الكليني و هو العاصمي ـ عن محمّد بن الحسين أو عن محمّد بن الحسن؛ فإنّ رواية أحمد بن محمّد عنهما ـ خصوصا الثاني ـ وردت في غير موضع، و قد كثرت رواية أحمد بن محمّد و محمّد بن يحيى متعاطفين عن محمّد بن الحسن أو محمّد بن الحسين في موارد سنذكرها.
ثمّ إنّ المراد من ابن فضّال في سائر أسناد الكافي هو الحسن بن عليّ بن فضّال، لكن إرادته في السند هنا تواجه إشكالاً أشار إليه سيّدنا «دام ظلّه» ـ من: «أنّه في طبقة عليّ بن يعقوب، و لم أجد له روايةً عنه مع كثرة الفحص» ـ مضافا إلى أنّ وجود الواسطة بين الحسن بن عليّ بن فضّال و شيخه مروان بن مسلم غريب، و كذا رواية عليّ بن حسّان عن الحسن بن عليّ بن فضّال، بل لم نجد الحسن بن عليّ بن فضّال في روايات عليّ بن حسّان في موضع، بل الموجود العكس، فقد روى الحسن بن عليّ بن فضّال عن عليّ بن حسّان في رجال الكشّي: 192/338، فافهم.
ولذلك استظهر سيّدنا «دام ظلّه»: أنّ المراد من ابن فضّال هنا ليس هو الحسن بن عليّ بن فضّال، بل المراد ابنه أحمد؛ نظرا إلى رواية الخبر في بصائر الدرجات عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عليّ بن يعقوب الهاشمي.
لكن أضاف «دام ظلّه»: أنّ «رواية عليّ بن حسّان عن ابن فضّال (أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال) غريبة، وابن حسّان في طبقة مشايخ ابن فضّال، بل رواية محمّد بن الحسين عن ابن فضّال ـ و هو من أقرانه ـ بواسطة غريبة، بل لم أجد روايته عنه بلا واسطة، فالظاهر وقوع خلل في السند و احتمل كون الصواب: «وابن فضّال»، أي: بأن يكون هو عطفا على محمّد بن الحسين، فأحمد بن محمّد و محمّد بن يحيى يرويان تارةً عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن حسّان، وأخرى عن ابن فضّال عن عليّ بن يعقوب الهاشمي، وعليّ بن حسان وعليّ بن يعقوب يرويان عن مروان بن مسلم» انتهى.
لكن هذا الاحتمال ـ و حاصله: وقوع تحويل في السند بعطف طبقتين على طبقتين ـ لا يخلو عن الإشكال أيضاً؛ فإنّ أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ليس من مشايخ أحمد بن محمّد (العاصمي) و محمّد بن يحيى (العطّار)، بل العاصمي يروي عنه بواسطة: كعليّ بن الحسن و محمّد بن الحسن، و العطّار يروي عنه ـ أيضاً ـ بواسطة: كمحمّد بن الحسن و محمّد بن أحمد و عمران بن موسى، مضافا إلى عدم العثور على رواية لعليّ بن حسّان عن مروان بن مسلم مع الفحص الكثير في الأسانيد.
فالظاهر لزوم حلّ الإشكالات من طريق آخر سنذكره، و قبل ذلك لابد أن نقول: إنّ الظاهر كون محمّد بن الحسين في السند تصحيف محمّد بن الحسن، و المراد به الصفّار، و الخبر مأخوذ من بصائر الدرجات؛ و ذلك لوجهين:
الأوّل: أنّه لم يرد تعاطف أحمد بن محمّد و محمّد بن يحيى في الكافي إلّا في المجلّد الأوّل، باب الحجّة فقطّ، و هذا لا يكون عن صدفة فيحتاج إلى توجيه، و المرويّ عنه في هذه الموارد هو محمّد بن الحسن في الغالب، و المراد به الصفّار، فقد وردت جميع هذه الروايات في بصائر الدرجات إلّا رواية واحدة، اُنظر الكافي 1: 353/9. ۱