273
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ :«إِنَّ اللّه َ ـ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُهُ الَّتِي يُدْعى بِهَا ، وَتَعَالى فِي عُلُوِّ كُنْهِهِ ـ وَاحِدٌ تَوَحَّدَ بِالتَّوْحِيدِ فِي تَوَحُّدِهِ ، ثُمَّ أَجْرَاهُ عَلى خَلْقِهِ ؛ فَهُوَ وَاحِدٌ ، صَمَدٌ ، قُدُّوسٌ ، يَعْبُدُهُ كُلُّ شَيْءٍ ، وَيَصْمُدُ إِلَيْهِ كُلُّ شَيْءٍ ، وَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْما» .

هديّة

(السريّ) كالسخي لفظا ومعنى .
(تباركت أسماؤه) جملة وصفيّة (وتعالى) عطف عليها .
(في توحّده) أي في وحدانيّته ذاتا ووصفا ؛ حيث لا يدخل وحدته في باب العدد ، ولا صفة من سائر صفاته في باب المتصوّر بالكنه ، والمعقول بالأذهان الحادثة .
والبارز في (أجراه) للفظ الواحد ، ودلالة على أنّ الأسماء الحسنى حقيقة فيه تعالى ، وهو الواضع ، وعلمه بوسعه كلّ شيء قبل كلّ شيء ؛ ففي غيره، حقيقة أيضا أو مجاز (فهو واحد صمد) على التوصيف للإشارة إلى التباين الكلّي الخاصّ بين الواحد الخالق والواحد المخلوق .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن» .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
272

الباب الثامن عشر : بَابُ تَأْوِيلِ الصَّمَدِ

وفيه كما في الكافي حديثان :

الحديث الأوّل

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ـ وَلَقَبُهُ شَبَابٌ الصَّيْرَفِيُّ ـ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا الصَّمَدُ؟ قَالَ :«السَّيِّدُ الْمَصْمُودُ إِلَيْهِ فِي الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ» .

هديّة :

«صمد إليه» كنصر : قصد .
قد سبق بيان معاني الصمد في الأخبار في باب النسبة وهو الباب السابع .
قال ابن الأثير في نهايته :
الصمد : السيّد الذي انتهى إليه السُؤدد ، وقيل : هو الدائم الباقي ، وقيل : الذي لا جوف له ، وقيل : الذي يصمد إليه في الحوائج ؛ أي يقصد . ۲
قال برهان الفضلاء : «في القليل والكثير» في كلّ حاجة ، وكلّ تنازع في المختلف فيه .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«ما الصمد؟» أي ما معنى الصمد في أسمائه سبحانه؟ وأجاب عليه السلام : بأنّ المراد به السيّد المصمود إليه في كلّ شيء قليلهِ وكثيرهِ ؛ يعني الذي يكون عنده كلّ ما يحتاج إليه كلّ شيء ، ويكون رفع حاجة الكلّ إليه ، ولم يفقد في ذاته شيئا ممّا يحتاج إليه الكلّ . فالصّمد ـ بالتحريك ـ مأخوذ من الصمد بمعنى القصد . ۳
أقول : يمكن تأويل جميع معاني الصّمد ممّا ذكر هنا وفيما سبق إلى هذا التأويل ، فما لا جوف له مثلاً ، أي ما لا خلل ولا نقصان فيه أصلاً ؛ لاستجماعه جميع صفات الكمال أزلاً أبدا .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد» .

2.النهاية ، ج ۳ ، ص ۹۹ (صمد) .

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۱۴ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94383
صفحه از 508
پرینت  ارسال به