الباب الثامن عشر : بَابُ تَأْوِيلِ الصَّمَدِ
وفيه كما في الكافي حديثان :
الحديث الأوّل
۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ـ وَلَقَبُهُ شَبَابٌ الصَّيْرَفِيُّ ـ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا الصَّمَدُ؟ قَالَ :«السَّيِّدُ الْمَصْمُودُ إِلَيْهِ فِي الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ» .
هديّة :
«صمد إليه» كنصر : قصد .
قد سبق بيان معاني الصمد في الأخبار في باب النسبة وهو الباب السابع .
قال ابن الأثير في نهايته :
الصمد : السيّد الذي انتهى إليه السُؤدد ، وقيل : هو الدائم الباقي ، وقيل : الذي لا جوف له ، وقيل : الذي يصمد إليه في الحوائج ؛ أي يقصد . ۲
قال برهان الفضلاء : «في القليل والكثير» في كلّ حاجة ، وكلّ تنازع في المختلف فيه .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«ما الصمد؟» أي ما معنى الصمد في أسمائه سبحانه؟ وأجاب عليه السلام : بأنّ المراد به السيّد المصمود إليه في كلّ شيء قليلهِ وكثيرهِ ؛ يعني الذي يكون عنده كلّ ما يحتاج إليه كلّ شيء ، ويكون رفع حاجة الكلّ إليه ، ولم يفقد في ذاته شيئا ممّا يحتاج إليه الكلّ . فالصّمد ـ بالتحريك ـ مأخوذ من الصمد بمعنى القصد . ۳
أقول : يمكن تأويل جميع معاني الصّمد ممّا ذكر هنا وفيما سبق إلى هذا التأويل ، فما لا جوف له مثلاً ، أي ما لا خلل ولا نقصان فيه أصلاً ؛ لاستجماعه جميع صفات الكمال أزلاً أبدا .