37
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

كتاب العقل والجهل

۰.قوله عليه السلام :لمّا خلق اللّه العقل استنطقه ثمّ قال له إلخ . [ ص10 ح1 ]

في الكلام في هذا الحديث وأشباهه ۱ تصوير وتمثيل لإطاعة العقل وانقياده ، تصويرا هو أوقع في نفس السامع وبه آنس وله أقبل وعلى حقيقته أوقف وإن لم يكن هناك نطق ولا إقبال ولا إدبار ؛ إذ المفروضات تتخيّل في الذهن كالمحقّقات وأمثال هذا في القرآن والحديث وكلام العرب أكثر من أن تعدّ وتحصى ، وقد نبّه عليه في مواضع شتّى من الكشّاف .

۰.قوله عليه السلام :ما عبد به الرحمان الخ [ ص11 ح3 ]

تصوير للكامل من العقل بلازمه من قبيل قول أبي الطيب :

الحبُّ ما منع الكلامَ الألسُناوألذُّ شكوى عاشق ما أعلنا۲

۰.قوله :إنّ عندنا قوما لهم محبّة ، وليست لهم تلك العزيمة الخ [ ص11 ح5 ]

أي ليس لهم من القطع بولايتكم والجزم بما خصّكم اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ به من عظائم ألطافه ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن ؛ فإنّ العزيمة من العزم وهو القطع على الشيء والجزم به ، ومن أنّ اللّه يحبّ أن يؤخذ برخصه كما يحبّ أن يؤخذ

1.في النسخة : «أشابهه» .

2.ديوان المتنبّي ، ص۱۴۰ .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
36

تَقَبَّض ومُنع من الانبساط والانتشار ، فهو كناية عن غلبة الجهل وانتشاره ، وقد جاء في كلام [ عليّ عليه السلام في ]نهج البلاغة : «قد خاضوا بحارَ الفتن ، وأخذوا بالبِدَع دونَ السنن واَرَزَ المؤمنون ونطق الضالّون» ۱ ، وقال ابن أبي الحديد في شرحه : «واَرَزَ المؤمنون، أي انقبضوا ، والمضارع يأرِزُ ـ بالكسر ـ أرْزا وأُرُوزا ، ورجل أَرُوزٌ ، أي منقبض ، وفي الحديث «إنّ الإسلام لَيَأْرِزُ إلى المدينة كما تأرِزُ الحيّةُ إلى جُحْرها» . ۲ أي يَنْضَمُّ إليها ويجتمع .

۰.قوله :فكانوا محصورين إلخ [ ص 6 ]

أي مضيّقٌ عليهم .

۰.قوله :خرج منه كما دخل فيه [ ص 7 ]

أي كان خروجه من غير مقطوع به ، كما أنّه لم يكن داخلاً بالقطع فيه ، بل مرجئ لأمر اللّه سبحانه .

۰.قوله :ومن أخذ دينه إلخ [ ص7 ]

أي من قلّد الرجال ربّما ردّه رادّ ؛ لأنّ استناده في ذلك إلى غير دليل فربما لبّس عليه دينه .

۰.قوله :لم يتنكّب الفتن [ ص 7 ]

أي لم يعدل عنها .

۰.قوله :بتوفيق اللّه جلّ وعزّ [ ص 7 ]

بأن يلطف به سبحانه .

۰.قوله :وخذلانه [ ص7 ]

بأن يمنعه لطفه لذميم فعل سبق منه .

۰.قوله :فمستقرّ ومستودع [ ص 8 ]

قال عليّ بن إبراهيم في تفسيره : «المستقرّ الإيمان الذي يثبت في قلب الرجل إلى أن يموت ، والمستودع هو المسلوب منه الإيمان» . ۳

1.نهج البلاغة ، ص۲۱۵ ، الخطبة : ۱۵۴ .

2.شرح نهج البلاغة ، ج۹ ، ص۱۶۵ .

3.تفسير القمّي ، ج۱ ، ص۲۱۲ ، في ذيل الآية ۹۸ من سورة الأنعام .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90174
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي