نقل الفاضل المحقّق مروّج آثار الأئمّة الأطهار ـ عليهم سلام اللّه ـ أعني مصنّف كتاب بحار الأنوار: أنّ الناصبي المتعصّب فخر الرازي ذكر في خاتمة كتاب المحصّل حاكيا عن سليمان بن جرير: أنّ أئمّة الرافضة وضعوا القول بالبداء لشيعتهم ، فإذا قالوا: إنّه سيكون لهم أمر وشوكة ، ثمّ لا يكون الأمر على ما أخبروا ، قالوا : بدا للّه فيه . ۱
وأنا أقول لهم : قاتلكم اللّه معشرَ الحُسّاد ، ذوي اللداد والعناد ، كفاكم عماكم أنّ أئمّتنا عليهم السلام أهلُ بيت قصرت عن أداء محامدهم عبادةُ كلّ بليغ ؛ إنّ أئمّتنا عليهم السلام أهل بيت جعل اللّه مودّتهم أجر التبليغ ، إنّ أئمّتنا عليهم السلام أهل بيت تنزّل عليهم الملائكة والروح ، إنّ أئمّتنا عليهم السلام أهل بيت نصّ جدّهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله على أنّ مَثَلهم كمثل سفينة نوح ، إنّ أئمّتنا عليهم السلام أهل بيت أذهب اللّه عنهم رجس الذنوب ، إنّ أئمّتنا عليهم السلام أهل بيت طهّرهم اللّه من دنس العيوب ؛ أما تستحيون عن جدّهم رسول ربّ العالمين ، وعن أبيهم أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهم أجمعين؟ ويلكم ما جوابكم إذ دعاكم يوم فصل الخصام قاضي القضاة؟ وها نحن نُنصفكم وندعو لنا ولكم بدعاء هو أقرّ لعيوننا وعيونكم من رقدة الوسنان ، وأثلج لصدورنا وصدوركم من شربة الظمآن وهو هذا ؛ رزقنا اللّه تعالى وحرمكم جوارَ أئمّتنا عليهم السلام ، وجَنَّبَنا وحشركم مع أئمّتكم : يزيدَ ومعاويةَ وآل زياد وآل مروان ، آمين آمين آمين .
[باب المشيئة والإرادة]
قوله : (قلتُ : وأحَبَّ ؟ قال : لا) إلى آخره . [ح ۲ / ۳۸۸]
لا يتصوّر الحبّ بمعنى الميل في حقّه تعالى ، وإنّما هو وأمثاله حيثما أسندوا إلى اللّه تعالى باعتبار القامات ، وقد نصّ الإمام عليه السلام على ذلك حيث قال في حديث : «ورضاه ثوابه ، وسخطه عقابه» ۲ وإذ كان المراد بالمشيّة والإرادة تهيئةَ الأسباب أو نفسَ