297
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

هديّة :

في العنوان يعني (العرش والكرسيّ) اللّذين لهما إطلاقات على ما يستفاد من أحاديثهم عليهم السلام . وفي الحديث عن الصادق عليه السلام أنّه سئل عن العرش والكرسي ما هما؟ فقال : «العرش في وجه هو جملة الخلق ، والكرسيّ وعاؤه ، وفي وجه آخر العرش هو العلم الذي أطلع اللّه أنبياءه ورسله وحججه عليهم السلام عليه ، والكرسي هو العلم الذي لم يطّلع عليه أحد من أنبيائه ورسله عليهم السلام . ۱
ولعلّ «الوعاء» نور مخلوق محيط ، أو عبارة عن البُعد المجرّد المخلوق لتمكّن العالم فيه .
وقوله عليه السلام : «العرش في وجه هو جملة الخلق» ناظر إلى قوله عزّ وجلّ في سورة طه «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» يعني استولى على جميع خلقه بالعلم والقدرة والسلطان .
«والكرسيّ وعاؤه» إلى قوله تعالى : «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ» وهو نور مخلوق لا يخرج عنه شيء خلق اللّه في ملكوته الذي أراه أصفياءه .
وقال بعض المعاصرين :
كأنّ «جملة الخلق» في هذا الحديث عبارة عن مجموع العالم الجسماني ، و«وعاؤه» عن عالمي الملكوت والجبروت ؛ لاستقراره عليهما وقيامه بهما ، وقد ثبت أنّ العلم والمعلوم متّحدان بالذات متغايران بالاعتبار . ۲ انتهى .
قال برهان الفضلاء :
يفهم من أحاديث هذا الباب أنّ العرش قد يكون عبارة عن علامة علمه وقدرته وسلطانه ، كما أنّ عرش الملوك علامة سلطنتهم ، فهو بهذا المعنى عبارة عن جميع الممكنات الموجودة ، وهي منحصرة حصرا عقليّا في أربعة أقسام : فعل اللّه تعالى ، وفعل الخلق متّصفا بالحسن ، وفعل الخلق متّصفا بالقبح ، وفعل الخلق بلا اتّصاف بحسن أو قبح كفعل الأطفال والحيوانات .
وقد يستعمل لفظ العرش في العلم بأنّ العرش منقسم إلى هذه الأقسام وأنّ جميعها بإذن اللّه وأمره وقوله : «كُن» ، ونفوذ إرادته من دون جبر على فاعله .
وقد يستعمل في محكمات القرآن ، أو في العلم التفصيلي بالقرآن، محكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وغير ذلك من وجوهه ، وهو خاصّ بالحجّة المعصوم العاقل عن اللّه .
وأنّ الكرسيّ عبارة أيضا عن علمه وقدرته تعالى ، والعرش عن علم اللّه الذي اطّلع عليه أنبياءه ورسله وحججه عليهم السلام خاصّة .
(اللّه حامل العرش) أي الحافظ الذي يحفظ المحفوظ عن الزوال والسقوط لقوله عليه السلام في جواب الجاثليق .
و«جاثليق» : اسم رئيس النصارى في بلد الإسلام .
(وذلك قوله : «إِنَّ اللّه َ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ» ) الآية في سورة الفاطر . ۳ ( «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ» ، في سورة الحاقّة . ۴
و(ثمانية) يحتمل الأصناف والأشخاص ؛ لما سيذكر في السادس والسابع ؛ ولأنّ سيّد القوم بمنزلة جميعهم .
والمضبوط (ونور أبيض، منه البياض) وقيل : الظاهر «ابيضّ منه البياض» .
قال برهان الفضلاء :
«من» في «من أنوار» للسببيّة ، يعني أنّ العرش ـ بمعنى جميع المخلوقات ـ خلقه اللّه بنور أحمر وهو قوله: «كُن» في أفعاله تعالى ، وبنور أخضر وهو قوله : «كُن» في أفعال العباد الحسنة ، وبنور أصفر وهو قوله «كُن» في أفعالهم القبيحة ولا جبر ، وبنور أبيض وهو قوله : «كُن» في أفعال المخلوقات غير متّصفة بشيء من الحسن والقبح .
وكلّ من «الحمرة» ونظائرها مصدر بمعنى اسم الفاعل ، فالوصف باعتبار المتعلّق .
و«الحمرة» عبارة عن فعله تعالى ؛ لعدم استطاعة أحد على دفعه ، و«احمرارها» عبارة عن اشتدادها باعتبار تعلّق المشيئة عليها حتما وبسائرها عزما . واستعمال «الحمرة» في الشدّة كثير . يقال : احمرّ الحرب ، وموتٌ أحمر ، وسنةٌ حمرة ؛ أي شديدة بالجدب ونحوه .
و«الخضرة» عبارة عن الأفعال الحسنة للخلق ، و«اخضرارها» عبارة عن استحقاق المدح عليها .
و«الصفرة» عبارة عن أفعالهم السيّئة، و«اصفرارها» عن استحقاق الذمّ عليها .
و«البياض» عبارة عن أفعال المخلوقات غير متّصفة بالحسن والقبح .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله بناءً على دأبه من توجيه الحديث باُصول الفلسفة التي لا يلزم من القول بها خلاف المذهب عنده :
لمّا كان العرش يطلق على الجسم المحيط وعلى النفس العقلانيّة المتعلّقة ۵ وعليهما ، كما أنّ الإنسان يطلق على هذا البدن المحسوس وعلى النفس المتعلّقة به وعليهما . وذلك الجوهر العقلاني عاقل بذاته .
وعقل يعقل معقولاته في نفسه وما ارتبط به من النفوس الكاملة ارتباطا يعلم به ما فيه ويعقلها فيه ويتحمّلها منه ، فهو الحامل الحافظ لذلك العقل والعلم المتجلّي فيه ، ففسّر العرش في قوله تعالى : «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ» بالعلم، وقال : «إنّ العرش خلقه اللّه من أنوار أربعة»، وتلك الأنوار جواهر عقلانيّة متناسبة، لحقتها مناسبة لخفّتها جهة وحدة ، أو جواهر ۶ عقلاني ذو جهات أربع باعتبارها يعدّ أربعة أنوار، وهذه القسمة لحب مراتب المعقولات العقلانيّة والنازلة منها إلى الظهور العيني .
ولعلّ الحمرة كناية عمّا يناسبها من آثار الملك وغلبة السلطانيّة والقهر و لواحقها .
الخضرة كناية عمّا يناسبها من النموّ والنضارة وحركة الأشياء من مبادئ نشوئها نحو كمالاتها .
والصفرة كناية عن الوصول إلى قرب استكمالها وانتهاء فعل تلك القوى المحرّكة .
والبياض عبارة عن الظهور التامّ والانكشاف الكامل الغير المختلفة ۷ بحجاب لما كان أو هو كائن أو يكون ، وللأديان والملل والحقائق الحِكميّة . ۸ انتهى .
أقول : لا خلاف لأصحابنا أنّ «العرش» هو مخلوق من مخلوقاته تعالى محيط بما تحته ، وكذا «الكرسي» بمعنى وعاء العرش بمعنى جميع العالم ، وأمّا «الكرسي» بمعنى العلم الذي لم يطلع اللّه عليه أحدا، فمخلوقيّته باعتبار معلومه ممّا لا عالم به من العالم سواه تعالى . ولا قائل بعدم مخلوقيّة العرش والكرسيّ بأيّ معنى كانا . وحدوث العرش بمعنى جميع المخلوقات من حيث الجميع ظاهر ، وأمّا حدوثه بمعنى العلم الذي أطلع اللّه عليه حججه عليهم السلام فباعتبار المعلوم أو التعلّم والتعليم .
و«الأنوار الأربعة»: أركان أربعة ، فالركن الذي هو نور أحمر ، نور التقديس والتنزيه ؛ ولمناسبة شدّة التقديس وغاية خلوص التنزيه كُتب عليه : سبحان اللّه .
والركن الذي هو نور أخضر ، نور الأنعام والأفضال ؛ ولمناسبة نضرة الشكر وسرور الرضا كُتب عليه : والحمد للّه .
والركن الذي هو نور أصفر ، نور التوحيد ونفي الأنداد ؛ ولمناسبة اضمحلال الأنداد واصفرارها بالإشراف على الزوال والقرب من الغروب والغروب، كُتب عليه : ولا إله إلّا اللّه .
والركن الذي هو نور أبيض ، نور علوّ الشأن وتعاليه عن أن يوصف بالنعوت المتوهّمة ؛ ولمناسبة خلق الذات من خلقه وقراحيّته من الاتّصاف بصفات الخلق كُتب عليه : واللّه أكبر ، وهو العلم الذي حمّله اللّه الحَمَلَة .
قال برهان الفضلاء : «وهو» راجع إلى مضمون قوله : «إنّ العرش خلقه اللّه من أنوار أربعة» . وقيل : الضمير للعرش . وقيل : للنور الأبيض .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله : الضمير للعرش ، أو للنور الأبيض . ۹
(وذلك نور من عظمته) إشارة إلى نور القرآن ونور علم الإمام ، وهو المرجع لضمير (فبعظمته ونوره)، فإنّ فوز الهداية لا تكون إلّا أثرا لتلك العظمة ، وذلك النور يهدي لنوره من يشاء .
(وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون) يعني فبسبب عظمة الإمام ونور القرآن والاه العارفون بهما للهداية ، وكذا بسببهما عاداه الجاهلون بهما للضلالة والغواية .
وقال بعض المعاصرين : ۱۰ «وعاداه الجاهلون» ؛ لأنّهم افتقدوه لشدّة قربه ، قال اللّه تعالى : «وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ»۱۱ .
ومن أشعار هذا المعاصر بالفارسيّة :
سالك ومسلوك ومسلوكٌ إليهجمله ما بوديم ما كرديم كم
(والأديان المتشتّتة) أي المتفرّقة . وفي بعض النسخ ـ كما ضبط برهان الفضلاء ـ : «المشتبهة» .
ألا يرى أنّ بشموله كرمه العظيم وصبره الجميل بعد إكمال التبليغ بحسب أبغض خلقه إليه كالقدري أنّه قطب لمدار هذا النظام ، وقد ذكروا في كتبهم أنّ القطب في زمان كلّ إمام فلان الصوفي وفي زمن أبي محمّد العسكري عليه السلام حلّاجهم . وفي توقيعات الصاحب عليه السلام ـ كما ذكر مولانا أحمد الأردبيلي في حديقة الشيعة ، والشيخ المفيد في حدائقه : «أنّ حلّاجهم كذّاب ملعون عدوّ اللّه وعدوّ أهل بيت النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم» . ۱۲
وقال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
«وذلك من نور عظمته» يعني مجموع الأنوار الأربعة . و«من» سببيّة . و «اُبصر» على ما لم يسمّ فاعله . و«الأعمال المختلفة» ناظر إلى من في السماء ؛ إذ بعضهم ساجد أبدا أو راكع أبدا . و«الأديان المشتبهة» ناظرا إلى من في الأرض من الجنّ والإنس .
وقال بعض المعاصرين في وجه الأوّل : لأنّ بنور العقل يكون إبصار القلوب .
وفي وجه الثاني : لأنّ الجهل منشأؤه الظلمة التي هي ضدّ النور . والمعاداة إنّما تكون بين الضدّين .
وفي وجه الثالث : لأنّ كلّ شيء يرجع إلى أصله وغايته اللّذين منهما نشأ ويطلبهما ويتوسّل بهما . ۱۳
أقول : غفل عن قوله عليه السلام : «ابتغى من في السماء والأرض من جميع خلائقه ، إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والأديان المتشتّتة» والإيمان أصله النور ، والكفر أصله الظلمة ، وكلاهما من مخلوقات اللّه سبحانه .
(فكلّ محمول) مبتدأ وخبر ، أي فكلّ واحد ممّا ذكر .
قال السيّد الأجلّ النائيني :
«فكلّ محمول» أي لا يصحّ عليه سبحانه المحموليّة ، وكلّ محمول يحمله اللّه ويحفظه «بنوره» أي بعلمه «وعظمته» أي بإحاطته بالكلّ «وقدرته» أي بالغلبة على الكلّ بالإيجاد والخالقيّة . وذلّ الكلّ له بالإمكان والمخلوقيّة . ۱۴
لا يأبى بيانه من احتمال الإضافة ، فالخبر «يحمله اللّه » .
(لا يستطيع) أي لا يقدر مستقلّاً وهو أحد معنيي الاستطاعة .
قال الفاضل الإسترابادي :
«لايستطيع لنفسه ضرّا ولا نفعا» دلالة على أنّ العبد لا يتمكّن تمكّنا تامّا من الفعل إلّا في آنِ إحداثه . ۱۵ والسرّ في ذلك ما تواترت به الأخبار من أنّ من جملة مقدّمات الفعل إذنه تعالى وهو نقيض الحيلولة ، والإذن إنّما يحصل في آنِ الإحداث لا قبله . ۱۶
(الممسك لهما) أي الحافظ للسماوات والأرض من شيء . قيل : يعني بجميع ما فيهما .
وقال برهان الفضلاء : يعني من زوال وتصرّف فيهما .
وقال السيّد الأجلّ النائيني : يعني لا يخرج من إحاطته شيء . ۱۷
(وهو حياة كلّ شيء) .
قال برهان الفضلاء : أي نور الكتاب المنوط بنور الإمام .
وقال السيّد الأجلّ النائيني : «وهو حياة كلّ شيء» ومحييه الذي به حياته «ونور كلّ شيء» . ۱۸ وقيل : من شيء خبر للمبتدأ الموصوف ، يعني فكلّ شيء محمول . فالجملة بينهما حاليّة ومنوّره .
(سبحانه وتعالى عمّا يقولون) من كون شيء حاملاً وممسكا له .
(أين هو؟) .
قال برهان الفضلاء : هذا السؤال بجوابه معترضة بين أجزاء الجواب عن السؤال الأوّل ؛ يعني قال : فإذا لم يكن محمولاً فأين هو؟ فالكرسي تتميم للجواب الأوّل .
وآية «مَا يَكُونُ مِن نَّجْوى ثَلثَةٍ» في سورة المجادلة . ۱۹
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«أين هو» سؤال عن مكان يحضره تعالى .
«وهو هاهنا وهاهنا» بيان لحضوره سبحانه حضورا علميّا كلّ شيء وكلّ مكان ، وحضور كلّ شيء له بإحاطته العلميّة واستواء نسبته إلى الفوق والتحت ، وإحاطته بالكلّ من حيث العلم غير مختلف ، ۲۰ فعلمه بالأواخر كعلمه بالأوائل لا يعزب عنه مثقال ذرّة .
وقوله : «فالكرسي محيط بالسماوات والأرض» إن كان المراد بالسماوات الأفلاك كلّها فإحاطة الكرسيّ إما باعتبار الإحاطة العلميّة ، أو باعتبار إطلاق الكرسيّ على المحيط بالكلّ ، فهو من حيث العلم عرش ، ومن حيث الوسعة الجسمانيّة كرسيّ .
وإن كان المراد بالسماوات الأفلاك السبعة فالكرسيّ تحت المحيط ، ومحيط بالسموات والأرض وما بينهما وما تحت الثرى كما قاله عليه السلام .
ويحتمل أن يكون هذا القول منه عليه السلام إشارة إلى أنّ الكرسيّ أيضا عبارة عن علمه ، كما قيل في تفسير قوله تعالى : «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ»۲۱ . ۲۲
وذكر آية «وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ» من سورة طه ۲۳ هنا توضيح لبيان إحاطة العلم .
(علمه) أي العلم الذي اطلّع اللّه عليه حججه .
قال برهان الفضلاء : أي علم العرش إضافة المصدر إلى المفعول ، أو علمه الذي أوحى إلى المعصومين والمآل واحد .
(هذه الأربعة) أي الأنوار الأربعة على ما فسّرت ، و«هذا» إشارة إلى أنّ الحصر عقليّ دائر بين النفي والإثبات ؛ فإنّ ما يتعلّق به قوله عزّ وجلّ : «كن» فعل اللّه ، أولا ، والثاني مع استحقاق المدح أو الذمّ ، أو لا معهما .
وآية : «وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ» في سورة الأنعام . ۲۴

1.معاني الأخبار ، ص ۲۹ ، باب معنى العرش والكرسي ، ح ۱ ؛ وعنه في البحار ، ج ۵۵ ، ص ۲۸ ، ح ۴۷ .

2.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۹۷ .

3.فاطر (۳۵) : ۴۱ .

4.الحاقّة (۶۹) : ۱۷ .

5.في المصدر : + «به» .

6.في المصدر : «جوهر» .

7.في «الف» : «المختلفة» ؛ وفي المصدر : «المختلط» .

8.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۲۵ ـ ۴۲۶ .

9.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۲۶ .

10.يريد ببعض المعاصرين الفيض في الوافي، ولم أجده في الوافي .

11.الواقعة (۵۶) : ۸۵ .

12.لم نعثر على الحدائق، وذكر في حديقة الشيعة، ص ۵۶۱ خروج توقيع في لعنه.

13.الوافي ، ص ۴۹۷ .

14.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۲۷ .

15.في المصدر : «أن أحدثه» .

16.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۳ .

17.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۲۷ .

18.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۲۷ .

19.المجادلة (۵۸) : ۷ .

20.في المصدر : «مختلفة» .

21.مجمع البيان ، ج ۲ ، ص ۹۲۸ ، ذيل الآية ۲۵۵ من البقرة (۲) .

22.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۲۷ ـ ۴۲۸ .

23.طه (۲۰) : ۷ .

24.الأنعام (۶) : ۷۵ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
296

الباب العشرون : بَابُ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِيِّ

وأحاديثه كما في الكافي سبعة :

الحديث الأوّل

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ الْبَرْقِيِّ۱رَفَعَهُ ، قَالَ : سَأَلَ الْجَاثَلِيقُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللّه ِ تعالى يَحْمِلُ الْعَرْشَ أَمِ الْعَرْشُ يَحْمِلُهُ؟ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :«اللّه ُ حَامِلُ الْعَرْشِ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَذلِكَ قَوْلُ اللّه ِ عَزَّ وَجَلَّ : «إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَـو تِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَ لَـلـءِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» » .
قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ : «وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَـلـءِذٍ ثَمَـنِيَةٌ» فَكَيْفَ قَالَ ذاكَ ، ۲ وَقُلْتَ : إِنَّهُ يَحْمِلُ الْعَرْشَ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟! فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : «إِنَّ الْعَرْشَ خَلَقَهُ اللّه ُ تَعَالى مِنْ أَنْوَارٍ أَرْبَعَةٍ : نُورٍ أَحْمَرَ ، مِنْهُ احْمَرَّتِ الْحُمْرَةُ ، وَنُورٍ أَخْضَرَ ، مِنْهُ اخْضَرَّتِ الْخُضْرَةُ ، وَنُورٍ أَصْفَرَ ، مِنْهُ اصْفَرَّتِ الصُّفْرَةُ ، وَنُورٍ أَبْيَضَ ، مِنْهُ الْبَيَاضُ ، وَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي حَمَّلَهُ اللّه ُ الْحَمَلَةَ ، وَذلِكَ نُورٌ مِنْ عَظَمَتِهِ ، فَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ أَبْصَرَ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ عَادَاهُ الْجَاهِلُونَ ، وَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ ابْتَغى مَنْ فِي السَّمَاءِ ۳ وَالْأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ خَلَائِقِهِ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ بِالْأَعْمَالِ الْمُخْتَلِفَةِ وَالْأَدْيَانِ الْمُشْتَّةِ ، ۴ فَكُلُّ مَحْمُولٍ ـ يَحْمِلُهُ اللّه ُ بِنُورِهِ وَعَظَمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ ـ لَا يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ ضَرّا وَلَا نَفْعا وَلَا مَوْتا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورا ، فَكُلُّ شَيْءٍ مَحْمُولٌ ، وَاللّه ُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ الْمُمْسِكُ لَهُمَا أَنْ تَزُولَا ، وَالْمُحِيطُ بِهِمَا مِنْ شَيْءٍ ، وَهُوَ حَيَاةُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَنُورُ كُلِّ شَيْءٍ «سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاكَبِيرا» » .
قَالَ لَهُ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ اللّه ِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَيْنَ هُوَ؟ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : «هُوَ هَاهُنَا ، وَهَاهُنَا ، وَفَوْقُ ، وَتَحْتُ ، مُحِيطٌ بِنَا ، وَمَعَنَا ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَبارك تَعَالى : «مَا يَكُونُ مِن نَّجْوى ثَلَاثَةٍ إِلَا هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لَا خَمْسَةٍ إِلَا هُوَ سَادِسُهُمْ وَ لَا أَدْنَى مِن ذَ لِكَ وَ لَا أَكْثَرَ إِلَا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ» فَالْكُرْسِيُّ مُحِيطٌ بِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرى «وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى» ، وَذلِكَ قَوْلُهُ : «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَـ?ودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ» فَالَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ هُمُ الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ حَمَّلَهُمُ اللّه ُ عِلْمَهُ ، وَلَيْسَ يَخْرُجُ عَنْ هذِهِ الْأَرْبَعَةِ شَيْءٌ خَلَقَ اللّه ُ فِي مَلَكُوتِهِ ، وَهُوَ الْمَلَكوُتُ الَّذِي أَرَاهُ اللّه ُ أَصْفِيَاءَهُ وَأَرَاهُ خَلِيلَهُ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ : «وَكَذَ لِكَ نُرِى إِبْرَ هِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ» وَكَيْفَ يَحْمِلُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ اللّه َ ، وَبِحَيَاتِهِ حَيِيَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَبِنُورِهِ اهْتَدَوْا إِلى مَعْرِفَتِهِ؟!» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقي» .

2.في الكافي المطبوع : «ذلك» .

3.في الكافي المطبوع : «السماوات» .

4.في الكافي المطبوع : «المشتبهة» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 92412
صفحه از 508
پرینت  ارسال به