حتّى يفسد [ ص367 ح19 ]

بمعنى «لكن» .

۰.قوله عليه السلام :ثبّطت [ ص367 ح19 ]

ثبّطه عن الأمر : شغله .

۰.قوله عليه السلام :خلق الناس أمشاجا إلخ [ ص367 ح19 ]

أي مختلطين من أنواع شتّى وصنائع متفاوتة وطبائع متباينة ، فهذه تدعو إلى الخير وتلك تدعو إلى الشرّ ، فمنهم

1.في هامش النسخة : نسخة تحنّنك . وكذا في الكافي المطبوع .

2.الغريبين ، ج۱ ، ص۲۵۰ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 103392
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي