الباب السابع : بَابُ النِّسْبَةِ
وأحاديثه كما في الكافي أربعة :
الحديث الأوّل
۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«إِنَّ الْيَهُودَ سَأَلُوا رَسُولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَقَالُوا : انْسِبْ لَنَا رَبَّكَ ، فَلَبِثَ ثَلَاثا لَا يُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ نَزَلَتْ : «قُلْ هُوَ اللّه ُ أَحَدٌ» إِلى آخِرِهَا» .
هديّة :
«النسبة» بالضمّ والكسر : مصدر نسبه ، كنصر وضرب .
قال الفاضل الإسترابادي : أي فيه بيان النسبة بالسلبيّة بين اللّه وبين الممكنات . ۲
كانت اليهود قائلين بأكثر اُصول الفلاسفة من إيجاب الواجب ، وقِدَم العالَم ، ونسبة غير الجوهر الأوّل إلى الواجب بالواسطة ، كنسبة ولد الولد إلى الجدّ ؛ توهّما منهم أنّ نسبة الولد إلى الأب إنّما هي بظهوره منه ؛ «غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا» . ۳
قال السيّد الأجلّ النائيني :
أي اذكر لنا نسب ربّك ، أو نسبته إلى ما سواه ، و«النسب» محرّكة و«النسبة» بالضمّ والتحريك ۴ : القرابة ، أو في الآباء خاصّة . وقد يطلق النسبة على حالِ شيء بالقياس إلى غيره . ۵
(ثلاثا) أي ثلاث ساعات انتظارا لنزول القرآن في ذلك لمصالح .
والصدوق أورد هذا الحديث في كتاب التوحيد وزاد في آخره : فقلت له : ما الصمد؟ فقال : «الذي ليس بمجوّف» . ۶ وروى فيه أيضا عن الربيع بن مسلم، قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام وسئل عن «الصّمد ، فقال : «الصمد الذي لا جوف له» . ۷ فقيل : هذا تفسيره لغةً . و«اللّه صمد» بالمعاني التي ستذكر إن شاء اللّه تعالى .
ونقل بعض المعاصرين عن اُستاذه صدر الدِّين محمّد الشيرازي نزيل قم إنّه قال :
لمّا كان الممكن وجوده أمرا زائدا على أصل ذاته ، وباطنه العدم واللّا شيء ، فهو يشبه الأجوف كالحُقّة الخالية عن شيء ، وأمّا الذي ذاته الوجوب والوجود من غير شائبة عدمٍ وفُرجة خلل فيستعار له الصمد . ۸
أقول : ظاهر هذا الحديث : أنّ «هو» في «قُلْ هُوَ اللّه ُ أَحَدٌ»۹ ل «ربّي» والسؤال «انسب لنا ربّك» . والمشهور أنّه ضمير الشأن .
1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيّوب» .
2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۱۱ .
3.المائدة (۵) : ۶۴ .
4.في المصدر : «بالكسر والضمّ» .
5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۰۶ .
6.التوحيد ، ص ۹۳ ، باب تفسير قل هو اللّه أحد ، ح ۸ .
7.التوحيد ، ص ۹۳ ، باب تفسير قل هو اللّه أحد ، ح ۷ .
8.الوافي ، ج ۱ ، ص ۳۶۳ ـ ۳۶۴ .
9.الإخلاص (۱۱۲) : ۴ .