الباب العاشر : بَابُ النَّهْيِ عَنِ الصِّفَةِ بِغَيْرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ جلّ و تَعَالى
وأحاديثه كما في الكافي اثنا عشر :
الحديث الأوّل
۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَتِيكٍ الْقَصِيرِ ، قَالَ : كَتَبْتُ عَلى يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام : أَنَّ قَوْما بِالْعِرَاقِ يَصِفُونَ اللّه َ بِالصُّورَةِ وَبِالتَّخْطِيطِ ، فَإِنْ رَأَيْتَ ـ جَعَلَنِيَ اللّه ُ فِدَاكَ ـ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ بِالْمَذْهَبِ الصَّحِيحِ مِنَ التَّوْحِيدِ . فَكَتَبَ إِلَيَّ :«سَأَلْتَ ـ رَحِمَكَ اللّه ُ ـ عَنِ التَّوْحِيدِ وَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَنْ قِبَلَكَ ، فَتَعَالَى اللّه ُ الَّذِي «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» ، تَعَالى عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ ، الْمُشَبِّهُونَ اللّه َ بِخَلْقِهِ ، الْمُفْتَرُونَ عَلَى اللّه ِ ، فَاعْلَمْ ـ رَحِمَكَ اللّه ُ ـ أَنَّ الْمَذْهَبَ الصَّحِيحَ فِي التَّوْحِيدِ مَا نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ في ۲ صِفَاتِ اللّه تَعالى ، فَانْفِ عَنِ اللّه ِ عزّ ذكره الْبُطْلَانَ وَالتَّشْبِيهَ ، فَلَا نَفْيَ وَلَا تَشْبِيهَ ، هُوَ اللّه ُ الثَّابِتُ الْمَوْجُودُ ، تَعَالَى اللّه ُ عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ ، وَلَا تَعْدُوا الْقُرْآنَ ؛ فَتَضِلُّوا بَعْدَ الْبَيَانِ» .
هديّة :
(بالصورة) قيل ـ بدليل التالي للتالي ـ : أي بأنّه جسد مجوّف إلى السُرّة .
وقال السيّد السند أمير حسن القائني رحمه الله :
قال ابن الأثير في نهايته : الخطّ: علم معروف وللناس فيه تصانيف كثيرة ، يستخرجون به الضمير وغيره . ۳ فيمكن أن يكون المراد بالتخطيط أنّهم أخرجوا توصيفه تعالى بالصورة من علم الخطّ .
وقال برهان الفضلاء :
أي بالهيكل المجوّف . و«بالتخطيط» أي بتناسب أعضاء الجسد، وقد يقال : شابّ مخطّط ، أي موفّق ، حسن الهيكل ، متوافق الأعضاء . وبالفارسيّة : جوان خوش اندام .
وقال السيّد الأجلّ النائيني : «بالصورة والتخطيط» أي الشكل الحاصل بإحاطة الحدود والخطوط . ۴
وقيل : مخطّط ؛ أي متهيّأ بهيئة حَسَنةٍ لظهور مبدأ شعر اللّحية كالخطّ الحسن على صفحة العارض .
(مَنْ قِبَلك) بفتح الميم وكسر القاف ؛ أي من عندك .
قد سبق بيان نفي الحدّين : حدّ التعطيل ، وحدّ التشبيه في هديّة الثاني من الباب الثاني .
(هو اللّه الثابت الموجود) ناظر إلى نفي البطلان .
و(تعالى اللّه عمّا يصفه الواصفون) إلى نفي التشبيه .
(ولا تعدوا) من باب غزا ، أي ولا تجاوزوا ما فيه على ما فسّره قيّمه المعصوم العاقل عن اللّه سبحانه .
1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ إبراهيم ، عن العبّاس بن معروف ، عن ابن أبي نجران» .
2.في الكافي المطبوع : «من» .
3.النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۱۷ (خطط) .
4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۳۹ .