167
شرح فروع الکافي ج2

باب كراهية أن يُقصّ من الميّت ظفر أو شعر

بحلق رأسه وإبطيه وعانته وأخذ شاربه، وظاهر المصنّف الكراهة بالمعنى المصطلح، كما هو مذهب الأكثر منهم العلّامة في الإرشاد ۱ ورجّحها الشهيد في الذكرى، ۲ حاملين للنهي الوارد عنه على الكراهة؛ لظاهر لفظ الكراهة في خبر غياث ۳ وطلحة بن زيد، ۴ وهو منقول عن أبي حنيفة ۵ ومالك ۶ والشافعي ۷ فيما عدا تسريح لحيته في قوله القديم.
وظاهر الشيخ في المبسوط تحريمه، حيث قال : «ولا يجوز قصّ شيء من شعر الميّت ولا من ظفره، ولا يسرّح رأسه ولا لحيته». ۸
ونسبه الشهيد في الذكرى إلى ابن حمزة، ۹ وهو ظاهر الصدوق في الفقيه ۱۰ والعلّامة في المنتهى، ۱۱ حيث عنوناه بقولهما: «لا يجوز»، بل نسبه في المنتهى إلى علمائنا.
وهؤلاء لم يفرّقوا بين حلق الرأس وقصّ الظفر وغيرهما ممّا ذكر.
وفصّل في الخلاف، فقال بالكراهة فيما عدا حلق الرأس، وبالحرمة فيه، حيث قال : «حلق شعر العانة والإبط وحفّ الشارب وتقليم الأظفار للميّت مكروه»، ۱۲ وقد قال في مسألة حلق الرأس: «إنّه مكروه وبدعة». ۱۳
وأراد بالكراهة هنا الحرمة؛ بدليل ما عطف عليها.
واحتجّ على الأوّل بإجماع الفرقة وأخبارهم، وعلى الثاني بذلك الإجماع وبالاحتياط.
وحكى في الخلاف عن الشافعي استحباب تسريح لحيته إن كانت كثيفة، ۱۴ وعن أحد
قوليه إباحة ما عدا تسريح اللحية، ۱۵ وحكى في المنتهى ۱۶ عنه استحباب قصّ أظفاره، وكأنّه تمسّك بما نقلوه عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال : «اصنعوا بموتاكم كما تصنعون بعروسكم». ۱۷
وفي الذكرى: «أنّه لم يثبت، مع أنّه متروك الظاهر؛ إذ العروس تطيّب بكلّ الطيب، ويزيّن وجهها وتحلّى، بخلاف الميّت». ۱۸
وفي المنتهى: «أنّه محمول على التطهير والتنظيف بالكافور والذريرة دون النقصان». ۱۹
وألحق في الذكرى بتسريح لحية الرجل ظفر شعر المرأة؛ محتجّاً عليه بقول الصادق عليه السلام : «لا يمسّ من الميّت شعر ولا ظفر»، ۲۰ ثمّ قال : «ولم يثبت خبر اُمّ سليم أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال في ابنته : «واظفرن شعرها ثلاثة قرون ولا تشبهنّها بالرجال». ۲۱ وفيه نظر.
وعلى أيّ حال فقد صرّحوا بوجوب دفن ما يسقط منه معه؛ للأمر به في حسنة ابن أبي عمير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «لا يمسّ من الميّت شعر ولا ظفر، وإن سقط منه شيء فاجعله في كفنه» . ۲۲

1.إرشاد الأذهان، ج ۱، ص ۲۳۰.

2.الذكرى، ج ۱، ص ۳۴۸.

3.هو الحديث ۲ من هذا الباب من الكافي . وسائل الشيعة، ج ۲، ص ۵۰۰ ، ح ۲۷۴۹.

4.هو الحديث ۳ من هذا الباب من الكافي. تهذيب الأحكام، ج ۱، ص ۳۲۳ ، ح ۹۴۲؛ وسائل الشيعة، ج ۲، ص ۵۰۰ ، ح ۲۷۵۰.

5.بدائع الصنائع، ج ۱، ص ۳۰۱ ؛ المبسوط للسرخسي، ج ۲، ص ۵۹ ؛ فتح العزيز، ح ۵ ، ص ۱۳۰؛ المغني لابن قدامة، ج ۲، ص ۴۰۸ ؛ الشرح الكبير لعبد الرحمان بن قدامة، ج ۲، ص ۳۲۴ ، تذكرة الفقهاء، ج ۱، ص ۳۸۷ ، الخلاف، ج ۱، ص ۶۹۶.

6.فتح العزيز، ج ۵ ، ص ۱۳۰؛ المغني لابن قدامة، ج ۲، ص ۴۰۸، الشرح الكبير لعبد الرحمان بن قدامة، ج ۲، ص ۳۲۴ ؛ تذكرة الفقهاء، ج ۱، ص ۳۸۷ ؛ الخلاف، ج ۱، ص ۶۹۶.

7.الاُمّ، ج ۱، ص ۳۱۹ ، فتح العزيز، ج ۵ ، ص ۱۳۰؛ المجموع للنووي، ج ۵ ، ص ۱۷۸ ۱۷۹؛ روضة الطالبين، ج ۱، ص ۶۲۱؛ المغني لابن قدامة، ج ۲، ص ۴۰۸، الشرح الكبير لعبد الرحمان بن قدامة، ج ۲، ص ۳۲۴ و ۳۲۵ ؛ تذكرة الفقهاء، ج ۱، ص ۳۸۷ ؛ جامع الخلاف والوفاق، ص ۱۰۸؛ الخلاف، ج ۱، ص ۶۹۶ ۶۹۷.

8.المبسوط، ج ۱، ص ۱۸۱. و نحوه في النهاية، ص ۴۳.

9.الذكرى، ج ۱، ص ۳۴۹ ؛ الوسيلة، ص ۶۵.

10.الفقيه، ج ۱، ص ۱۵۰.

11.منتهى المطلب، ج ۱، ص ۴۳۱ (ط قديم) .

12.الخلاف، ج ۱، ص ۶۹۶، المسألة ۴۸۱.

13.الخلاف، ج ۱، ص ۶۹۷، المسألة ۴۸۲.

14.الخلاف، ج ۱، ص ۶۹۴، المسألة ۴۷۵.

15.الخلاف، ج ۱، ص ۶۹۶ ۶۹۷، المسألة ۴۸۱ و ۴۸۲.

16.منتهى المطلب، ج ۱، ص ۴۳۱ (ط قديم) .

17.فتح العزيز، ج ۵ ، ص ۱۳۰، إلّا أنّ فيه: «... كما تفعلون بعروسكم» . و في ص ۱۲۰ بلفظ: «افعلوا بميّتكم ما تفعلون بعروسكم»؛ تلخيص الحبير، ج ۵ ، ص ۱۲۰، مثل الأخيرة، ثمّ قال : ذكره الغزالي في الوسيط بلفظ: «افعلوا بموتاكم ما تفعلون بأحيائكم»، و تعقّبه ابن الصلاح بقوله: «بحثت عنه فلم أجده ثابتا». و روى ابن أبي شيبة في المصنّف، ج ۳ ، ص ۱۳۲، باب ما قالوا فيما يجزي عن غسل الميّت، ح ۳ ، عن محمّد بن أبي عدي، عن حميد، عن بكر، قال : قدمت المدينة فسألت عن غسل الميّت، فقال بعضهم: «اصنع بميّتك كما تصنع بعروسك غير أن لاتخلقه».

18.الذكرى، ج ۱، ص ۳۴۹ .

19.منتهى المطلب، ج ۱، ص ۴۳۱ (ط قديم) .

20.هذا هو الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي. تهذيب الأحكام، ج ۱، ص ۳۲۳ ، ح ۹۴۰، وسائل الشيعة، ج ۲، ص ۵۰۰ ، ح ۲۷۴۸.

21.المغني لابن قدامة، ج ۲، ص ۳۵۱ ؛ الشرح الكبير لعبد الرحمان بن قدامة، ج ۲، ص ۳۲۷ . و نحوه في السنن الكبرى للبيهقي، ج ۴، ص ۵ .

22.هذا هو الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي.


شرح فروع الکافي ج2
166
  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 202958
صفحه از 575
پرینت  ارسال به