489
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الباب الرابع والثلاثون : بَابُ حُجَجِ اللّه ِ عَلى خَلْقِهِ

وأحاديثه كما في الكافي أربعة :

الحديث الأوّل

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ الْمَحَامِلِيِّ ، عَنْ دُرُسْتَ ، عَنْ العجلي ،۱عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«لَيْسَ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ أَنْ يَعْرِفُوا ، وَلِلْخَلْقِ عَلَى اللّه ِ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ ، وَلِلّهِ عَلَى الْخَلْقِ إِذَا عَرَّفَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا» .

هديّة :

(أن يعرفوا) على المعلوم ، من باب ضرب ؛ أي أن يحصّلوا لأنفسهم المعرفة الدينيّة من دون الحجّة عليهم بتعريف الواسطة المعصوم العاقل عن اللّه .
(وللخلق) أي بل للخلق على اللّه أن يجعلهم عارفين بالمعرفة الدينيّة بالتعريف، قبلوا أم لا. أو المعنى أن يعرّف لهم على الحذف والإيصال .
وفي بعض النسخ ـ كما ضبط برهان الفضلاء ـ : «للخلق» بدون الواو . وقال :
يعني ليس للّه على خلقه أن يعرفوا ربوبيّته فيسعوا في طلب الرسول والكتاب والوصيّ ، بل للخلق على اللّه أن يعرّف غير مستضعفيهم ربوبيّته بشواهدها ، وللّه على الخلق إذا عرّفهم ربوبيّته أن يقبلوا بالسعي في طلب الرسول والكتاب والوصيّ .
وقال الفاضل الإسترابادي بخطّه :
«ليس للّه على خلقه أن يعرفوا» قد وقعت في مواضع كثيرة من كلامهم عليهم السلام تصريحات بأنّ اللّه تعالى يعرّف نفسه ممّن ۲ أراد تعلّق التكليف به ، بأن يخلق أوّلاً في قلبه أنّ لك خالقا مدبّرا ، وأنّه ينبغي أن يجيء من قِبَله تعالى من يدلّك على مصالحك ومضارّك ، وفي هذه المرتبة ليس تكليفا أصلاً ثمّ تبلغه الدعوة من قِبَله تعالى بالاعتراف بوحدانيّته قولاً وقلبا ، وبأنّ محمّدا صلى الله عليه و آله رسول اللّه . وهذا أوّل التكاليف ، والدليل على صدقه المعجزة .
ومن تلك المواضع ما مضى في باب أدنى المعرفة عن الصادق عليه السلام من قوله : «إنّ أمر اللّه كلّه عجيب ، إلّا أنّه قد احتجّ عليكم بما عرّفكم به من نفسه» .
ومن تلك المواضع ما يجيء في تحت باب : ومن الناس من يعبد اللّه على حرف ؛ عن أمير المؤمنين عليه السلام من قوله : «أدنى ما يكون العبد به مؤمنا أن يعرّفه اللّه تعالى نفسه فيقرّ له بالطاعة ، ويعرّفه نبيّه صلى الله عليه و آله ويقرّ له بالطاعة ، ويعرّفه إمامه فيقرّ له بالطاعة » ومنها : أحاديث هذا الباب . ومنها : أحاديث الماضي . ومنها : الحديثان المذكوران في أوّل كتاب الحجّة .
«أن يقبلوا» أي يعترفوا بذلك ويقرّوا به . ۳
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«ليس للّه على خلقه أن يعرفوا » أي ليس المعرفة واجبةً عليهم ؛ لأنّه من صنع اللّه لا من صنعهم . «وللخلق على اللّه أن يعرّفهم» لأنّ استكمالهم ونجاتهم فيما لا يكون تحت قدرتهم لازم على الخالق الخبير الحكيم القادر ، ويحكم العقل بحسنه وقبح تركه ، وبأنّه لا يتركه الموصوف بتلك الصفات البتّة .
«و»الواجب «للّه على الخلق» ومن حقوقه عليهم «إذا عرّفهم أن يقبلوا» أي يطيعوا وينقادوا ويعترفوا بأنّ ما عرّفهم حقّ .
وهذا الحديث وأمثاله دالّ ۴ على التحسين والتقبيح العقليّين . ۵
والعلم عند اللّه وأهل الذِّكر صلوات اللّه عليهم .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبي شعيب المحاملي ، عن درست بن أبي منصور ، عن بريد بن معاوية» .

2.في «ب» و «ج» والمصدر : «من» مكان «ممّن» .

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۶ .

4.كذا في المصدر ، وفي النسخ : «دلّ» .

5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۱۵ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
488
  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 70880
صفحه از 508
پرینت  ارسال به