365
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

[باب معاني الأسماء واشتقاقها]

قوله : (سأل [أبا عبداللّه عليه السلام ] عن أسماء اللّه تعالى واشتقاقها). [ح ۲ / ۳۱۳]
المراد أنّه سأل عن أنّ أسماء اللّه الواردةَ في الكتاب والسنّة هل هي مشتقّات كلّها ، أم فيها ما هو غير مشتقّ ، علم أو غير علم ، كالخبز الموضوع لمفهوم كلّي وإن كان منحصرا في فرد بدليل .
ولمّا كان لفظ الجلالة مظنّةَ عدم الاشتقاق لإجراء المشتقّات عليها في القرآن كثيرا ـ كقوله تعالى : «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» إلى غير ذلك ، ولهذا وقع


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
364

قوله عليه السلام : (ليس بينَ الخالِقِ والمخلوقِ شيءٌ) . [ح ۴ / ۳۱۱] أي لا حجاب ولا صورة ولا مثال ولا غير ذلك .
وهذا أيضا صريح في أن ليس المراد بها المعانيَ المذكورةَ التي مصداقاتها المخلوقات ، بل الصفات الزائدة الموجودة كالشكل والمقدار والتخطيط ، وما يلزمها من الاحتجاب والتواري بالحجاب .
وفي كتاب التوحيد عن الحارث الأعور ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه دخل السوق فإذا هو برجل مُولِيه ظهره يقول : لا والذي احتجب بالسبع . فضرب عليّ عليه السلام ظهره ، ثمّ قال : «مَن الذي احتجب بالسبع؟» قال : اللّه يا أمير المؤمنين ، قال : «أخطأت ثكلتك اُمّك ، إنّ اللّه عزّوجلّ ليس بينه وبين خلقه حجاب ؛ لأنّه معهم أينما كانوا» . قال : ما كفّارة ما قلت يا أمير المؤمنين؟ قال : «أن تعلم أنّ اللّه معك حيث كنت» قال : اُطعم المساكين ، قال : «لا ، إنّما حلفت بغير ربّك» . ۱
أقول : هذا الرجل كان قد عرف اللّه بالحجاب ، ولذا لم يعرفه؛ لأنّه قال عليه السلام : «إنّك حلفت بغير ربّك» . ولذا قال أبو عبداللّه عليه السلام في الحديث الذي نحن فيه : «فمن لم يعرفه به فليس يعرفه ، إنّما يعرف غيره ».
وقول أمير المؤمنين عليه السلام : «ليس بينه وبين خلقه حجاب؛ لأنّه معهم » نفي وجود الحجاب لعلّة المعيّة ، لا نهي عن اتّخاذ الحجاب ـ وإن لزمه ـ والتفسير بأئمّة الضلال وعلماء السوء مثبت وجود الحجاب، وليس في المعنى نهي عن اتّخاذه .
ومن الاتّفاقات أنّ رجلاً من البراهمة قبل بلوغي في هذه التعليقة إلى هذا الحديث أنشأ بيت شعر ، و هو هذا :

نظر بعارض جانان زپرده دوخته ايمحجاب عينك چشم است مرد بينا را
وكان اسمه برهمن ، فقلت في جوابه :

برهمن ازپى تصحيح بت پرستى گفتحجاب عينك چشم است مرد بينا را
تو خود حجابى و عينك حجاب چشم حجابكه ناظراست ؟ بيا حل كن اين معمّا را
هم اوست ناظر و هم اوست خويش را منظوربآن نظر شده حاصل ثبوت اشيا را
تو آفريده و حقّ است آفرينندهز حدّ وهم برون دان جناب اعلى را
وجود فاقرة الذات اين قدر فهماندكه از غنىّ بذاتيست بَدْو اشيا را
مگر بهشت غنى گر فقير شد مفهوممگر كه راه بود عاقلان دانا را
از و هر آنچه به وهم آيدت ، كن استغفارزاعتراف بموجد برون مَنِه پا را
تو عبد عاجز و محتاج و او غنىّ قوىّچه بَونِ لا يتناها است در ميانْ ما را
زلطف اوست كه از بهر احتياج عبادبراى وصف خود انشا نمود اشيا را

1.التوحيد ، ص ۱۸۴ ، ح ۲۱ .

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103406
صفحه از 637
پرینت  ارسال به