الباب العشرون : بَابُ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِيِّ
وأحاديثه كما في الكافي سبعة :
الحديث الأوّل
۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ الْبَرْقِيِّ۱رَفَعَهُ ، قَالَ : سَأَلَ الْجَاثَلِيقُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللّه ِ تعالى يَحْمِلُ الْعَرْشَ أَمِ الْعَرْشُ يَحْمِلُهُ؟ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :«اللّه ُ حَامِلُ الْعَرْشِ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَذلِكَ قَوْلُ اللّه ِ عَزَّ وَجَلَّ : «إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَـو تِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَ لَـلـءِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» » .
قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ : «وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَـلـءِذٍ ثَمَـنِيَةٌ» فَكَيْفَ قَالَ ذاكَ ، ۲ وَقُلْتَ : إِنَّهُ يَحْمِلُ الْعَرْشَ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟! فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : «إِنَّ الْعَرْشَ خَلَقَهُ اللّه ُ تَعَالى مِنْ أَنْوَارٍ أَرْبَعَةٍ : نُورٍ أَحْمَرَ ، مِنْهُ احْمَرَّتِ الْحُمْرَةُ ، وَنُورٍ أَخْضَرَ ، مِنْهُ اخْضَرَّتِ الْخُضْرَةُ ، وَنُورٍ أَصْفَرَ ، مِنْهُ اصْفَرَّتِ الصُّفْرَةُ ، وَنُورٍ أَبْيَضَ ، مِنْهُ الْبَيَاضُ ، وَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي حَمَّلَهُ اللّه ُ الْحَمَلَةَ ، وَذلِكَ نُورٌ مِنْ عَظَمَتِهِ ، فَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ أَبْصَرَ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ عَادَاهُ الْجَاهِلُونَ ، وَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ ابْتَغى مَنْ فِي السَّمَاءِ ۳ وَالْأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ خَلَائِقِهِ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ بِالْأَعْمَالِ الْمُخْتَلِفَةِ وَالْأَدْيَانِ الْمُشْتَّةِ ، ۴ فَكُلُّ مَحْمُولٍ ـ يَحْمِلُهُ اللّه ُ بِنُورِهِ وَعَظَمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ ـ لَا يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ ضَرّا وَلَا نَفْعا وَلَا مَوْتا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورا ، فَكُلُّ شَيْءٍ مَحْمُولٌ ، وَاللّه ُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ الْمُمْسِكُ لَهُمَا أَنْ تَزُولَا ، وَالْمُحِيطُ بِهِمَا مِنْ شَيْءٍ ، وَهُوَ حَيَاةُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَنُورُ كُلِّ شَيْءٍ «سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاكَبِيرا» » .
قَالَ لَهُ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ اللّه ِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَيْنَ هُوَ؟ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : «هُوَ هَاهُنَا ، وَهَاهُنَا ، وَفَوْقُ ، وَتَحْتُ ، مُحِيطٌ بِنَا ، وَمَعَنَا ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَبارك تَعَالى : «مَا يَكُونُ مِن نَّجْوى ثَلَاثَةٍ إِلَا هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لَا خَمْسَةٍ إِلَا هُوَ سَادِسُهُمْ وَ لَا أَدْنَى مِن ذَ لِكَ وَ لَا أَكْثَرَ إِلَا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ» فَالْكُرْسِيُّ مُحِيطٌ بِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرى «وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى» ، وَذلِكَ قَوْلُهُ : «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَـ?ودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ» فَالَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ هُمُ الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ حَمَّلَهُمُ اللّه ُ عِلْمَهُ ، وَلَيْسَ يَخْرُجُ عَنْ هذِهِ الْأَرْبَعَةِ شَيْءٌ خَلَقَ اللّه ُ فِي مَلَكُوتِهِ ، وَهُوَ الْمَلَكوُتُ الَّذِي أَرَاهُ اللّه ُ أَصْفِيَاءَهُ وَأَرَاهُ خَلِيلَهُ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ : «وَكَذَ لِكَ نُرِى إِبْرَ هِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ» وَكَيْفَ يَحْمِلُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ اللّه َ ، وَبِحَيَاتِهِ حَيِيَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَبِنُورِهِ اهْتَدَوْا إِلى مَعْرِفَتِهِ؟!» .
1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد البرقي» .
2.في الكافي المطبوع : «ذلك» .
3.في الكافي المطبوع : «السماوات» .
4.في الكافي المطبوع : «المشتبهة» .