225
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الباب السادس عشر : بَابُ مَعَانِي الْأَسْمَاءِ وَ اشْتِقَاقِهَا

وأحاديثه كما في الكافي اثنا عشر .

الحديث الأوّل

۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّة ، عَنْ البرقي ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ جَدِّهِ ،۱عَنْ عَبْدِ اللّه ِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام عَنْ تَفْسِيرِ«بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيم»قَالَ :«الْبَاءُ بَهَاءُ اللّه ِ ، وَالسِّينُ سَنَاءُ اللّه ِ ، وَالْمِيمُ مَجْدُ اللّه ِ ـ وَرَوى بَعْضُهُمْ : الْمِيمُ مُلْكُ اللّه ِ ـ وَاللّه ُ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ ، الرَّحْمنُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ ، وَالرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً» .

هديّة :

في العنوان يعني أسماء اللّه .
(واشتقاقها) عطف على «المعاني» .
قال برهان الفضلاء :
يعني وبيان أنّ جميع أسمائه مشتقّات ليست من قبيل الأعلام وأسماء الأجناس ، وقد ثبت عند أهل العربيّة أنّ الذات في المشتقّات خارجة من مفهومها ومبهم .
وروى بعضهم كلام ثقة الإسلام ، أي بعض العدّة . قال العلّامة طاب ثراه :
قال محمّد بن يعقوب الكليني طاب ثراه : كلّما ذكرته في كتابي الكافي عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، فهم : عليّ بن إبراهيم وعليّ بن محمّد بن عبداللّه بن اُذينة وأحمد بن عبداللّه اُميّة ۲ وعليّ بن الحسن . ۳
قال برهان الفضلاء :
الاسم يستعمل في أربعة معان : الأوّل : لفظ اللّه ، والرحمن ونحوهما . الثاني : مفهوم ذلك اللفظ . الثالث : مفهوم لفظ الذات . الرابع : الإمام العالم بجميع الأحكام . والمراد هنا المعنى الثالث . وإذا كان كنه شيء وشخصه غير معلوم فلابدّ من أن يعبّر عنه بالذات أو الاسم، فيُضاف إلى اسم من الأسماء بالمعنى الأوّل والثاني ، وبهذا يسمّى ذلك بالاسم الأعظم .
قال السيّد الأجلّ النائيني :
«البهاء» : الحسن . و«السّناء» بالمدّ : الرفعة . و«المجد» : الكرم والشرف .
ولمّا كان تفسيره بحسب معنى حرف الإضافة ولفظ الاسم غير محتاج إلى البيان للعارف باللغة أجاب عليه السلام بالتفسير بحسب المدلولات البعيدة المنظورة ، أو لأنّه صار مستعملاً للتبرّك مخرجا عن المدلول الأوّلي ففسّره بغيره ممّا لوحظ في التبرّك .
والمراد بهذا التفسير إمّا أنّ هذه الحروف لمّا كانت أوائل هذه الألفاظ الدالّة على هذه الصفات اُخذت للتبرّك ، أو أنّ هذه الحروف لها دلالة على هذه المعاني ، إمّا على أنّ للحروف مناسبة مع المعاني بها وصفت ۴ لها ، وهي أوائل هذه الألفاظ وأشدّ حروفها مناسبة وأقواها دلالة لمعانيها ، أو لأنّ الباء لمّا دلّت على الارتباط والانضياف ـ ومناط الارتباط والانضياف إلى الشيء وجدان حسن مطلوب للطالب ـ ففيها دلالة على حسن وبهاء مطلوب لكلّ طالب ، وبحسبها فسّرت ببهاء اللّه .
ولمّا كان الاسم من السموّ الدال على الرفعة والعلوّ والكرم والشرف ، فكلّ من الحرفين بالانضمام إلى الآخر دالّ على ذلك المدلول ، فنُسبت ۵ الدلالة على «السناء» بحسب المناسبة إلى السين ، وفسّرها بسناء اللّه ، والدلالة على المجد أو المُلك بحبسها إلى الميم وفسّرها بالمجد أو المُلك .
«واللّه إله كلّ شيء» أي مستحقّ العبوديّة لكلّ شيء والحقيق بها .
«والرحمن بجميع خلقه» أي فيه مبالغة الرحمة ودلالة على شمولها لجميع خلقه ، فهي كصفات الذات لا يختلف الأشياء بالنسبة إليها إثباتا ونفيا .
«والرحيم بالمؤمنين خاصّة» فهي بحال صفات الفعل من الاختلاف إثباتا ونفيا . ۶
وقال بعض المعاصرين :
اُشير بهذا التفسير إلى علم الحروف ، فإنّه علمٌ شريف يمكن أن يستنبط منه جميع العلوم والمعارف كلّيّاتها وجزئيّاتها إلّا أنّه مكنون عند أهله . ۷ انتهى .
لو كان علم يستنبط منه جميع العلوم والمعارف كلّيّاتها وجزئيّاتها لكان خاصّا بالحجّة المعصوم القيّم للقرآن المنكر لثبوته لغيره عموما وخصوصا ، والمكفّر للحروفيّة من الزنادقة عموما . ولكلّ حرف من القرآن سبعون بطنا في موضعها إن تكرّر، فلعلّ هذا بطنٌ من بطونها .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد».

2.في المصدر : «عبد اللّه بن اُميّة» .

3.خلاصة الأقوال ، ص ۴۳۰ ، الفائدة الثالثة .

4.في المصدر : «وضعت» .

5.في المصدر : «فنسب» .

6.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۸۵ ـ ۳۸۶ .

7.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۶۹ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
224
  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 95504
صفحه از 508
پرینت  ارسال به