فلا يبعد القول بوقوع خلل في هذا السند، و الصواب: إمّا حذف الحسن بن محبوب بتمامه، أو حذف «بن محبوب»، فيكون الأصل في السند: الحسن ـ المراد به ابن سعيد ظاهرا ۱ ـ .
و يمكن أن يكون منشؤ الخلل الواقع في السند ـ بكلا وجهيه ـ تقدّم رواية عليّ بن مهزيار عن الحسن بن محبوب؛ فذلك ربما يوجب خطوره إلى ذهن الناسخ، فيزاد في هذا السند الحسن بن محبوب ـ أيضاً ـ بعد كتابة عليّ بن مهزيار، و ربما يوجب ذلك تفسير الحسن ـ المذكور في السند ـ بابن محبوب، فيزاد «بن محبوب» في السند نفسه أو في الهامش، ثمّ يدرج في المتن بتوهّم سقوطه منه.
و التحريف ـ بكلا الوجهين ـ في السند شائع، خصوصا الوجه الثاني.
و هناك سندان آخران ربما يتوهّم منهما رواية الحسن بن محبوب عن محمّد بن سنان:
أحدهما: ما في الكافي 1:447/24 بسنده: عن ابن جمهور، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن عبد الرحمان بن الحجّاج و عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر جميعا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ... .
و فيه تحويل ـ كما هو ظاهر من لفظة جميعاً ـ لكن قد يتوهّم كون التحويل من عطف طبقتين على طبقتين، فيكون ابن محبوب راويا عن محمّد بن سنان، لكن قد ذكرنا في ذيله: أنّه من عطف طبقتين على ثلاث طبقات، فيكون والد ابن جمهور راويا عن محمّد بن سنان.
ثانيهما: ما في المحاسن 1:104/84 ، و لفظه: محمّد بن عليّ و عليّ بن عبد اللّه جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء و محمّد بن سنان جميعاً، عن محمّد بن مسلم،قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام ....
لكنّ السند غريب من جهتين:
الأولى: أنّ محمّد بن عليّ ـ شيخ البرقي ـ يروي عن محمّد بن سنان مباشرةً في غير واحد من الأسناد ۲ .
و هذه الجهة تندفع بالقول بوقوع تحويل في السند: بأن يكون عطف
1.أمّا احتمال كون الصواب الحسن بن عليّ أو إرادته من الحسن بقرينة ما في التهذيب ۱:۴۶۴/۱۵۲۰، ففيه ما مرّ آنفا من عدم ثبوت صحّة الحسن بن عليّ فيه، و على فرض صحّته فهو سند غريب لا يقاس عليه.
2.معجم رجال الحديث ۱۶:۴۳۹، ۴۴۸، المحاسن ۱:۹۸/۶۳، ۱۰۰/۷۱، ۱۰۱/۷۳ ـ ۷۵، ۱۰۳/۸۰، ۱۱۶/۱۲۱، ۲:۳۵۲/۳۹، ۴۲۵/۲۲۳، ۴۴۶/ذيل ۳۳۳، ۴۴۷/۳۴۱.