61
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

أي يحفظ «حياته» وأسباب معاشه ولا يلتفت إلى ما وراء الحياة ، «وراع يرعى هلكته» ، أي موته خائفا أن يموت على خلاف ما أمر اللّه سبحانه به ولا يلتفت إلى حياته أصلاً «فعند ذلك اختلف الراعيان ، وتغاير الفريقان» .

۰.قوله عليه السلام :لم تحصه [ ص50 ح9 ]

أي لم تحفظه ، كقوله سبحانه : «أَحْصَاهُ اللَّهُ وَ نَسُوهُ»۱

۰.قوله عليه السلام :وجدت علم الناس «الحديث» [ ص50 ح11 ]

أي وجدت ما أُمر الناس بمعرفته من العلم «كلّه في أربع : أوّلها أن تعرف ربّك» ، ثانيها «أن تعرف ما صنع» ربّك «بك» ، أي ما صنع إليك من جميل اللطف بإرسال الرسل ونصب الحجج والأوصياء بعدهم ، على أنّ الباء بمعنى «إلى» أو ما لطف بك على التضمين ، «والثالث أن تعرف ما أراد منك» من التكاليف أمرا ونهيا ، «والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك» ممّا يوجب الارتداد والكفر .
فقد رتّب هذه الأربعة في العبارة ترتيبها في المرتبة ، ولا يذهب عليك أنّ معرفة التكاليف من كون هذا أحد الأحكام لا تكفي في معرفة ما يخرج من الدين ، فإنّه وراء ذلك ، فلا يستغنى بمعرفة التكاليف عنه .

۰.قوله :سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول [ ص51 ح15 ]

أي يصدر القول ويتكلّم، وحيث لم يتعلّق غرض بمعرفة مقوله نزّل منزلة اللازم ؛ فإنّ الخبر مسوق لبيان ما قال الحسن البصري وما قيل له ، فخلوّ «يقول» هنا عن مقول القول جارٍ على القواعد العربية غير محتاج إلى تكلّف تقدير مقول له .

باب رواية الكتب والحديث [ وفضل الكتابة والتمسّك بالكتب ]

۰.قوله :أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص [ ص51 ح2 ]

أي أزيد في ألفاظه وأنقص فقال عليه السلام : «إن كنت تريد» بما بعد الزيادة والنقيصة

1.المجادلة (۵۶) : ۶ .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
60

۰.قوله عليه السلام :حيزومه [ ص49 ح5 ]

هو ما استدار بالحلقوم من جانب الصدر

۰.قوله عليه السلام :إنّ رواة الكتاب «الحديث» [ ص49 ح6 ]

«رواة» جمع راوي ۱ ، والمراد بهم حملة الكتاب من غير تدبّر لمعانيه ولا انقياد لأوامره ونواهيه ، بدليل أنّه جعله مقابلاً بـ«رعاية» جمع راعي ، ۲ وهم من كان على خلاف ذلك ، وإفراد الخبر إمّا على النسب وإمّا لما قيل من إتيان فعيل بمعنى الجمع . و«كم» خبرية .
ثم إنّه قد ورد [ في ] كثير من الأخبار أنّه إذا ورد خبر واحد ۳ عرض على الكتاب ، فإن خالفه وجب طرحه ، فمن جعل مدار العمل بأخبار الآحاد على عرضها على كتاب اللّه وردّها لمخالفته فهو مستنصح للكتاب مستغشّ الخبر ، ومن جعل مدار العمل على الأحاديث كائنة ما كانت ولا يبالي لمخالفتها الكتاب ؛ بل ربما ردّ صريح الكتاب إليها كما فعله مخالفونا من ردّهم صريح الآيات الدالّة على توريث الأولاد مطلقا ؛ بل ما ورد فيها صريحا في توريث أولاد الأنبياء عليهم السلاملحديث رواه الخصم وانفرد به ۴ ، وكذا آية المسح ، فهو مستنصح للحديث مستغشّ للكتاب ، ففي قوله عليه السلام: «مستنصح للحديث مستغشّ للكتاب» استعارتان تبعيّتان جيء بهما تعريضا بالمخالفين وردّا عليهم .
وقوله عليه السلام : «فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية» ، أي يوقعهم في الحزن خوف عدم الرعاية للكتاب والقيام بتكاليفه ، والجهّال يوقعهم في الحزن خوف عدم حفظ الرواية ، فإنّهم قد جعلوا ذلك سببا لقرب الظلمة ، فالناس بين «راع يرعى» ،

1.كتب فوقها في النسخة لفظة «كذا» ولعلّ الصواب : «راوٍ» .

2.كتب فوقها في النسخة لفظة «كذا» ، ولعلّ الصواب : «راعٍ» .

3.في النسخة : «آحاد» .

4.أشار إلى الحديث الذي رواه أبوبكر عن النبي صلى الله عليه و آلهأنّه قال : «نحن معاشر الأنبياء لا نورَث ما تركناه صدقة» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90173
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي