503
الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1

الذي خصّ اللّه به محمّدا صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام ومن بعده ، وتأمّلت فيه مولد قائمنا وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان» . الحديث ۱ .
وفي كتاب عيون الأخبار في باب دلالات الرضا عليه السلام بالإسناد عن محمّد بن داوُد ، قال :
كنت أنا وأخي عند الرضا عليه السلام ، فأتاه من أخبره أنّه قد ربط ذقن محمّد بن جعفر ، فمضى أبوالحسن ومضينا معه ، فإذا لحيته قد ربط ، وإذا إسحاق بن جعفر وولده وجماعة من آل أبي طالب يبكون ، فجلس أبو الحسن عند رأسه ونظر في وجهه فتبسّم ، ونقم من كان في المجلس عليه ، فقال : إنّما تبسّم شامتا بعمّه ، قال : فقام أبو الحسن وخرج ليُصلّي في المسجد ، فقلنا له : جعلنا اللّه فداك ، قد سمعنا فيك من هؤلاء ما نكره حين تبسّمت ، فقال أبو الحسن عليه السلام : «إنّما تعجّبت من بكاء إسحاق ، وهو واللّه يموت قبله ويبكيه محمّد» قال : فبرأ [محمّد] ومات إسحاق .
قال مصنّف هذا الكتاب رحمه الله : علم ذلك الرضا عليه السلام بما كان عنده من كتاب المنايا ، وفيه مبلغ أعمار أهل بيته متواترا عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ومن ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام : «اُوتيت علم المنايا والأنساب وفصل الخطاب» ۲ .
انتهى ما نقلناه من كتاب العيون .
وأمّا فصل الكتاب ، فهو الذي قال اللّه تعالى في سورة ص في حكاية داوُد عليه السلام : «وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ»۳ .
وفي كتاب العيون أيضا في باب معرفته عليه السلام بجميع اللغات :
عن أبي الصلت الهروي قال : كان الرضا عليه السلام يكلّم الناس بلغاتهم ، وكان أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة ، فقلت له يوما : يا ابن رسول اللّه ، إنّي لأعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها! فقال : «يا أبا الصلت ، أنا حجّة اللّه [على خلقه] وما كان اللّه ليتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم ، أوَ ما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام : اُوتينا فصل الخطاب ؛ فهل فصل الخطاب إلّا معرفة اللغات» ۴ .
انتهى كلامه صلوات اللّه عليه وسلامه .

1.كمال الدين، ج ۲، ص ۳۵۲، ح ۵۱.

2.عيون أخبار الرضا، ج ۲، ص ۲۰۶ ـ ۲۰۷، ح ۶ .

3.ص (۳۸) : ۲۰ .

4.عيون أخبارالرضا، ج ۲، ص ۲۲۸، ح ۳.


الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
502

في معنى التمثيل وجوه ۱ .
انتهى ما أردنا نقله من تفسير البيضاوي .
وفي الصحاح : «الكوكب الدرّي : الثاقب المضيء ، نسب إلى الدرّ ، و قد تكسر الدال ، فيُقال : درّي مثل سخري وسخرى ، ولجّي ولجّي» ۲ .
قوله : (ظلماتٌ الثاني) . [ح ۵ / ۵۲۲]
«الثاني» صفة «ظلمات» . والتذكير والتعريف باعتبار الحكاية ، و «بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ» من تتمّة المبتدأ ، و «معاوية» مع ما عطف خبر المبتدأ . و الآية في سورة النور هكذا : «وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً»۳ إلى قوله : «أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِى بَحْرٍ لُجِّىٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ»۴ .

باب أنّ الأئمّة عليهم السلام هم أركان الأرض

قوله : (المُتَعَقِّبُ عليه) . [ح ۱ / ۵۲۴]
في القاموس : «تعقّبه : طلب عورته أو عثرته ۵ » . وفي الصحاح : «تعقّبت الرجل : إذا أخذته بذنب كان منه» ۶ .
وكلّ من المعنيين يناسب المقام ، ولكن بضرب من التجوّز ، ولم أجد في شيء من كتب اللغة المشهورة استعمال التعقّب مع «على» ولعلّه في الحديث بتضمين مثل الردّ .
قوله : (عُلِّمْتُ المنايا والبلايا والأنسابَ) . [ح ۱ / ۵۲۴]
في كتاب إكمال الدين في باب ما روي عن الصادق عليه السلام من النصّ على القائم ـ عجّل اللّه تعالى فرجه ـ في حديث طويل : «وَيْحكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم، وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة،

1.أنوار التنزيل، ج ۴، ص ۱۸۹، مع تلخيص و اختلاف يسير.

2.الصحاح، ج ۲، ص ۶۵۶ (درر).

3.النور (۲۴) : ۳۹ .

4.النور (۲۴) : ۴۰ .

5.القاموس المحيط، ج ۱، ص ۱۰۷ (عقب).

6.الصحاح، ج ۱، ص ۱۸۷ (عقب).

  • نام منبع :
    الذّريعة الي حافظ الشّريعة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 103395
صفحه از 637
پرینت  ارسال به