85
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

تبارك وتعالى أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحبّ» ۱
واللّه أعلم .

۰.قوله عليه السلام :أعظم من أن يرى بالعين [ ص98 ح9 ]

أي هو أعظم من أن يتوهّم في شأنه أنّه يرى بالعين ليقع الردّ بقوله : «لا تدركه الأبصار» ، على ذلك التوهّم، والوهمُ الذي وقع من الأشعرية لا لدليل دلّهم عليه ، وإنّما أحسنوا ظنّهم بمن قبلهم، فوقعوا فيما وقعوا فيه ، تقليدا بلا دليل .

۰.قوله عليه السلام :هل يوصف [ ص98 ح10 ]

يريد وصف الذات وتحديدها ، والجواب قد جاء بما هو موافق للسؤال مع الاستدلال، وهو أنّ ما لا يدرى بالحواسّ الظاهرة والباطنة كيف يمكن تحديده؛ فليتأمل فيه، فإنّه على ما وصفت .

۰.قوله :فأمّا القلب الخ [ ص99 ح12 ]

يريد أنّ ما لا يدرك هو ولا جزؤه بالحواسّ الظاهرة فلاحظّ للنفس الناطقة في إدراكه بالكنه، والحواسّ الظاهرة لا تدرك إلاّ ما هو في الهواء موجودا «فإذا حمل القلب» ، أي النفس الناطقة «على ما ليس في الهواء موجودا رجعه ۲ راجعا فحكى ما» وراءه «في الهواء» . ومنه يحصل تشبيه البارئ تعالى بخلقه ؛ تعالى عن ذلك علوّا كبيرا .

باب النهي عن الصفة [ بغير ما وصف به نفسه تعالى ]

۰.قوله :وبالتخطيط [ ص100 ح1 ]

لم أظفر في كتب اللغة ولا في كتب أهل المقالات والديانات بما يصلح لتفسير التخطيط به في هذا المقام ، ويمكن أن يكون المراد به أنّ قوما زعموا أنّ معبودهم

1.التوحيد ، ص۱۰۸ ، باب ۸ ، ح۲ .

2.في الكافي المطبوع : «رجع» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
84

الذي يظهر من الروايات أنّه سبحانه قد حجب أماكن في السماوات عن أن يطأها خلق من خلقه أو يدانيها أحد من ملائكته ورُسُله، وقد حجب بعدّة حُجب، وهو سبحانه وإن لم يكن يوصف بالمكان والتمكّن فقد فعل ذلك لحكمة هو العالم بها ، فكان المراد من هذا الحديث أنّه لو قدّر وفرض على طريقة فرض المحال أنّه ممّا يرى لكان في مكان ولو كان في مكان لكان في ذلك المكان الذي حجبه بتلك الحجب التي بين أشدّها نورا وبين الشمس من التفاوت ما ذكر من المراتب ، فإذا لم يمكن ملأ العين من الشمس على ضعف نورها في جنب ذلك الأشد، فكيف يمكن ملأ العين بما وراء تلك الحجب بأسرها ، وفى هذا ردّ لتلك الروايات وتكذيب لرواتها .
ويمكن أن يكون الحكمة في حجب تلك الأماكن أن يقطع الخلق بعدم إمكان رؤيته على كلّ حال وإن لم يعلموا أنّه غير ممكن وإن كان من جنس ما يرى، غير أنّ الامتناع على المذهب الحقّ ذاتي ، وعلى هذا الفرض عرضي ؛ تعالى اللّه عمّا يقول الظالمون علوا كبيرا .

۰.قوله صلى الله عليه و آله :فأراه اللّه من نور عظمته ما أحبّ [ ص98 ح8 ]

وكان شيخنا أبوجعفر محمّد بن الحسن الزينيّ رضي اللّه عنه وأرضاه يقول : كأنّ هذا آخر الحديث ، وقوله : «في قوله» إلخ كلام الكليني رحمه الله عنوان لما بعده من الروايات الآتية، فالتقدير: في تحقيق معنى قوله تعالى: «لاَّ تُدْرِكُهُ الْأَبْصَـرُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَـرَ» روى محمّد بن يحيى إلخ ، فالظرف متعلّق بمحذوف ، ويشهد لهذا أنّ الصدوق رضى الله عنهفي كتاب التوحيد ۱ روى هذا الحديث بهذا السند بعينه من غير تلك الزيادة ، وروى في موضع آخر من الكتاب المذكور حديثا آخر في آخره : «إنّ اللّه

1.التوحيد للصدوق ، ص۱۰۸ ، باب ۸ ، ح۴ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90214
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي