باب السعي في وادي محسّر
وادي محسّر: هو حدّ المشعر من جانب منى، وهو قدر مئة خطوة، كما يفهم من خبر محمّد بن إسماعيل، ۱ وهو قريب من مئة ذراع، كما دلّ [ خبر]عمر بن يزيد ، ۲ ومن قدر رمية حجر كما تشعر به عبارة العزيز . ۳
وحكى طاب ثراه عن عياض أنّه قال : سمّي محسّراً؛ لأنّ فيل أصحاب الفيل أعيى فيه وكلَّ منه ، وأنّ السبب في الإسراع عند المرور به أنّ أصحاب الفيل هلكوا فيه . ۴
وفي العزيز: «وقد قيل : إنّ النصارى كانت تقف، ثَمَّ، فأمرنا بمخالفتهم ». ۵
ويظهر من المنتهى وفاق أهل العلم على استحباب الهرولة فيه، حيث قال : «لا نعلم فيه خلافا ». ۶
ويدلّ عليه حسنة حفص ۷
ومعاوية بن عمّار ۸ وخبر عمر بن يزيد، ۹ وخبر عبد الأعلى، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : «إذا مررت بوادي محسّر فاسع فيه، فأنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله سعى فيه »، ۱۰ وقد سبق أيضا بعض الأخبار في ذلك . ۱۱
وفي العزيز: «رواه عن جابر عن النبيّ صلى الله عليه و آله ». ۱۲
وفي المنتهى ۱۳ أيضا رواه عن جمهور العامّة عن جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام ، عن أبيه عليه السلام ، عن جابر في صفة حجّ النبيّ صلى الله عليه و آله : «لمّا أتى وادي محسّر حرّك قليلاً، وسلك الطريق الوسطى». ۱۴
ولو ترك السعي فيه استحبّ له أن يرجع ويهرول مطلقا، عمداً كان الترك أو جهلاً أو نسيانا؛ لإطلاق حسنة حفص ۱۵ ومرسلة الحجّال ، ۱۶ وهذا الإطلاق هو ظاهر إطلاق الأكثر .
وفي شرح اللمعة : «واستحبابها يعني الهرولة مؤكّد حتّى لو نسيها رجع إليها ». ۱۷
وكأنّه قدس سرهخصّص النسيان بالذكر؛ لاستلزامه الرجوع في أخويه بالأولويّة ، وإلّا فهو تخصيص من غير مخصّص، والمخاطب بها الرجال إجماعا .
قال طاب ثراه : «ولا يخاطب بها النساء لمشقّته عليهنّ؛ ولئلّا يظهر منهنّ ما يجب ستره عليهنّ ».
قوله في حسنة معاوية بن عمّار : (واخلفني فيمن تركت بعدي ) .[ ح 3 / 7766] قال طاب ثراه : يقال فلان خلّف فلانا، إذا كان خليفته في قومه ، ومنه قوله تعالى : «اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي»۱۸ .
قوله في خبر عمر بن يزيد: (قال : الرَمَل في وادي محسّر ) .[ ح 8 / 7771] قال طاب ثراه : «قيل : الرَمَل: شدّة الحركة في المشي ، وقيل : المشي سريعا مع تقارب الخُطى ، ولا يثب وثبا ». ۱۹
1.الحديث الرابع من هذا الباب من الكافي.
2.الحديث الثامن من هذا الباب من الكافي.
3.فتح العزيز، ج ۷، ص ۳۷۰.
4.اُنظر: شرح صحيح مسلم للنووي، ج ۱۸، ص ۱۱۱؛ عمدة القاري، ج ۱۰، ص ۱۶.
5.فتح العزيز، ج ۷، ص ۳۷۰.
6.منتهى المطلب، ج ۲، ص ۷۲۹.
7.الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي.
8.الحديث الثالث من هذا الباب من الكافي.
9.الحديث الثامن من هذا الباب من الكافي.
10.تهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۱۹۵، ح ۶۴۸ ؛ وسائل الشيعة، ج ۱۴، ص ۲۲، ح ۱۸۴۹۲.
11.في الهامش بخطّ الأصل: «قد سبق عن إبراهيم الأسدي، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : «فإذا مررت بوادي محسّر وهو واد عظيم بين جمع ومنى وهو إلى منى أقرب فاسع فيه حتّى تجاوزه» [ وسائل الشيعة، ج ۱۴، ص ۲۲، ح ۱۸۴۹۱].
12.فتح العزيز، ج۷، ص ۳۷۰.
13.منتهى المطلب، ج ۲، ص ۷۲۹. ومثله في تذكرة الفقهاء، ج ۸ ، ص ۲۱۲.
14.صحيح مسلم، ج ۴، ص ۴۲، باب حجّة النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ المصنّف لابن أبي شيبة، ج ۴، ص ۴۲۵، باب من كان يأمر بتعليم المناسك، ح ۱۲.
15.هي الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي.
16.الحديث الثاني من هذا الباب من الكافي.
17.شرح اللمعة، ج ۲، ص ۲۸۰.
18.الأعراف (۷) : ۱۴۲ . وانظر: صحاح اللغة، ج ۴، ص ۱۳۵۶ (خلف).
19.اُنظر: فتح العزيز، ج ۷، ص ۳۲۶؛ المجموع للنووي، ج ۸ ، ص ۴۱.