505
شرح فروع الکافي ج5

شرح فروع الکافي ج5
504

باب فضل الصلاة في المسجد الحرام وأفضل بقعة فيه

يظهر من الأخبار وفتاوى العلماء الأخيار أنّ صلاة واحدة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة في غيره، ۱ ومنه الكعبة وزوائده الحادثة وإن كان ما عداهما منه أفضل، فإنّ القدر المشترك فضله بذلك وإن اختصّ ما عداهما بفضيلة اُخرى لا تقدير فيها .
ولا ينافيه أيضا كراهية الصلاة الفريضة في الكعبة، فإنّ غايتها كونها أقلّ ثوابا كما هو شأن الكراهة في العبادات على المشهور .
واعلم أنّ فضيلة هذه المواضع مخصوصة بشيعة آل محمّد عليهم السلام لعموم ما دلّ على اختصاص قبول الطاعات بهم، وخصوص ما رواه الشهيد قدس سره في الدروس عن البزنطيّ، عن ثعلبة، عن ميسر، قال : كنّا عند أبي جعفر عليه السلام في الفسطاط نحو من خمسين رجلاً، فقال لنا : «أتدرون أيّ البقاع أفضل عند اللّه منزلة؟» فلم يتكلّم أحد، فكان هو الرادّ على نفسه، فقال : «تلك مكّة الحرام التي رضيها اللّه لنفسه حرما، وجعل بيته فيها »، ثمّ قال : «أتدرون أيّ بقعة في مكّة أفضل حرمةً؟» فلم يتكلّم أحد ، فكان هو الرادّ على نفسه ، فقال : «ذلك المسجد الحرام »، ثمّ قال : «أتدرون أيّ بقعة في المسجد الحرام أعظم عند اللّه حرمةً؟» فلم يتكلّم أحد، فكان هو الرادّ على نفسه ، فقال : «ذلك بين الركن الأسود إلى باب الكعبة، ذلك حطيم إسماعيل عليه السلام الذي كان يذود فيه غنيمته ويُصلّي فيه ، فواللّه لو أنّ عبداً صفّ قدميه في ذلك المكان قائما الليل مصلّيا حتّى يجنّه النهار، وقائما النهار حتّى يجنّه الليل، ولم يعرف حقّنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل اللّه منه شيئا أبداً ؛ إنّ أبانا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعلى محمّد وآله كان ممّا اشترط على ربّه أن قال : ربِّ اجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، أمّا أنّه لم يَعُنِ الناس كلّهم، فأنتم اُولئك رحمكم اللّه ونظراؤكم، وإنّما مثلكم في الناس مثل الشعرة [ السوداء] في الثور الأنور ». ۲
وعن الصدوق رضى الله عنه بإسناده إلى أبي حمزة الثمالي، قال : قال لنا عليّ بن الحسين عليهماالسلام : «أيّ البقاع أفضل؟» فقلت : اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم ، فقال : «أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاما، يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان، ثمّ لقى اللّه عزّ وجلّ بغير ولايتنا أهل البيت لم ينفعه ذلك شيئا ». ۳
وعن الصادق عليه السلام أنّه قال : «مَن نظر إلى الكعبة فعرف من حقّنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقّها وحرمتها، غفر اللّه له [ ذنوبه]وكفاه همّ الدُّنيا والآخرة ». ۴
وعنه عليه السلام أنّه قال : «مَن أمَّ هذا البيت حاجّا أو معتمراً وتبرّأ من الكبر رجع من ذنوبه كهيئته يوم ولدته اُمّه ، والكبر أن يجهل الحقّ ويطعن على أهله ». ۵
قوله في حسنة معاوية بن عمّار : (لأنّه يبكّ فيها الرجال والنساء ) . [ ح 7 / 7994] قال الجوهريّ : بكَّ فلانا يبكّ بكّا ؛ أي زحم . وبكّة: اسم بطن مكّة، سمّيت بكّة لأنّها تبكّ أعناق الجبابرة . ۶

1.اُنظر: الخلاف، ج ۲، ص ۴۵۱، المسألة ۳۵۸؛ تذكرة الفقهاء، ج ۶ ، ص ۲۷۴.

2.الدروس الشرعيّة، ج ۱، ص ۴۹۸ ۴۹۹، الدرس ۱۲۶. ونحوه في المحاسن للبرقي، ج ۱، ص ۹۱ ۹۲، الباب ۱۶ من كتاب عقاب الأعمال، ح ۴۴ باسناده عن خالد، عن ميسر.

3.الدروس الشرعيّة، ج ۱، ص ۴۹۹، الدرس ۱۲۶؛ الفقيه، ج ۲، ص ۲۴۵، ح ۲۳۱۳؛ ثواب الأعمال، ص ۲۰۴، عقاب من جهل حقّ أهل البيت عليهم السلام ؛ وسائل الشيعة، ج ۱، ص ۱۲۲، ح ۳۰۸.

4.الدروس الشرعيّة، ج ۱، ص ۵۰۰ ، الدرس ۱۲۶؛ الكافي، باب فضل النظر إلى الكعبة، ح ۶ ؛ الفقيه، ج ۲، ص ۲۰۴، ح ۲۱۴۲؛ وسائل الشيعة، ج ۱۳، ص ۲۶۴۲۶۳، ح ۱۷۷۰۳.

5.الدروس الشرعيّة، ج ۱، ص ۴۹۹ ۵۰۰ ، الدرس ۱۲۶؛ الفقيه، ج ۲، ص ۲۰۵، ح ۲۱۴۷. ونحوه في الكافي، باب فضل الحجّ والعمرة، ح ۲؛ وتهذيب الأحكام، ج ۵ ، ص ۲۳، ح ۶۹ ؛ وسائل الشيعة، ج ۱۱، ص ۹۳، ح ۱۴۳۲۷.

6.صحاح اللغة، ج ۴، ص ۱۵۷۵ ۱۵۷۶ (بكك).

  • نام منبع :
    شرح فروع الکافي ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقيق : المحمودی، محمد جواد ؛ الدرایتی محمد حسین
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 184206
صفحه از 856
پرینت  ارسال به