الباب التاسع : بَابُ مُجَالَسَةِ الْعُلَمَاءِ وَمصاحبتهم ۱
وأحاديثه كما في الكافي خمسة :
الحديث الأوّل
۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ العبيدي ، عَنْ يُونُسَ،۲رَفَعَهُ ، قَالَ :«قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ، اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلى عَيْنِكَ ، فَإِنْ رَأَيْتَ قَوْما يَذْكُرُونَ اللّه َ جَلَّ وَعَزَّ ، فَاجْلِسْ مَعَهُمْ ؛ فَإِنْ تَكُنْ عَالِما ، نَفَعَكَ عِلْمُكَ ، وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلاً ، عَلَّمُوكَ ، وَلَعَلَّ اللّه َ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِرَحْمَتِهِ ؛ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ ، وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْما لَا يَذْكُرُونَ اللّه َ ، فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ ؛ فَإِنْ تَكُنْ عَالِما ، لَمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ ، وَإِنْ كُنْتَ جَاهِلاً ، يَزِيدُوكَ جَهْلاً ، وَلَعَلَّ اللّه َ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ ؛ فَتَعُمَّكَ مَعَهُمْ» .
هديّة :
(على عينك) لعلّ المراد على بصيرتك؛ لما لا يخفى .
(يذكرون اللّه ) أي يكون مبنى مذاكرتهم ومكالمتهم بما أخذ عن الحجّة المعصوم الممتنع خلوّ الدنيا عنه .
(نفعك علمك) من وجوه.
(علّموك) ما نفعك .
قال برهان الفضلاء :
«اختر» من الاختيار بمعنى التفضيل والترجيح .
و «المَجالس» بفتح الميم: جمع المُجالس بضمّ الميم، أي المصاحب، كما قيل في قوله تعالى في سورة الأنعام : «وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ»۳ ، إنّ المَفاتح هنا جمع المُفاتح. والمراد الحجج المعصومون، يعني أنّهم لا يعلمون الغيب ولكنّهم هم مفاتحوه بإذن اللّه .
و «الذِّكر» عبارة عن الخوف من عذاب اللّه بالتوفيق بين الفعل والقول بالعمل بمحكمات الكتاب التي ناهية في كلّ شريعة عن اتّباع الظنّ في المتشابهات، آمرة بسؤال أهل الذِّكر .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«على عينك» أي على بصيرة منك ومعرفة لك بحالها، ثمّ بيّن معرفة خيرها من شرّها بقوله : «فإن رأيت قوما يذكرون اللّه ».
«أن يظلّهم». أي يغشيهم . ۴