83
توضيح الاسناد المشکلة في الکتب الاربعة ج1

و الحسن بن عليّ بن ۱ عثمان، عن ابن سنان، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام ... .
و بعده: 3 ـ و بهذا الإسناد عن محمّد بن سنان، قال: سألته....
ثمّ إنّ هنا إشكالاً في السند يتّضح بملاحظة ما ورد في نفس الباب من الكتاب، و هو ما في الكافي 1: 446/21 بهذا الإسناد: أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبيد اللّه، عن أبي عبد اللّه الحسين الصغير، عن محمّد بن إبراهيم الجعفري إلى آخر السند، كما في السند الأوّل.
قال في معجم رجال الحديث 6: 24 بعد نقل السندين: فمن المظنون قويّا وقوع السقط في الرواية الأولى، و قد سبقه في استظهار السقوط المحقّق التستري في قاموس الرجال 3: 481.
فإذا بنينا على وقوع السقط في هذا السند، أشكل القول بالتعليق في السند المبحوث عنه: بأنّ التعبير بالحسين في هذا السند لابدّ أن يكون بالاعتماد على السند السابق اختصارا، فإذا أضفنا القطعة الساقطة إلى السند السابق، كان فيه راويان باسم الحسين، فلا يصلح الاختصار في السند المبحوث عنه، كما هو ظاهر.
و الجواب عن الإشكال ـ مع الغضّ عن احتمال كون السقط في المصادر المتقدّمة على الكافي، فلم يرد في أصل الكافي في السند المتقدّم إلّا رجل واحد باسم الحسين ـ : أنّ في دعوى السقط في ذاك تأمّلاً؛ لانّ في المقام احتمالاً آخر ذكره في ترتيب أسانيد الكافي: 21، إذ أورد السندين ثمّ علّق على السند الثاني [أي: ما تقدّم عن الكافي1: 446/21 ]بما لفظه: «هذا السند ـ كما ترى ـ هو عين ما تقدّم منه بسند، فما فيما تقدّم ـ من الحسين بن عبد اللّه ـ وهمٌ، و الصواب: الحسين بن عبيد اللّه بالتصغير، و الظاهر زيادة لفظة «عن» و «الحسين» ـ الثاني ـ في هذا السند، فالصواب هكذا: أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبيد اللّه أبي عبد اللّه الصغير، عن محمّد بن إبراهيم، فيوافق حينئذٍ ما تقدّم؛ حيث وصف الحسين فيه بالصغير، لا رجل آخر متوسّط بينه و بين محمّد بن إبراهيم.
و يمكن أن يقال: إنّ الحسين الثاني بدل من الأوّل، أو الحسين الصغير بيان له، و إنّما الزائد فيه كلمة «عن» فقطّ، و يظهر منهما انّه كان عند القمّيّين معروفا بهذا الوصف، فلعلّه لصغر جثّته، أو كان فيهم من كان مسمّى بالحسين و كان أكبر منه» انتهى.
فتحصّل: أنّ في تطبيق السندين وجهين:
الأوّل: القول بالسقط في السند الأوّل، فيمكن أن يكون الأصل فيه: الحسين بن عبيد اللّه، عن أبي عبد اللّه الصغير، فصحّف عبيد اللّه بعبد اللّه، ثمّ جاز العين منه إلى عبد اللّه ـ قبل الصغير ـ فوقع السقط.
الثاني: القول بالزيادة في السند الثاني، و يمكن أن يكون وجهه إدراج الحاشية في المتن: بأن يكون «أبو عبد اللّه الحسين الصغير» تفسيراً للحسين بن عبيد اللّه، فاُدرجت هذه الحاشية المفسّرة في المتن، ثمّ اُضيف «عن» بينهما بتخيّل السقوط.
و في كلا الوجهين إشكال مشابه، و هو: أنّه لم نجد الحسين الصغير في

1.كذا في النسخ، و الصواب الحسن بن عليّ بن أبي عثمان.


توضيح الاسناد المشکلة في الکتب الاربعة ج1
82

كتابيه: كتاب الوضوء و كتاب الصلاة.
قال الشيخ1 في الفهرست: 265/379: «قال أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي: إنّ عليّ بن مهزيار أخذ مصنّفات الحسين بن سعيد و زاد عليها في ثلاثة كتب منها زيادةً كثيرةً أضعاف ما للحسين بن سعيد: منها: كتاب الوضوء و كتاب الصلاة و كتاب الحجّ، وفي سائر ذلك زاد شيئا قليلاً».
فالظاهر عدم صحّة النسخة الثانية أيضاً.
و الصواب هو النسخة الأولى، كما نبّه عليه الإمام البروجردي قدس سره في هامش ترتيب أسانيد كتاب الكافي في ذيل السند، قال: هذا معلّق على سابقه، فالمراد أحمد بن إدريس عن الحسين، و الحسين هو ابن عبيد اللّه، و ما في بعض النسخ ۱ من زيادة «بن محمّد» بعد الحسين وهم من النسّاخ، انتهى.
و يؤيّد ما أفاده رواية أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبيد اللّه ۲ ، عن محمّد بن عيسى و محمّد بن عبد اللّه، عن عليّ بن حديد... قبل هذا الحديث بقليل ۳ و بعده:
4 ـ أحمد، عن الحسين، عن محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الفضيل....
و أيضاً ورد نظير الإسناد في الكافي 1: 113/2: أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد اللّه ـ عبيد اللّه ظ ـ ، عن محمّد بن عبد اللّه ۴ و موسى بن عمر

1.لم نجد هذه النسخة، بل في بعض النسخ تبديل «عن محمّد» ب «بن محمّد».

2.كذا في بعض نسخه، و قد صحّف في أكثر نسخه ـ كالمطبوعة ـ بعبد اللّه، و سيأتي توضيح العنوان في المتن.

3.الكافي ۱: ۴۴۰/۳.

4.المراد من محمّد بن عبد اللّه في هذا السند و السندين المتقدّمين غير معلوم، و قد رضى الله عنهذكرنا احتمالات في ذلك في تعاليقنا على الأسناد.

  • نام منبع :
    توضيح الاسناد المشکلة في الکتب الاربعة ج1
    المؤلف :
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث بمساعدة منظمة الاوقاف والشؤون الخیریة
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 86531
الصفحه من 379
طباعه  ارسل الي