موضع آخر غير هذين السندين ـ المحتمل قويّاً رجوعهما إلى سند واحد ـ ، كما لم نحصل على وصف الحسين بن عبيد اللّه بالصغير في موضع آخر.
و هنا احتمال لحلّ الإشكال يتمّ في السند بناءً على الاحتمال الثاني، و هو: أن يكون الصواب: المحرّر ـ بدل الصغير ـ و شباهة الكلمتين في الكتابة جليّة، وتوضيح ذلك:
أنّه ورد في رجال الكشّي: 512 عنوان «في الحسين بن عبيد اللّه المحرّر»، و في الرقم 990 قال أبو عمرو: ذكره ۱ أبو عليّ أحمد بن عليّ السلولي شقران ـ قرابة الحسن بن خرّزاذ و ختنه على أخته ـ : أنّ الحسين بن عبيد اللّه القمّي أخرج من قم في وقت كانوا يخرجون منها من اتّهموه بالغلوّ.
و الظاهر: اتّحاده مع الحسين بن عبيد اللّه السعدي ۲ ، المترجم في رجال
1.كذا ورد في المطبوعة، و الصواب إمّا حذف الضمير هنا و إمّا اضافة «و قال» ـ بعد أخته ـ في السطر الآتي، كما نبّه عليه في قاموس الرجال، ۳: ۴۷۹.
2.أورد في معجم رجال الحديث ۶: ۲۵ الحسين بن عبيد اللّه القمّي عن رجال الشيخ ـ باب أصحاب الهادي عليه السلام ـ و قال: «هو غير الحسين بن عبيد اللّه السعدي، المتقدّم؛ فإنّ الشيخ ذكره في رجاله في من لم يرو عنهم عليهم السلام ، و ذكر هذا في أصحاب الهادي عليه السلام ، ثمّ أورد عبارة الكشّي المتقدّمة.
أقول: قد تكرّر في رجال الشيخ الطوسي ذكر رجل تارةً في أصحاب واحد من الأئمّة عليهم السلام و أخرى في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام ، و هذا الأمر صار موضع نقاش عند الأعلام، و الذي ظهر لنا من ملاحظة هذه الموارد أنّ في أكثر هذه الموارد كان مصدر الشيخ في جعل الرجل في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام هو فهرسته؛ فإنّ المقارنة بين عناوين هذا الباب مع عناوين الفهرست تشهد جليا بكون الفهرست هو من مصادر الرجال في هذا الباب، و قد أورد عناوين كثيرةً منه في هذا الباب في أواخر كلّ باب منه ـ من أبواب التهجّى ـ فالشيخ كان يراجع إلى الفهرست، فإذا رأى عدم تصريحه برواية راوٍ عن واحد من الأئمّة عليهم السلام ـ مع كون طبقة الراوي مساعدةً لكونه متأخّرا عن عصر الأئمّة عليهم السلام بملاحظة راويه ـ جعل الراوي في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام ، مع الغفلة عن عثوره أحيانا بعد تأليف الفهرست على رواية ذاك الرجال عن الأئمّة عليهم السلام ، فلذلك حصل التناقض في رجال الشيخ، و المقام من هذا القبيل؛ فإنّ الظاهر أنّ هذا العنوان ـ مع ما تقدّم عليه و ما تأخر عنه إلى آخر باب الحاء ـ كلّها مأخوذة من الفهرست، لاحظ رجال الشيخ: ۴۲۵/۶۱۱۸=۵۳ إلى: ۴۲۶/۶۱۲۳=۵۸ و قسها مع الفهرست: ۱۳۸/۲۰۳، ۱۴۵/۲۱۸، ۱۵۱/۲۳۲، ۱۵۲/۲۳۳، ۱۵۸/۲۴۲، ۱۶۳/۲۵۰.
و في المقام نكتة خاصّة أكّدت على وقوع الغفلة عن طبقة الرجل و أوجبت اعتقاد تأخّر طبقته عن عصر الأئمّة عليهم السلام و هو: وقوع سقط في طريق فهرست الشيخ إلى الحسين بن عبد اللّه (عبيد اللّه) بن سهل، فقد وقع فيه رواية عليّ بن حاتم عنه مباشرةً، مع أنّ الصواب توسّط أحمد بن عليّ الفائدى بينهما، لاحظ رجال النجاشي: ۴۲/۸۶، ۴۱۶/۱۱۱۲، و عليّ بن حاتم كان حيّا سنة خمسين و ثلاث مأة، فمن الطبيعى عدم إدراك شيخه لزمن الأئمّة عليهم السلام .
و كيف كان، فمن المستبعد جدّاً وجود راويين باسم الحسين بن عبيد اللّه في طبقة واحدة رميا بالغلّو، فالظاهر وحدة السعدي و القمّي كما جزم به في قاموس الرجال ۳: ۴۷۸ و ۴۷۹، و يؤيّده رواية القمّيّين ـ كمحمّد بن يحيى العطّار و سعد بن عبد اللّه و عبد اللّه بن جعفر الحميري، مع أحمد بن إدريس ـ عن الحسين بن عبيد اللّه في كامل الزيارات، الباب ۴۹/۱.