باب موضع رأس الحسين عليه السلام
يعني على ظهر الكوفة كما يظهر من الخبرين ، ولعلّه هو الموضع الذي وضعه فيه اللعين الخولّي الأصبحي في داره في الليلة التي ورد الكوفة، ووقع فيه من المعجزات ما وقع على ما هو بين الأصحاب مشهور، وفي كتب الأخبار والسِّير مسطور ، ۱ وأمّا ما دلّ عليه خبر يزيد بن عمر بن طلحة ۲ ففيه: أنّه مع جهالة الخبر معارض بما ثبت من أنّ عليّ بن الحسين عليهماالسلام ردّه من الشام إلى كربلاء ودفنه مع جسده المبارك .
باب زيارة قبر أبي عبداللّه عليه السلام
له عليه السلام أيضا زيارات متكاثرة ، ولنذكر بعضا منها مخصوصا بأوقات خاصّة ؛ لتأكّد استحبابها ، فمنها: زيارة يوم عاشوراء ، روى الشيخ قدس سره في المصباح : ۳
[ وأمّا زيارة عاشوراء من قربٍ أو بعدٍ ، فمن أراد ذلك وكان بعيداً عنه عليه السلام فليبرز إلى الصحراء أو يصعد مرتفعا في داره ويومي إليه عليه السلام بالسلام، ويجتهد في الدّعاء على قاتله ، ثمّ يصلّي ركعتين وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ، ثمّ ليندب الحسين عليه السلام ويبكيه ، ويأمر مَن في داره بذلك ممّن لا يتّقيه ويقيم في داره مع من حضرَه المصيبة ، بإظهار الجزع عليه ، وليعزِّ بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين عليه السلام ، فيقولون : أعظم اللّه اُجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثأره مع وليّه الإمام المهديّ عليه السلام من آل محمّد صلى الله عليه و آله ، فإذا أنت صلّيت الركعتين المذكورتين آنفا فكبّر اللّه مئة مرّة ، ثمّ أومي إليه عليه السلام بالسلام وقل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِاللّه ِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللّه ِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَابْنَ سَيِّدَ الْوَصِيّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللّه ِ وَابْنَ ثارِهِ ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ ، عَلَيْكُمْ ] مِنّي] جَميعا سَلامُ اللّه ِ أَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، يا أَبا عَبْدِاللّه ِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ ، وَجَلَّتْ وعَظُمَتِ الْمُصيبَةُ بِكَ عَلَيْنا ، وَعَلى جَميعِ أَهْلِ الْاءِسْلامِ ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ فِي السَّمواتِ عَلى جَميعِ أَهْلِ السَّمواتِ ، فَلَعَنَ اللّه ُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَلَعَنَ اللّه ُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ ، وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللّه ُ فيها ، وَلَعَنَ اللّه ُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَلَعَنَ اللّه ُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَى اللّه ِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَأَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ ، يا أَبا عَبْدِاللّه ِ ، إِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَلَعَنَ اللّه ُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ ، وَلَعَنَ اللّه ُ بَني أُمَيَّةَ قاطِبَةً ، وَلَعَنَ اللّه ُ ابْنَ مَرْجانَةَ ، وَلَعَنَ اللّه عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَلَعَنَ اللّه ُ شِمْراً ، وَلَعَنَ اللّه ُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وتهيّأت وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ ، بِأَبي أَنْتَ وَأُمّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ ، فَأَسْأَلُ اللّه َ الَّذي أَكْرَمَ مَقامَكَ وَأَكْرَمَني بِكَ أَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه ُ عَلَيْهِ وَآلِهِ .
اَللّهُمَّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيها بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ ، يا أَبا عَبْدِاللّه ِ ، إِنّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللّه ِ ، وَإِلى رَسُولِهِ ، وَإِلى أَميرِ الْمُؤْمِنينَ ، وَإِلى فاطِمَةَ ، وَإِلَى الْحَسَنِ ، وَإِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ ، وَبِالْبَراءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عليكم وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ ، وَجَرى في ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ أهل البيت وَعَلى أَشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلَى اللّه ِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللّه ِ وإلى رسوله ، ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ ، وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ ، وَالنّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ ، وَبِالْبَراءَةِ مِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ ، إِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ ، فَأَسْأَلُ اللّه الَّذي أَكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ ، وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيائِكُمْ ، وَرَزَقَنِي الْبَراءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ ، أَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللّه ِ ، وَأَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثاركَ مَعَ إِمامٍ مَهديّ ظاهِرٍ ناطِقٍ مِنْكُمْ ، وَأَسْأَلُ اللّه َ بِحَقِّكُمْ ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي بِكُمْ أَفْضَلَ ما يُعْطي مُصابا بِمُصيبَتِهِ ، يا لَها من مُصيبَةٍ ۴ ما أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الْاءِسْلامِ ، وَفي جَميعِ أهل السَّمواتِ وَالْأَرْضِ .
اَللّهُمَّ اجْعَلْني في مَقامي هذا مِمَّن تَنَالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ . اَللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
اَللّهُمَّ إِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُو أُمَيَّةَ وَابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبادِ ، اللَّعينُ ابْنُ اللَّعينِ ، عَلى لِسانِكَ وَ لِسانِ نَبِيِّكَ في كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فيهِ نَبيُّكَ .
اَللّهُمَّ الْعَنْ أَبا سُفْيانَ ، وَمُعاوِيَةَ ، وَيَزيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الْابِدينَ ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ، اَللّهُمَّ فَضاعِفْ ۵ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ [ الْأَليمَ] ، اَللّهُمَّ إِنّي أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ في هذَا الْيَوْمِ ، وَفي مَوْقِفي هذا ، وَأَيّامِ حَياتي بِالْبَراءَةِ مِنْهُمْ ، وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ ، وَبِالْمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِمُ اَلسَّلامُ .
ثمّ تقول مئة مرّة : اَللّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ ، اَللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ ، وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ ، اَللّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعا .
ثمّ تقول مئة مرّة : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللّه ِ ، وَعلَى الْأَرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ [ وأناخت بحرمك] ، عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللّه ِ أَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللّه ُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ ، وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَعَلى أَوْلادِ الْحُسَيْنِ ، وَعَلى أَصْحابِ الْحُسَينِ .
ثمّ تقول : اَللّهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّي ، وَابْدَأْ بِهِ الأَوَّل ، ثُمَّ الْعَنِ الثّانِيَ ، وَالثّالِثَ ، وَالرّابِعَ ، ۶ اَللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِسا ، اللّهمّ وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللّه ِ بْنَ زِيادٍ ، وَابْنَ مَرْجانَةَ ، وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَشِمْراً ، وَآلَ أَبي سُفْيانَ ، وَآلَ زِيادٍ ، وَآلَ مَرْوانَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ .
ثمّ اسجد وقل : اَللّهمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ ، اَلْحَمْدُ للّه ِِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي ، اَللّهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَوْمَ الْوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وأولاد الحسين وَأَصْحابِ الْحُسَيْنِ ، اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عليه السلام .
ثمّ صلّي ركعتي الزيارة بمهما شئت وقل بعدهما :
اللّهمَّ إنّي لك صلّيت ولك ركعت ولك سجدت ، وحدك لا شريك لك ؛ لأنّه لا يجوز الصلاة والركوع والسجود إلّا لك ، لأنّك أنت اللّه الذي لا إله إلّا أنت ، اللّهمَّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد وأبلغهم أفضل الصلاة والتحيّة ، واردد عليَّ منهم السلام ، اللّهمَّ وهاتان الركعتان هدية إلى سيّدي ومولاي الحسين بن عليّ عليهماالسلام ، اللّهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وتقبّلهما منّي ، وآجرني عليهما أفضل أملي ورجائي فيك وفي وليّك يا وليّ المؤمنين .
ويستحبّ أن يصلّي أيضا في يوم عاشوراء أربع ركعات ، وقد مرّ كيفيّة فعلها في فضل الصلوات ، ثمّ ادع بعد الزيارة بهذا الدُّعاء المروي عن الصادق عليه السلام ، وهو :
يا اَللّه ُ يا اَللّه ُ يا اَللّه ُ ، يا مُجيبَ دَعوَةِ الْمُضْطَرّينَ ، يا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبينَ ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ ، يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ ، وَيا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَىَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ ، وَيا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى ، وَبِالْأُفُقِ الْمُبينِ ، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ، وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَيا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ ، يا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ ، وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ ، وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ ، يا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ ، وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْلٍ ، وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأْنٍ ، يا قاضِيَ الْحاجاتِ ، يا مُنَفِسَّ الْكُرُباتِ ، يا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ ، يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ ، يا كافِيَ الْمُهِمّاتِ ، يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلا يَكْفي مِنْهُ شَيْءٌ فِي السَّمواتِ وَالْأَرْضِ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نبيّك ، وَعَلِيٍّ ، وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، والتسعة من ولد الحسين عليهم السلام ، فَإِنّي بِهِمْ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ في مَقامي هذا ، وَبِهِمْ أتَوَسَّلُ وَبِهِم أَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَأُقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ ، وَبِالْقَدْرِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالَمينَ ، ۷ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وكَرْبي ، وَتَكْفِيَنِي الْمُهِمَّ مِنْ أُمُوري ، وَتَقْضي عَنّي دَيْني ، وَتُجيرَني مِنَ الْفَقْرِ ، وَتُجيرَني مِنَ الْفاقَةِ ، وَتُغْنِيَني عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَى الْمَخْلُوقينَ ، وَتَكْفِيَني هَمَّ مَنْ أَخافُ هَمَّهُ ، وَعُسْرَ مَنْ أَخافُ عُسْرَهُ ، وَحُزُونَةَ مَنْ أَخافُ حُزُونَتَهُ ، وَشَرَّ مَنْ أَخافُ شَرَّهُ ، وَمَكْرَ مَنْ أَخافُ مَكْرَهُ ، وَبَغْيَ مَنْ أَخافُ بَغْيَهُ ، وَجَوْرَ مَنْ أَخافُ جَوْرَهُ ، وَسُلْطانَ مَنْ أَخافُ سُلْطانَهُ ، وَكَيْدَ مَنْ أَخافُ كَيْدَهُ ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخافُ بَلاءَ مَقْدُرَتِهِ عَلَىَّ ، وَتَرُدَّ عَنّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ ، وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ.
اَللّهُمَّ مَنْ أَرادَني فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ ، وَاصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُ ، وَمَكْرَهُ ، وَبَأْسَهُ ، وَأَمانِيَّهُ ، وَامْنَعْهُ عَنّي كَيْفَ شِئْتَ ، وَأَنّى شِئْتَ .
اَللّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّي بِفَقْرٍ لا تَجْبُرُهُ ، وَبَلاءٍ لا تَسْتُرُهُ ، وَبِفاقَةٍ لا تَسُدُّها ، وَبِسُقْمٍ لا تُعافيهِ ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ ، وَبِمَسْكَنَةٍ لا تَجْبُرُها .
اَللّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ في مَنْزِلِهِ ، وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ في بَدَنِهِ ، حَتّى تَشْغَلَهُ عَنّي بِشُغْلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ ، وَأَنْسِهِ ذِكْري كَما أَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ ، وَخُذْ عَنّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميعِ جَوارِحِهِ ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ في جَميعِ ذلِكَ السُّقْمَ ، وَلا تَشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلِكَ شُغْلاً شاغِلاً لَه عَنّي وَعَنْ ذِكْري ، وَاكْفِني يا كافِيَ ما لا يَكْفي سِواكَ ، فَإِنَّكَ الْكافي لا كافِيَ سِواكَ ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ ، وَمُغيثٌ لا مُغيثَ سِواكَ ، وجارٌ لاجارَ سِواكَ خابَ مَنْ كانَ جارُهُ سِواكَ ، وَمُغيثُهُ سِواكَ ، وَمَفْزَعُهُ إِلى سِواكَ ، وَمَهْرَبُهُ وَمَلْجَأُهُ إِلى غَيْرِكَ ، وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ ، فَأَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي وَمَفْزَعي وَمَهْرَبي وَمَلْجَئي وَمَنْجايَ ، فَبِكَ أَسْتَفْتِحُ ، وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ ، وَأَتَوسَّلُ وَأَتَشَفَّعُ ، فَأَسْأَلُكَ يا اَللّه ُ يا اَللّه ُ يا اَللّه ُ ، فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَلَكَ الشُّكْرُ ، وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكى ، وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ ، فَأَسْأَلُكَ يا اَللّه ُ يا اَللّه ُ يا اللّه ُ ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وأَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي في مَقامي هذا ، كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ صلى الله عليه و آله هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، فَاكْشِفْ عَنّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ ، وَفَرِّجْ عَنّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ ، وَاكْفِني كَما كَفَيْتَهُ ، هَوْلَ ما أَخافُ هَوْلَهُ ، وَمَؤُنَةَ ما أَخافُ مَؤُنَتَهُ ، وَهَمَّ ما أَخافُ هَمَّهُ ، بِلا مَؤُنَةٍ عَلى نَفْسي مِنْ ذلِكَ ، وَاصْرِفْني بِقَضاءِ حَوائِجي ، وَكِفايَةِ ما أَهَمَّني هَمُّهُ ، مِنْ أَمْرِ آخِرَتي وَدُنْيايَ ، يا أَميرَ الْمُؤْمِنينَ ، وَيا أَبا عَبْدِ اللّه ِ ، عَلَيْكُما مِنّي سَلامُ اللّه ِ أَبَداً ۸ ما بَقِىَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللّه ُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما ، وَلا فَرَّقَ اللّه ُ بَيْني وَبَيْنَكُما .
اَللّهُمَّ أَحْيِني حَياةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وَذُرِّيَّتِهِ ، وَأَمِتْني مَماتَهُمْ ، وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِمْ ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِمْ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ فِى الدُّنْيا وَالْاخِرَةِ .
يا أَميرَ الْمُؤْمنينَ ، وَيا أَبا عَبْدِ اللّه ِ ، أتَيْتُكُما زائِرا ۹ وَمُتَوَسِّلاً إِلَى اللّه ِ رَبّي وَرَبِّكُما ، وَمُتَوَجِّها إِلَيْهِ بِكُما ، وَمُسْتَشْفِعا بِكُما إِلَى اللّه ِ في حاجَتي هذِهِ فَاشْفَعا لي، فَإِنَّ لَكُما عِنْدَ اللّه ِ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ ، وَالْجاهَ الْوَجيهَ ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفيعَ وَالْوَسيلَةَ ، إِنّي أَنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللّه ِ بِشَفاعَتِكُما لي إِلَى اللّه ِ ، فَلا أَخيبُ ، وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَبا خائِبا خاسِراً، بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَبا راجِيا مُفْلِحا مُنْجِحا مُسْتَجابا بِقَضاءِ جَميعِ حَوائِجي ، وَتَشَفَّعا لي إِلَى اللّه ِ ، اِنْقَلَبْتُ عَلى ما شاءَ اللّه ُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللّه ِ ، مُفَوِّضا أَمْري إِلَى اللّه ِ ، مُلْجِئا ظَهْري إِلَى اللّه ِ ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللّه ِ ، وَأَقُولُ حَسْبِيَ اللّه ُ وَكَفى ، سَمِعَ اللّه ُ لِمَنْ دَعا ، لَيْسَ وَراءَ اللّه ِ وَوَراءَكُمْ يا سادَاتي مُنْتَهى ، ما شاءَ اللّه رَبّي كانَ ، وَما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، وَلاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللّه ِ ، أَسْتَوْدِعُكُمَا اللّه َ ، وَلا جَعَلَهُ اللّه ُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي إِلَيْكُما .
اِنْصَرَفْتُ يا سَيِّدي يا أَميرَ الْمُؤْمِنينَ ، وَمَوْلايَ ، وَأَنْتَ يا أَبا عَبْدِ اللّه ِ، سَلامي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، واصِلٌ ذلِكَ إِلَيْكُما ، غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُما سَلامي إِنْ شاءَ اللّه ُ ، وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما أَنْ يَشاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ ، فَإِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ ، اِنْقَلَبْتُ يا سَيِّدَيَّ عَنْكُما تائِبا ، حامِداً للّه ِِ شاكِراً ، راجيا لِلْاءِجابَةِ ، غَيْرَ آيِسٍ وَلا قانِطٍ ، آئِبا عائِداً راجِعا إِلى زِيارَتِكُما ، غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُما ، وَلا مِنْ زِيارَتِكُما ، بَلْ راجِعٌ عائِدٌ إنْ شَاءَ اللّه ُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللّه ِ ، يا سادَاتي رَغِبْتُ إِلَيْكُما وَإِلى زِيارَتِكُما ، بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فيكُما وَفي زِيارَتِكُما أَهْلُ الدُّنْيا ، فَلا خَيَّبَنِيَ اللّه ُ ما رَجَوْتُ وَما أَمَّلْتُ في زِيارَتِكُما ، إِنَّهُ قَريبٌ مُجيبٌ ]. ۱۰
قوله : في خبر يونس الكناسيّ: (ثمّ تحوّل عند رأس عليّ بن الحسين عليهماالسلام ) . [ ح 1 / 8157] قال ابن إدريس:
إنّه عليّ الأكبر ، واُمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفيّ، وأنّه أوّل قتيل يوم الطفّ مع آل أبي طالب عليه السلام ، وأنّه ولد في إمارة عثمان، ثمّ قال : وقد ذهب شيخنا المفيد في كتاب الإرشاد ۱۱ إلى أنّه هو عليّ الأصغر، وهو ابن الثقفيّة، وأنّ عليّا الأكبر هو زين العابدين، اُمّه اُمّ ولد وهي شاه زنان بنت كسرى يزدجرد . ۱۲
قال محمّد بن إدريس : والأولى الرجوع إلى أهل هذه الصناعة، وهم النسّابون وأصحاب السيِّر والأخبار والتواريخ، مثل الزبير بن بكّار في كتاب أنساب قريش ، وأبي الفرج الإصبهانيّ في مقاتل الطالبيّين ، والبلاذريّ والمزنيّ صاحب كتاب لباب أخبار الخلفاء ، والعمريّ النسّابة حقّق ذلك في كتاب المجدي، فإنّه قال : «وزعم من لا بصيرة له أنّ عليّا الأصغر هو المقتول بالطّف، وهذا خطأ ووهم». ۱۳ وإلى هذا ذهب صاحب كتاب الزواجر والمواعظ، وابن قتيبة في المعارف، وابن جرير الطبريّ ۱۴
المحقّق لهذا الشأن ، وابن أبي الأزهر في تاريخه، وأبو حنيفة الدينوريّ في الأخبار الطوال، ۱۵ وصاحب كتاب الفاخر، ۱۶ مصنّف من أصحابنا الإماميّة، ذكره شيخنا أبو جعفر في فهرست المصنّفين ، ۱۷ وأبو عليّ بن همّام في كتاب الأنوار في تواريخ أهل البيت ومواليدهم، وهو من جملة أصحابنا المصنّفين المحقّقين، وهؤلاء جميعا أطبقوا على هذا القول، وهم أبصر بهذا النوع . ۱۸
1.اُنظر: مناقب آل أبي طالب، ج ۳، ص ۲۱۷ ۲۱۸.
2.الحديث الأوّل من هذا الباب من الكافي؛ وسائل الشيعة، ج ۱۴، ص ۴۰۰، ح ۱۹۴۵۶.
3.رواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجّد، ص ۴۶۰؛ والكفعمي في المصباح، ص ۴۸۲ وفي الأصل بعده بياض، والمذكور هنا بين الحاصرتين من رواية الكفعمي.
4.خ ل: «... بمصيبته، مصيبةً».
5.خ ل: «ضاعف».
6.خ ل: «وابدأ به أوّلاً، ثمّ الثاني، ثمّ الثالث، ثمّ الرابع».
7.خ ل: «وَبِه أبنتَهم وأبَنتَ فَضَلَهُم مِنْ فَضلِ العالَمين حتّى فاقَ فضلُهُم فَضلَ العالَمينَ».
8.خ ل: + «ما بقيتُ».
9.في الهامش: إن كانت الزيارة من بُعد فَقُل: قصدتُكما بقَلبي زائرا. وإن كان من قرب فَقُل: أَتَيْتُكُما زائِرا قاله الشيخ المفيد رحمه الله فى مزاره.
10.المصباح للكفعمي، ص ۴۸۲ ۴۸۹.
11.الإرشاد، ج ۲، ص ۱۱۴، و ۱۳۵.
12.الإرشاد، ج ۲، ص ۱۳۵.
13.المجدي في أنساب الطالبيين، ص ۲۸۱.
14.المنتخب من الذيل المذيل، ص ۱۱۹.
15.الأخبار الطوال، ص ۲۵۹.
16.صاحب المفاخر هو أبو الفضل محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن سليم الجعفي الكوفي المعروف بالصابوني ساكن مصر في المئة الثالثة وبعدها، وهو من مشايخ أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه الذي توفّي سنة ۳۶۸ه ق، كان صاحب الفاخر زيديا فصار إماميا، له كتب، منها: الفاخر، تفسير معاني القرآن وتسمية أصناف كلامه، كتاب التوحيد والإيمان، كتاب مبدأ الخلق وغيرها. اُنظر: ترجمته في رجال النجاشي، ص ۳۷۴، الرقم ۱۰۲۲.
17.لم أعثر عليه في الفهرست، والمذكور في رجال الطوسي، ص ۱۰۲، الرقم ۱۰۰۲، أن المقتول هو عليّ بن الحسين الأصغر واُمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي.
18.السرائر، ج ۱، ص ۴۵۴ ۴۵۶.