83
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي بإسناده ، عن البرقي، عن البزنطي ،۱قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام مِنْ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَسأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَإِنْ أَجَبْتَنِي فِيهَا بِمَا عِنْدِي ، قُلْتُ بِإِمَامَتِكَ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام :«سَلْ عَمَّا شِئْتَ» . فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتى كَانَ؟ وَكَيْفَ كَانَ؟ وَعَلى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ اعْتِمَادُهُ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «إِنَّ اللّه َ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلَا أَيْنٍ ، وَكَيَّفَ الْكَيْفَ بِلَا كَيْفٍ ، وَكَانَ اعْتِمَادُهُ عَلى قُدْرَتِهِ» . فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، وَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّه ُ ، ۲ وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللّه ِ ، وَأَنَّ عَلِيّا وَصِيُّ رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وَالْقَيِّمُ بَعْدَهُ بِمَا أتى ۳ بِهِ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وَأَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الصَّادِقُونَ ، وَأَنَّكَ الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِهِمْ .

هديّة :

قيل : الظاهر كما في توحيد الصدوق رحمه الله : «أين كان» ۴ مكان «متى كان» إلّا أنّ المضبوط : «متى كان» فقيل : لمّا كان الزمان والمكان متصاحبين نبّه عليه السلام بنفي أحدهما على نفي الآخر . ۵
وقال السيّد الأجلّ النائيني : لمّا كان «متى كان» لا يصحّ إلّا في الزماني ، وهو لا يكون إلّا ذا مادّة جسمانيّة يلزمه الأين ، أجاب عليه السلام . ۶
وكأنّ السائل من العلماء بأنّه سبحانه منزّه عن لوازم معروض الزمان ؛ أي المادّة الجسمانيّة المخلوقة للّه عزّ وجلّ .
(وعلى أيّ شيء كان اعتماده) أي بأيّ شيء كان استمداده في خلق الخلق . قرأ برهان الفضلاء : «أيّن الأيّن» كسيّد فيهما ، وكذا «كيّف الكيّف» واحتمل سكون الخاتمة في الأخيرتين كالأخيرتين المنفيّتين .
في بعض النسخ بزيادة : «وحده لا شريك له» بعد كلمة التوحيد . وفي بعض آخر ـ كما ضبط برهان الفضلاء ـ : «بما أقام به» مقام «بما أتى به» أي بما أقامه به . وفي بعض آخر : «من بعده» أي من بعد عليّ عليه السلام . وفسّر الصادقين في قوله تعالى في سورة التوبة : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّه َ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»۷ بالأئمّة عليهم السلام . ۸

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر» .

2.في هامش «الف» : + «وحده لا شريك له» .

3.في الكافي المطبوع : «قام» .

4.التوحيد، ص ۱۲۵، باب القدرة، ح ۳.

5.قاله الفيض في الوافي ، ج ۱ ، ص ۳۵۰ .

6.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۲۹۵ .

7.التوبة (۹) : ۱۱۹ .

8.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۰۸ ، باب ما فرض اللّه عزّوجلّ ورسوله صلى الله عليه و آله من الكون مع الأئمّة عليهم السلام ، ح ۱ و ۲ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
82

الباب السادس : بَابُ الْكَوْنِ وَالْمَكَانِ

وأحاديثه كما في الكافي تسعة :

الحديث الأوّل

۰.روى في الكافي بإسناده ، عن السرّاد ،۱عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ : سَأَلَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللّه ِ مَتى كَانَ؟ فَقَالَ :«مَتى لَمْ يَكُنْ حَتّى أُخْبِرَكَ مَتى كَانَ؟ سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ فَرْدا صَمَدا ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدا» .

هديّة :

يعني باب نفي حدوث المحدث وتحيّزه ، أو باب إثبات الكون ـ بمعنى الوجود العيني ـ له تعالى ونفى التحيّز ، كما قيل .
(نافع بن الأزرق) ينسب إلى الأزارقة : صنف خرجوا على بني اُميّة زمن عبد الملك بن مروان . فالحديث قد علم بيانه في الباب الأوّل .
ولمّا كان (متى) سؤالاً عن زمان مخصوص بحدوث شيء فيه ، وكان السؤال بـ «متى» فيما لا خصوصيّة لزمان به ، لقدمه ، أجاب عليه السلام أوّلاً بعدم صحّة سؤاله ، ثمّ بأزليّته عزّ وجلّ وتفرّده في ذلك ، واحتياج جميع ما سواه إليه ، وتنزّهه سبحانه عن صفات النقص وخواصّ الخلق .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 70858
صفحه از 508
پرینت  ارسال به