ترتيب الروايات المأخوذة متّفق في الكتابين. ۱
و أمّا استغراب الأخذ عن بصائر الدرجات في جميع روايات الباب ـ مع عدم ذكر للصفّار في الروايات الثلاثة الأولى منها أصلاً ـ فيدفعه ما أثبتناه في محلّه من تداول هذا النحو من الأخذ عند المحدّثين، سواء كان القدماء منهم ـ كالكليني و الصدوق و الطوسي ـ أو المتأخرون: كالمحدث النوري، و تفصيل الكلام حوله لا يسعه المقام.
إذا عرفت ذلك، نقول: ورد في بصائر الدرجات ـ قبل الرواية المبحوث عنها ـ رواية تبدأ بعليّ بن حسّان عن موسى بن بكر، و بعده أورد هذه الرواية عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عليّ بن يعقوب الهاشمي، و الظاهر وقوع الخلط بين السندين، و من الجائز وقوع سقط في نسخة بصائر الدرجات الموجودة لدى الكليني، فاختلطت الروايتان، أو انتقل نظر الكليني من الرواية الأولى إلى الرواية الثانية.
و ما يوجّه هذين الاحتمالين القول: بأنّ الموجود في بعض نسخ بصائر الدرجات كان «أحمد بن الحسن بن فضّال» من دون «بن عليّ»، فوقع السقط من حسّان في «عليّ بن حسّان» إلى «الحسن» في «أحمد بن الحسن بن فضّال»؛ لشباهتهما، أو انتقل نظر الكليني من أحد اللفظين إلى الآخر فصار السند هكذا: «عليّ بن حسّان، عن ابن فضّال».