[باب طبقات الأنبياء و الرسل و الأئمّة عليهم السلام ]
قوله : (لايَكونُ السَّفِيهُ إمامَ التقيِّ) . [ح ۲ / ۴۴۰]
في الكشّاف ، في قوله تعالى : «لَا يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ»۱ :
الإمام : اسم مَن يؤتمّ به ، على زنة الإله، كالإزار لما يؤتزر به، أي يأتمّون بك في دينهم ، و «مِنْ ذُرّيّتى» عطف على الكاف، كأنّه قال: وجاعل بعض ذرّيّتي، كما يقال لك : ساُكرمك، فتقول : وزيدا.
«لَا يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ» وقرئ : «الظالمون» أي مَن كان ظالما من ذرّيّتك لا يناله استخلافي في عهدي إليه بالإمامة، وإنّما ينال من كان عادلاً بريئا من الظلم. وقالوا: في هذا دليل على أنّ الفاسق لا يصلح للإمامة ، وكيف يصلح لها من لا يجوز حكمه وشهادته، ولا تجب طاعته، ولا يقبل خبره، ولا يقدّم للصلاة ؟! وكان أبو حنيفة ـ رحمة اللّه عليه ـ يفتي سرّا بوجوب نصرة زيد بن عليّ رضى الله عنه ، وحمل المال إليه ، والخروج معه على اللصّ المتغلّب المتسمّى بالإمام والخليفة كالدوانيقي وأشباهه ، وقالت له امرأة : أشرت على ابني بالخروج مع إبراهيم ومحمّد ابني عبد اللّه بن الحسن حتّى قتل، فقال : ليتني مكان ابنك. وكان يقول في المنصور وأشياعه : لو أرادوا بناء مسجد ، وأرادوني على عدّ آجرّه ، لما فعلته . وعن ابن عيينة : لا يكون الظالم إماما، وكيف يجوز نصب الظالم للإمامة والإمام إنّما هو لكفّ الظلمة ، فإذا نصب من كان ظالما في نفسه فقد جاء المَثَل السائر: من استرعى الذئب ظلم .
انتهى ما نقلناه من الكشّاف ۲ .