81
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

قائلاً إنّه شيء ، فجملة «يخرجه» حال من الضمير المستتر فيما تضمّنه الجواب ، فإنّ قوله عليه السلام : «نعم» ، معناه يقول : إنّه شيء يخرجه عن الحدّين ، أي يقول ذلك حال كونه مخرجا له ، أي معتقدا خروجه .

باب أنّه لا يعرف إلاّ به

۰.قوله :وكيف عرَّفك نفسه [ ص86 ح2 ]

كأنّ فيه عدولاً عن السؤال الأوّل إلى ما هو أهمّ منه ؛ وإلاّ لكان المناسب أن يقول : وبم عرّفك نفسه ، فيقع الجواب بكذا وكذا ، وجوابه عليه السلام مطابق للسؤال الثاني ؛ وإلاّ فلا انطباق له على الأوّل، وهو ظاهر .

باب النسبة

۰.قوله عليه السلام :لا ظلّ له يمسكه وهو يمسك الأشياء بأظلّتها [ ص91 ح2 ]

المراد بالظلّ الشخص ، أي لا شخص له يمسكه ، أي يجعله ممسكا متحيّزا، وهو يمسك الأشياء يجعلها ممسكة متحيّزة متمكّنة «بأظلّتها» ، أي بأشخاصها .

باب النهي عن الكلام في الكيفيّة

۰.قوله :محمّد بن الحسين ۱ [ ص92 ح1 ]

قد يأتي في أوائل أسانيد هذا الكتاب محمّد بن الحسين كما هنا، ولا ريب أنّه غير ابن أبي الخطّاب ، فإنّ المعهود رواية صاحب الكتاب عنه بالواسطة، وهي في الأغلب محمّد بن يحيى، فإمّا أن يحمل على التصحيف عن محمّد بن الحسن ويكون المراد به الصفّار ، ورواية صاحب الكتاب عنه متكثّرة ، أو يكون المراد به

1.في الكافي المطبوع : «محمّد بن الحسن» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
80

القول بـ«العدم» ، أي عدم الصانع ، إذ لافرق في عدم المعرفة بين جحده وعدم إثباته ، «والجهة الثانية» وهي كونه مخطورا بالبال من جهة الحواس وحدها له ، وتمثيلها إيّاه هو «التشبيه» وهو متعال عنه ، «إذ التشبيه صفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف فلم يكن» لنا «بدٌّ من إثبات الصانع» على خلاف ذلك ، أي مخطورا بالبال غير محدود بالحواس ولا ممثّل بها «لِوجود المصنوعين و» لحصول «الاضطرار» المنسوب «إليهم ، فإنّهم مضطرّون مصنوعون» وقد حقّقنا فيما سبق معنى كونهم مضطرّين في قوله عليه السلام : «القوم مضطرّون يا أخا أهل مصر» .

۰.قوله عليه السلام :فله إنّيّة ومائيّة؟ [ ص84 ح6 ]

إنّيّة الشيء ما يقال به للشيء : إنّه كذا وكذا بعد العلم بها ، ومائيّته ماهيّته ، وكثيرا ما تقلب الهاء همزة وبالعكس ، وماهيّة الشيء ما به يقال له : هو كذا وكذا، وهنا حيث إنّها غير معلومة لنا لا يمكنّا ۱ القول بأنّه كذا أو هو كذا ، وهذا لا يدلّ على عدمها .

۰.قوله :فله كيفيّة؟ قال : لا ؛ لأنّ الكيفيّة إلخ [ ص84 ح6 ]

يريد أنّه هل له سبحانه كيفيّة معلومة من باب حذف الصفة بقرينة ما سيأتي من أنّه لابدّ من إثبات كيفيّة له لا يعلمها غيره سبحانه ، ثمّ إنّه عليه السلام علّل ذلك بأن الكيفيّة جهة الصفة والإحاطة ، يعني معلوميّة الكيفية جهة الصفة ، أي سبب لإمكان توصيف الذات وتعيينها وتحديدها والإحاطة بها وهو سبحانه متعال عن ذلك ؛ لأنّ من علم كيفيّة شيء أمكنه تحديده وتعيينه ؛ «ولكن لابدّ من الخروج من جهة التعليل والتشبيه» ، أي لابدّ من إثباته تعالى على خلاف ما عليه خلقه ، «ولابدّ» أيضا «من إثبات كيفية له لا يستحقّها غيره» ولا يعلمها سواه ، فالاستدراكان معطوف ثانيهما على الأوّل ، وهما معا راجعان إلى قوله : أو ليس له كيفية ، ووجه الاستدراك في الموضعين ظاهر؛ واللّه سبحانه أعلم .

۰.قوله عليه السلام :يخرجه من الحدّين [ ص85 ح7 ]

يعني يخرجه عن الحدّين حال كونه

1.كتب فوقها في النسخة لفظة «كذا» . والصواب فكّ الإدغام.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90209
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي