(أنّهم مَصْنوعونَ) أي في أنّهم مصنوعون ، أو إلى الإقرار بأنّهم مصنوعون .
وإذ وقع في هذا الحديث تصحيفات عديدة فلا يستبعد أن يكون الأصل هكذا : «والاضطرار منهم إلى أنّهم مصنوعون» بإسقاط ضمير «إليه».
وقد ورد مثل هذا من الصادق عليه السلام حيث قال في حديث نقله الطبرسي في موضعٍ آخر من كتاب الاحتجاج : «واضطرار النفس إلى الإقرار بأنّ له صانعا مدبّرا» . ۱
[باب أنّه لايُعرفُ إلّا به]
قوله : (معنى قولِهِ : اعْرِفوا اللّهَ بِاللّهِ) .[ح ۱ / ۲۲۹]
هذه عبارة المصنّف ـ طاب ثراه ـ نقله الصدوق قدس سره في كتاب التوحيد عن عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضى الله عنه، قال : سمعت محمّد بن يعقوب يقول : «معنى قوله : اعرفوا اللّه باللّه يعني أنّ اللّه خلق الأشخاص والأنوار» إلى آخره ۲ ، فلا يتوهّم أنّه تفسير الصادق عليه السلام لقول أمير المؤمنين عليه السلام .
ثمّ إنّه عليه السلام قال في الفقرة الاُولى : «باللّه »، وفي الثانية والثالثة : «بالرسالة والأمر بالمعروف والعدل والإحسان»، لا بالرسول واُولي الأمر ؛ فإمّا أن يُراد بالجلالة الثانية المعنى الوصفي حتّى يكون الكلام على سننٍ واحدٍ ، فالمعنى : اعرفوا الذات الأقدس بأنّه اللّه ، أي معبود بالحقّ ، مستجمع لجميع الصفات الكماليّة ، متقدّس عن شوائب النقص ، على أنّ الباء هي التي تدخل في الصفة، كقولك : عرفت زيدا بالسخاء والمروّة ، لا التي تدخل في الدليل ، كقولك للفقيه : بِمَ تعرف عدالة الرجل ، وقوله لك : بصدق الحديث وأداء الأمانة . والأوّل وإن كان فيه تكلّف ما ، إلّا أنّه يتأيّد بما سيجيء في باب حدوث الأسماء من قوله عليه السلام : «من زَعَمَ أنّه يَعرِفُ اللّهَ بحجابٍ أو بصورةٍ أو بمثالٍ فهو مُشرِكٌ ؛ لأنّ حجابَه ومثالَه وصورتَه غيرُه ، [وإنما هو واحدٌ متوحِّدٌ ]وكيف ۳