435
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
434

الباب التاسع والعشرون : بَابُ الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ

وأحاديثه كما في الكافي ثلاثة :

الحديث الأوّل

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ البرقي ، عَنْ السرّاد وَعَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ،۱قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام يَقُولُ :«إِنَّ مِمَّا أَوْحَى اللّه ُ تعالى إِلى مُوسى عليه السلام ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي التَّوْرَاةِ : أَنِّي أَنَا اللّه ُ لَا إِلهَ إِلَا أَنَا ، خَلَقْتُ الْخَلْقَ ، وَخَلَقْتُ الْخَيْرَ ، وَأَجْرَيْتُهُ عَلى يَدَيْ مَنْ أُحِبُّ ، فَطُوبى لِمَنْ أَجْرَيْتُهُ عَلى يَدَيْهِ ، وَأَنَا اللّه ُ لَا إِلهَ إِلَا أَنَا ، خَلَقْتُ الْخَلْقَ ، وَخَلَقْتُ الشَّرَّ ، وَأَجْرَيْتُهُ عَلى يَدَيْ مَنْ أُرِيدُهُ ، فَوَيْلٌ لِمَنْ أَجْرَيْتُهُ عَلى يَدَيْهِ» .

هديّة :

يعني هذا باب الخير والشرّ اللّذين خالقهما بأنواعهما وأصنافهما وأشخاصهما هو اللّه بالمشيئة والإرادة والقَدَر والقضاء والكتاب والأجل والإذن ، وفاعلهما باختياره هو العبد . وسيذكر في الأوّل من الباب التالي قول أمير المؤمنين عليه السلام : «إنّ اللّه تعالى كلّف تخييرا ، ونهى تحذيرا » .
(خلقت الخلق) بالحكمة والتدبير .
(وخلقت الخير) أي عقل الإيمان وجنوده ، فالشرّ هو الكفر وجنوده .
وقد عرفت مرارا أنّ أسوء صنوف الكفر كفر الصوفيّة القَدَريّة ، ثمّ كفر القائلين بالقَدَر والتفويض .
(أجريته) أي بالقُدرتين والتوفيق ، أو الخذلان . قدرة اللّه الغالبة ، وقدرة العبد المغلوبة .
قال برهان الفضلاء :
وضع هذا الباب كسابقه لإبطال التفويض الذي ذهبت إليه القَدَريّة ببيان الخير والشرّ ؛ يعني الحسنات من الإيمان والطاعات ، والسيّئات من الشرك والمعاصي ، والقدر في الأشياء عند الصوفيّة القدريّة .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
المراد بالخلق الموجود العيني القارّ الوجود ، وبالخير والشرّ ما هو من الأعمال والأفعال . وكلّ الموجودات بأقسامها مستند الوجود إليه سبحانه ، واستناد بعضها إلى من يفعله باعتبار جريانه على يديه ووقوعها تبع قدرته وإرادته بالمدخليّة لا بالإيجاد ، وإنّما إعطاء الوجود من الواجب بذاته الموجب الموجد للأشياء كما هي في علمه بمشيّته وإرادته وقَدَره وقضائه ، فلأفعال العباد موجد وشرائط وأسباب مقرّبة لها إلى الوجود ، ووجودها وجهة خيريّتها من ذلك المبدأ الفاعلي ، وظهورها على يد عاملها وجهات شرّيّتها من شرائطها وأسبابها ؛ أي من أحوال عاملها ، وواسطة ظهورها بجريها على يده ، وبقدرته وإرادته ، فتنسب إلى العامل بهذه الجهة ، فخالقها وموجدها هو اللّه سبحانه وعاملها والمتكلّف بكسبها بقدرته وإرادته وسائر قواه وجوارحه هو من جرت هو على يده بقدرته وإرادته .
وسيجيء ما يُغنيك لتحقيق هذا إن شاء اللّه .
والحديثان الآخران كهذا الحديث إلّا أنّه زاد فيهما الوعيد على المنكر لما قاله والمتشكّك فيه . ۲ انتهى .
تفسيره الخلق بما فسّره ، لعلّ للإيماء إلى تعميم الخلق فأنسبه بالمقام ، ولعلّ أنسبيّة التفسير بالعباد بالسياق ، وتفسيره الخير والشرّ أرجح .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن ابن محبوب و عليّ بن الحكم ، عن معاوية بن وهب» .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۹۳ ـ ۴۹۴ ، بتفاوت .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 70867
صفحه از 508
پرینت  ارسال به