بواسطة مفضّل بن عمر و يونس بن ظبيان، و في ذلك جهات من الإشكال:
الأولى: أنّ معلّى بن خنيس يروي عن أبي عبد اللّه عليه السلام مباشرةً في عامّة الموارد، ولم نجد روايته عن أبي عبد اللّه عليه السلام بواسطة إلّا في سند واحد مريب ۱ .
إن قلت: يمكن دفع هذه الجهة من الإشكال بدعوى وقوع تحويل في السند، أي: بأن يكون عطف عبارة «عثمان بن سليمان النخّاس عن مفضّل بن عمر و يونس بن ظبيان» على «معلّى بن خنيس» من قبيل عطف طبقتين على طبقة واحدة، فيصير معلّى راويا عن أبي عبد اللّه عليه السلام مباشرةً.
قلت: لازم وقوع التحويل كون الراوي عن الإمام عليه السلام ثلاثة، فلا يناسب مع كلمة «قالا».
أضف إليه: أنّ عطف طبقتين على طبقة من غير قرينة ظاهرة عليه غريب.
الثانية: أنّ معلّى بن خنيس متقدّم طبقةً على مفضّل بن عمر؛ فإنّ معلّى كان من أصحاب الصادق عليه السلام ، و كان من قوّامه و مواليه، و قد قتله داود بن عليّ ـ المتوفّى سنة 133 ـ في حياة الإمام الصادق عليه السلام ، فلم يدرك أبا الحسن الكاظم عليه السلام ۲ .
وأمّا مفضّل بن عمر، فهو من أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام و لم تعهد رواية المعلّى بن خنيس عنه، ففي السند غرابة، و حلّها بدعوى وقوعالتحويل، قد عرفت ما فيه.
و قد أشار إلى هذا الإشكال سيّدنا «دام ظلّه» بقوله: معلّى بن خنيس غير مناسب لوقوعه هنا طبقةً.
الثاني: ما أشار إليه سيّدنا «دام ظلّه» ، قال: «الظاهر عدم إدراك عمر بن عبد العزيز ـ الذي كان من رجال القرن الثالث؛ بقرينة رواية أحمد بن محمّد بن عيسى و من في طبقته عنه ـ معلّى بن خنيس، و روى هذا الخبر في الخصال 1:47/50: بسنده عن عمر بن عبد العزيز، عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان و المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام .
فالظاهر أنّ الراوي عن مفضّل و يونس ـ منضمّا إلى ابن سليمان ـ هو الخيبري، الذي كان يصحب يونس بن ظبيان و يكثر الرواية عنه، و روى عنه في كامل الزيارات، الباب 45/4، أمالي الطوسي: 43/46=المجلس 2/15، و روى عمر بن عبد العزيز، عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان في بصائر الدرجات: 68/8، 438/3.
و ليراجع ترجمة الخيبري في رجال ابن الغضائري ـ مجمع رجال القهبائي 2:275 ـ و بصائر الدرجات: 374/1 و الاختصاص: 269» انتهى.
و خبر بصائر الدرجات و الاختصاص واحد قد رواه في الكافي 1:474/4 عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان و مفضّل بن عمر و أبي سلمة السرّاج و الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، قالوا: كنّا عند أبي عبد اللّه عليه السلام ...
و في بصائر الدرجات: الحميري، بدل الخيبري، و هو تصحيف، و في الاختصاص: 269 أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن
1.التهذيب ۴:۱۵۰/۴۱۷، ففيه: معلّى بن خنيس، عن أبي الصامت، عن أبي عبد اللّه عليه السلام .
لكن صحّته محلّ تأمّل جدّاً، و قد روى أبو الصامت عن المعلّى بن خنيس في محاسن البرقي ۱: ۹۰/۴۰ و عقاب الأعمال: ۲۴۳/۱.
2.و ما ورد في التهذيب ۲:۱۵۴/۶۰۶ و الاستبصار ۱:۳۵۹/۱۳۶۳ ـ عن معلّى بن خنيس، قال: سألت أبا الحسن الماضي عليه السلام ـ فليس بصحيح.