ومَنْ قال «كيف» فقد استوصفه ، ومَن قال «علام» فقد حمله ، ومن قال «أين» فقد أخلى منه ، ومن قال «إلى م» فقد وقّته ، عالم إذ لا معلوم ، وخالق إذ لا مخلوق ، وربّ إذ لا مربوب ، وإله إذ لا مألوه ، وكذلك يوصف ربّنا وهو فوق ما يصفه الواصفون» ۱ انتهى .
فتدبّر وتأمّل فإنّه جدير به ، سيّما قوله : «السميع لا بأداة ، والبصير لا بتفريق آلة» فإنّه إذا قيس بنسخة الكافي لم يَخْفَ ما هو الصواب منهما .
قوله : (بل وَصَفَتْهُ بفعاله ، ودَلَّتْ عليه بآياتِه) . [ح ۷ / ۳۵۶]
كما في قوله تعالى حكايةً عن قول فرعون : «وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ»۲ .
قوله : (فأنْجِعوا بما يَحِقُّ عليكم) . [ح ۷ / ۳۵۶]
أي فاطلبوا الثواب والأمن من العقاب بما يجب عليكم ، إلى آخره .
باب النوادر
قوله : (وجَهِلَنا من جَهِلَنا وإمامةَ المتّقينَ) . [ح ۳ / ۳۵۹]
في كتاب التوحيد من باب تفسير قول اللّه عزّوجلّ : «كُلُّ شَىْ ءٍ هَالِكٌ إِلَا وَجْهَهُ»۳ ، بالإسناد عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : «ونحن المثاني التي أعطاها اللّه نبيّنا صلى الله عليه و آله ، ونحن وجه اللّه نتقلّب في الأرض بين أظهركم ، عرفنا من عرفنا ، ومن جهلنا فأمامه اليقين» . ۴
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم : «ومن جهلنا فأمامه السعير». ۵
وسيأتي في باب أنّ الأئمّة عليهم السلام ورثوا علم النبيّ وجميع الأنبياء : «فهذه حجّتنا على من أنكر حقُّنا ، وجحد ميراثنا ، وما منعنا من الكلام ، وأمامنا اليقين» . ۶
فهذه كلّها شواهدُ على تصحيف ما في الكافي ، فالمعنى أنّ الموت سيكشف الغطاء، ويعلم علمَ العيان مَن المحقّ ومَن المبطل حيث لا ينفع الاعتذار . والتعبير عن
1.التوحيد ، ص ۵۶ ، ح ۱۴ .
2.الشعراء (۲۶) : ۲۳ ـ ۲۴ .
3.القصص (۲۸) : ۸۸ .
4.التوحيد ، ص ۱۵۰ ، ح ۶ .
5.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۷۷ .
6.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۲۴ ، ح ۲ .