باب يوم النحر ومبتدء الرمي وفضله

ذهب الأصحاب والعامّة إلى أنّه إنّما يجب في يوم النحر رمي جمرة العقبة فقط . ^۱
ويدلّ عليه بعض أخبار الباب، وأصالة عدم وجوب الاُخريين، وانتفاء دليل عليه، وإنّما يجب عليه رميهما أيضا في أيّام التشريق على ما سيأتي .
وادّعى في العزيز تواتر النقل بذينك قولاً وفعلاً. ^۲
وإلى استحباب استدبار القبلة في رميها من قبل وجهها واستقبال الاُخريين؛ ^۳ لحسنة معاوية بن عمّار ^۴ وما سبق من خبر البزنطيّ . ^۵
وروى مسلم، عن عبدالرحمن بن يزيد، قال : رمى عبداللّه بن مسعود جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصيّات، يكبّر مع كلّ حصاة، قال : فقيل له : إنّ اُناسا يرمونها من فوقها؟ فقال ابن مسعود : هذا والذي لا إله غيره المقام الذي اُنزِل فيه سورة البقرة . ^۶
وحكى طاب ثراه عن بعض العامّة أنّه قال رميها من بطن الوادي هو المستحبّ عند الكافّة، ^۷ وحيثما رماها من أعلى العقبة أو وسطها أو أسفلها أجزأ ، وأمّا سائر الجمرات فمن فوقها مستقبل القبلة ، وإلى استحباب الوقوف عند الاُخريين دونها؛ لخبر سعيد الرومي، ^۸ وما سيأتي في الباب الآتي من حسنة معاوية بن عمّار ^۹ وصحيحة يعقوب بن شعيب . ^۱۰
قوله في خبر زرارة : (قد كنّ يُرْمَين ) . [ ح 2 / 7802] بصيغة المجهول ، والضميران للجمار ، والمعنى كُنّ الجمار يُرمَين في الجاهليّة أو في أزمنة الخلفاء الثلاث . ويؤيّد الأوّل وفاق العامّة أيضا على عدم وجوب رمي غير جمرة العقبة في يوم النحر كما عرفت ، ويشعر بالثاني قوله عليه السلام في هذا الخبر، وفي حسنة زرارة : «أما ترضى أن تصنع كما أصنع »، ^۱۱ وفي موثّق حمران : «أما ترضى أن تصنع كما كان عليّ عليه السلام يصنع ». ^۱۲